المطران ابراهيم ترأس قداساً في ذكرى مولد المكرّم الأب بشارة ابو مراد
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذبيخة الإلهية في منزل المكرّم الأب بشارة ابو مراد في ذكرى مولده بمشاركة رئيس دير مار الياس المخلصية الأب جورج اسكندر، الآباء نقولا صغبيني، شربل راشد وسامي حايك وخدمت القداس جوقة مار الياس المخلصية بحضور جمهور كبير من المؤمنين
بداية القداس مع كلمة ترحيب من الأب اسكندر اكد فيها ان فيها ان ” في الرعية اكثر من علامة فارقة، اولها وجود جوقة مار الياس المخلصية الحاضرة دائماً في الإحتفالات، والعلامة المميزة هي وجود بيت ابونا بشارة الذي هو مقصد لكل شخص تعب من مشاكل الحياة، لكل تائه على دروبها، هذا البيت هو واحة يستظلها كل عابر سبيل ليرتوي من الينابيع الروحية.”
واضاف ” حضورك معنا سيدنا في السنوات القادمة على رأس هذه الأبرشية سيكون الداعم الأكبر لمسيرتنا للوصول الى تطويب ابونا بشارة .”
وقدّم الأب اسكندر بإسم الرعية صورة الأب بشارة ابو مراد .
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن فضائل الأب بشارة ابو مراد فقال :
” المسيح قام حقاً قام
نحن على مشارف عيد كبير جداً هو عيد حلول الروح القدس على التلاميذ، عيد العنصرة، عندما كانوا مجتمعين في العلّية خوفاً من اليهود لكن هذا الخوف تبدد عندما حل عليهم الروح القدس واصبحوا ملئ من الروح، اي اصبحوا مباشرة قديسون، عندما نمتلئ من الروح القدس نصبح قديسين.
اليوم نحن نحتفل بذكرى مولد قدّيس امتلأ من الروح القدس وعاش القداسة في حياته. منذ نعومة اظافره سلّم حياته لله وهذا التسليم تم في هذا البيت الذي تحول بحضور الأب بشارة واهله الأتقياء وعائلته الى كنيسة مصغّرة، كنيسة بيتية. وعندما تتحول بيوتنا الى كنائس، يحل فيها الروح وتمتلئ من القداسة، وفعلاً تحوّل بيت ابونا بشارة الى كنيسة لأن ابونا بشارة امتلأ من الروح القدس ووزع المواهب ليس فقط على ذاته لكن على كل من التقاه. كان محباً للآخر اكثر بكثير من محبته لذاته، مع العالم ان محبة الذات ليست بالأمر السيء، يجب على الإنسان ان يهتم بذاته ويحبها، واذا لم يتعلم ان يحب نفسه محبة طاهرة وليس انانية، محبة معطاءة. اذا تعلّم ان يحب ذاته بهذه الطريقة يمكنه ان يتعلم كيف يحب الآخرين، لكن محبة الذات هي في خدمة الآخر وليس في خدمة الذات. لدى القديسين لا أحد يحب ذاته من اجل ذاته، يحب نفسه من اجل الآخرين. ابونا بشارة احب ذاته من اجل الآخرين لكي يستطيع خدمتهم. اذا اهمل ذاته يغيب عن القداسة وتغيب القداسة عنه، لذلك على الإنسان تنظيف بيته الداخلي قبل كل شيء. هذا المنزل الذي هو الإنسان بكلّيته جسد وروح يتحول هو ايضاً الى هيكل الى كنيسة، انتم هيكل الروح الحي فعندما نتحول الى هياكل للروح القدس نقدس ذواتنا ونقدس معنا الآخرين، هذه هي بالمختصر قصة ابونا بشارة، قصة عطاء في السير في القداسة بون تعب، واذا حلّ التعب يغلبه الإيمان والثبات ويغلبه الجهاد الروحي من اجل الوصول الى الغاية التي هي خدمة النفوس، وكان ابونا بشارة يقول ” كل نفس تهلك، اطلب نفسك عوضاً عنها ” ، لهذه الدرجة كان يعتبر الآخر مرتبطاً به، خلاص الآخر هو خلاصه، لأن الله سلّمه وديعة يوم سيامته الكهنوتية عندما دعي الى الخدمة في الكهنوت، وهذه الخدمة في سبيل تقديس النفوس وتقديس الذات.”
واضاف ” عندما دخلنا الى دير المخلص كنا ننتبه الى امر مميز، هناك درج يقود الى قاعات الدرس كانت درجاته محفورة او مبريّة في المكان الذي تطأه الأرجل، وكانوا يقولون لنا ان هذه الدرجات داستها ارجل كل الذين سبقونا من العظماء والقديسين، من الآباء الذين صنعوا تاريخ هذه الرهبانية المخلصية التي كانت ولا تزال محطة اشعاع ومنارة في المنطقة والعالم.
في هذه الرهبانية مر فيها اجيال من الأشخاص الذين كانوا يفتشون عن الحقيقة التي هي الله، عن الخلاص، وأحدهم كان ابونا بشارة ابو مراد. القداسة لا تأتي من الحجر بل تهدمه، ولذلك فتح الحجر في حائط كنيسة دير المخلص واحتضن جسد الأب بشارة ابو مراد، علامة على ان هذا الكاهن هو قديس لأنه لم احد غيره في حائط الكنيسة، من قبل مماته والناس يطلقون على الأب بشارة لقب ” ابونا القديس” ، اعلنوه قديساً قبل وقت كثير من اعلان الكنيسة، ومسيرة اعلان القداسة تبدأ من الناس، من الشعب، من نظرة الناس الى الكاهن، من ايمانهم بأنه صاحب رسالة صادقة وعظيمة. ابونا بشارة عندما كان يمر ليس فقط بين المسيحيين، بل ايضاً بين غير المسيحيين كانوا يشيرون اليه بأصابعهم قائلين ” هذا هو الكاهن القديس”. القداسة مشعّة، لا أحد يضيء سراج ويضعه تحت المكيال، ابونا بشارة لم يكن قادراً ابداً ان يخبئ قداسته مهما كان يجرب ان يظهر في الصور متواضعاً او متخفياً ، هذا الإختفاء الإرادي لكي يكون في حضرة الله وحده، كان ابونا بشارة لا يبتغي مجداً من الناس ولا سلطان ولا شهرة ، ابونا بشارة كان يفتش عن شيء واحد هو رضا الله ومحبة القريب، وقد اعطاه الله أن يعيش هذه المحبة بثبات حتى آخر لحظة من حياته.”
وفي مقاربة مميزة عن علاقة الأب بشارة ابو مراد ومار الياس قال المطران ابراهيم ” هذه الرعية هي رعية مباركة بحضور ابونا بشارة الدائم، من تاريخ عائلته ومن وجود منزله الوالدي في هذه الرعية المباركة والمقدسة التي تحمل اسم النبي ايليا، مار الياس، ومن الممكن ان ابونا بشارة على طريقته كان يتخذ مار الياس مثالاً له، فعندما قرأت ما هو مدون في اسفل الصورة الموضوعة امام المذبح ” الخبزة بإيدك صارت ورد” وكما سمعنا في انجيل اليوم عن تكثير الخبزات، نتأكد ان ابونا بشارة كان من خط الإنجيل خط يسوع المسيح في فعل العجائب وتكثير الخبزات. وفي جملة ثانية ” بشارة اللي فينا شرع بإنجيلو عن الأرض ارتفع، نزّل المطر من العلى والحر عن الخليقة رفع ” هذه من صفات مار الياس ، ومن هنا نتأكد ان هناك ارتباط قوي جداً بين ابونا بشارة وكنيسة مار الياس. ليس بالصدفة ولد في حي تتواجد فيه كنيسة مار الياس هذه ارادة وعناية الهية، الرب يعرف كيف يزرع في الأشخاص روحانية آباء قديسين وأنبياء كرّسوا حياتهم لخدمة الكنيسة والنفوس.”
وختم ” انا سعيد جداً بوجودي معكم اليوم، نسلّم بعضنا البعض للأب بشارة لنكون وديعة جديدة بين يديه لكي يحمينا في هذا الزمن الصعب، يزرع فينا الأمل، يرفع عنا اليأس والإحباط الذي ممكن ان يحطم الإنسان مهما كان قوياً. اليأس والإحباط أقوى سلاح يستطيع ان يفتك بنا، لذلك احياناً بعض الناس يفقدون معنى الحياة عندما ييأسون ويصيبهم الإحباط ويقرروا انهاء حياتهم، اليأس خطير جداً لذلك نطلب اليوم من ابونا بشارة في ظل هذه الأزمة الصعبة التي يمر بها اهل هذا البلد، في هذا النفق المظلم، انشاءالله بنعمة ابونا بشارة نخرج منه سوياً باتجاه النور الذي يعطينا الحياة ويزرع فينا الأمل الكبير بأن الغد هو لنا، نعمة مجانية من الرب.”