انتخابات نقابة المحامين… هل من مفاجآت؟
ترقب كثر استحقاق انتخاب نقيب جديد للمحامين يوم 19 تشرين الثاني 2023 لما لهذا الموقع من أثر ليس فقط على الصعيد المهني والنقابي، لا بل الوطني، ويتنافس على هذا المركز عدد لا باس به من المرشحين، بعضهم ذو انتماء حزبي، والبعض الاخر من موقعهم المهني ولا لموقع حزبي لهم. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه الأيام هو: يهيمن المعيار الحزبي على عملية اختيار النقيب، ام ان المعيار النقابي يتصدر الساحة؟
براي نقابي قديم ومخضرم، فان الغلبة هذه المرة لن تكون لمصلحة الخيار الحزبي، لعدة أسباب أبرزها أولا ان اختيار المرشحين الحزبيين في مختلف الأحزاب قد خضع لمد وجزر كبيرين مما خلق أجواء بلبلة ونميمة داخل الحزب الواحد، وهذا امر أضعف المرشح الحزبي الذي لن يتمكن من شد العصب الحزبي كما يقال وكما كان يحصل سابقا.
ما السبب الآخر، فهو ان مرشحي الأحزاب كثر، عبده لحود – (القوات اللبنانية) وفادي المصري – (الكتائب)، وخصوصًا بعد انضمام التيار الوطني الحر إليهم عبر ترشيح الأستاذ فادي حداد ، حيث أصبح لكل حزب مرشحه، مما يجعل أي تحالف بينهم غير ممكن خصوصًا في ضوء الواقع السياسي القائم في البلد.
بالمقابل، فان أبرز المستفيدين من هذه الأجواء هما كل من المرشح اسكندر نجار المشهود له بمناقبيته، والمرشح إبراهيم مسلم الذي حمل لواء بعض جوانب ملف التأمين الصحي طوال السنوات السابقة، ولا يزال، والمرشح فريد الخوري، عضو مجلس النقابة السابق الذي يشهد له زملاؤه بالجدية والمهنية العالية التي تصرّف بها خلال ولايته الماضية، حيث كان اداؤه محط تقدير وارتياح، علما ان المحامي فريد الخوري هو مهني متمرس ومشهود له بالكفاءة منذ ما يقارب الأربعين عاما، وهو مستقل وغير حزبي واستاذ جامعي محاضر وله برنامج انتخابي متكامل اطلقه ضمن حملة عنوانها “نقابة بكرا”، وهو في الوقت نفسه موضوع تقاطع إيجابي بين مختلف القوى النقابية، السياسية والمهنية على السواء مما يجعله قادرا على جمع كل الأطراف تحت عباءة النقابة على قاعدة الاحترام المتبادل ومصلحة النقابة والمحامين العليا، وهذا يتيح للنقابة ان تبقى بعيدة عن التموضعات السياسية الحزبية الحاصلة في البلد والتي كلفت البلد غاليا.
ويختم النقابي العتيق، ان المحامين يبقون اسياد قرارهم حتى آخر لحظة والمفاجآت الكبرى وتغيير المعادلات لناظره قريب.