تكنولوجيا واقتصاد

الإسكوا تدق ناقوس الخطر بشأن هشاشة النظم الغذائية العربية وتطلق أداة تقييم رائدة للتحول المطلوب

مع تفاقم الجوع، واتساع فجوة التفاوت، وتضاؤل الموارد الطبيعية، وتكثيف الصدمات المناخية، تدعو لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ( الإسكوا ) إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وتحويلية لإصلاح النظم الغذائية غير الفعالة في المنطقة العربية في تقرير رئيسي جديد بعنوان ” تقييم النظم الغذائية في المنطقة العربية “.

يكشف التقرير الذي تم إطلاقه حديثًا عن إطار عمل مبتكر لفهم مشهد النظم الغذائية العربية، مما يمكّن صناع السياسات من اتخاذ قرارات مستنيرة وتنفيذ تدخلات مستهدفة لتحسين الأمن الغذائي، والحد من التفاوتات، وتعزيز القدرة على الصمود، وتعزيز الاستدامة في المنطقة.

ترسم النتائج صورةً قاتمةً لضعف الإنجاز في جميع أبعاد الأمن الغذائي الستة، وهي التوافر، والوصول، والاستخدام، والاستقرار، والفاعلية، والاستدامة. ومن بين المؤشرات الأساسية، واجه أكثر من ثلث السكان العرب، اعتبارًا من عام ٢٠٢٢، انعدام الأمن الغذائي، وعانى ١٣.٥٪ منهم من نقص التغذية، وكان ما يقرب من واحد من كل ثلاثة منهم يعاني من السمنة. ويتأثر الأطفال والنساء بشكل خاص، حيث يعاني واحد من كل خمسة أطفال من التقزم، وتعاني ثلث النساء من فقر الدم. تتجاوز هذه الأرقام المتوسطات العالمية، وتُبرز الحاجة المُلحة للمنطقة لإصلاح نظامها الغذائي.

قالت ريم نجداوي، رئيسة فريق سياسات الغذاء والبيئة في الإسكوا: “هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي بمثابة جرس إنذار”. وأضافت: “النظم الغذائية العربية ليست هشة فحسب، بل هي ليست شاملة ولا غير فعالة. علينا أن نعيد النظر بشكل عاجل في كيفية إنتاج الغذاء وتوزيعه والحصول عليه واستخدامه، إذا كنا جادين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

ويقدم التقرير إطارًا شاملاً قائمًا على الأدلة مصممًا خصيصًا للتحديات الفريدة التي تواجهها المنطقة والتي لم يعد من الممكن تجاهلها، كما يحدد أداة تقييم النظم الغذائية العربية ، والتي تقوم بتقييم النظم الغذائية على أساس النتائج مثل الأمن الغذائي والتغذية وسمات الشمول والمرونة والاستدامة.

أكد النجداوي أن “هذه الأداة تُحدث نقلة نوعية. فهي تُزود الدول العربية بخريطة طريق واضحة قائمة على البيانات، تُساعد في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، وبناء أنظمة غذائية تُناسب الجميع، وضمان مستقبل غذائي أفضل في منطقتنا”.

يُعدّ اعتماد المنطقة العربية على الواردات من أبرز نقاط الضعف المُلحّة. إذ تستورد المنطقة العربية حاليًا أكثر من 61% من قمحها – وهو الغذاء الأساسي الأكثر استهلاكًا – من عدد قليل من الموردين العالميين.

في السياق نفسه، عقدت الإسكوا الاجتماع التحضيري الثالث حول نظم الأغذية في المنطقة العربية يومي 16 و17 أبريل/نيسان 2025، بالتعاون مع مركز تنسيق نظم الأغذية التابع للأمم المتحدة ، والمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ، والمكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية . وتشارك منسقو نظم الأغذية الوطنية التقدم المحرز والدروس المستفادة والتحديات القائمة. واختتم الاجتماع برسائل رئيسية ستُسهم في لحظة التقييم الثانية لقمة الأمم المتحدة لنظم الأغذية ( UNFSS+4 )، المقرر عقدها في يوليو/تموز 2025 في أديس أبابا.