أخبار لبنان

تسليم وتسلم في النيابة الأسقفية لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك في اثنين الباعوث

تسليم وتسلم في النيابة الأسقفية لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك في اثنين الباعوث

شهدت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك تسليماً وتسلماً في النيابة العامة الأسقفية بين الأرشمندريت نقولا حكيم والأرشمندريت ايلي معلوف خلال قداس اثنين الباعوث في كاتدرائية سيدة النجاة ، بحضور سيادة راعي الأبرشية  المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، رئيس دير مار الياس الطوق الأب الياس الخوري ممثلاً رئيس عام الرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت جورج نجار، رئيس دير مار انطونيوس للرهبانية اللبنانية المارونية الأب جوزف شربل، النائب سليم عون، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب كريستين زعتر معلوف، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، القاضي ايلي معلوف، السفير ايلي الترك، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس المنطقة التربوبة في البقاع يوسف بريدي، المهندس وسيم رياشي ممثلاً رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، الحاكم الأسبق لأندية الليونز مرشد الحاج شاهين، الدكتور غسان معلوف، رجل الأعمال ابراهيم الصقر ونجله ميشال، رجل الأعمال نقولا السروجي، رجل الأعمال فادي الصياح، الصناعي جان اسطفان، المهندس غازي غصن، فاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية، عائلة الأرشمندريت معلوف وحشد من المؤمنين. 

بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة شكر فيها الأرشمندريت حكيم على خدمته ورحب بالأرشمندريت معلوف ومما قال :

” المسيح قام! حقًا قام!

أيها الأحبّة،

في صباح اليوم الأول بعد الفصح، المعروف بإثنين الباعوث، حيث تشرق الحياة من القبر، وتعلو البشارة فوق رُكام الموت، نقف نحن أيضًا في أبرشيّتنا أمام لحظةِ قيامةٍ جديدة، تتجلّى في تعاقب الخدمة، وتتابع الشهادة، وتجدّد العطاء.

المسيحُ قائمٌ في كنيسته، في كلّ مرّة يقوم خادمٌ ليحمل صليب الخدمة، ويُتمّم رسالة المحبّة، ويغسل الأرجل كما فعل الربّ يسوع في العشاء الأخير.”

واضاف ” في هذا الفصح المجيد، إذ نحتفل بانتصار الحياة على الموت، نجدّد إيماننا بأن قيامة الربّ ليست ذكرى، بل دعوة حيّة، وديناميّة خلاصية تدفعنا نحو الرسالة. فالربّ القائم من بين الأموات لم يبقَ في القبر، بل انطلق ليُظهِر ذاته لتلاميذه، وليُرسلهم إلى العالم أجمع. وهكذا أيضًا نحن، إذ نقبل القيامة، نُقبل على الرسالة، وإذ نؤمن بأن القبر فارغ، نملأ العالم فرحًا وخدمةً ونورًا.”

وتابع ” في هذا الإطار الفصحي العميق، نودّ أن نتوجّه بكلمة شكرٍ وامتنان للأرشمندريت الجليل نقولا حكيم، الذي خدم كنائب أسقفي عام في هذه الأبرشية مدة ثلاث عشرة سنة، بكلّ تفانٍ ومسؤولية، وبلطفٍ إنجيلي، وحكمةٍ راعوية، جعلت من حضوره علامة رجاء، ومن صمته صدى لصوت الراعي الصالح. لقد أعطى من قلبه وعقله، من تعبه وخبرته، من حكمته وهدوئه، فكان صخرة تستند إليها الرعية، وأخًا كبيرًا في الجماعة، وصوتًا أمينًا في قلب الأبرشية.

هو كاهن ناجح ومميّز بكل ما للكلمة من عمقٍ ودلالة، ليس فقط لأنه أجاد ما أُوكل إليه من مهام رعوية وإدارية، بل لأنه عاش كهنوته بصدقٍ وإنسانيّة، فكان صورة حيّة للمسيح الراعي الصالح الذي يعرف خرافه ويحبّها ويهب ذاته لأجلها.

تميّز بحضورٍ روحيّ مريح، يُشعر من حوله بأنّ الكنيسة أمٌّ حنون، وبيتٌ مفتوح، وميناءُ أمان. لم يكن يومًا موظفًا في مؤسسة، بل كان شاهدًا ومُبشّرًا، يعيش الإنجيل في أبسط التفاصيل، ويزرع الرجاء في النفوس مهما اشتدّت الظلمة.

في كلامه، يجمع بين عمق اللاهوت وبساطة الكلمة، بين حرارة القلب ونور العقل، فتخرج كلماته من اختبارٍ عميق، لا من قوالب محفوظة. أما في لقاءاته، فكان أبًا رحيمًا، يصغي دون إدانة، ويوجّه دون استعلاء، ويحتضن الجراح دون أن يثيرها من جديد.

عُرف بغيرته الرسولية، وهمّه على خلاص النفوس، وتفانيه في الرعاية والتعليم، ساهرًا على خرافه بروح الصلاة والتواضع، غير باحث عن مجدٍ شخصيّ، بل عن مجد الله وخير الكنيسة. عرف كيف يُوازن بين الصلاة والخدمة، بين العمق الداخلي والرسالة الخارجية، فكانت حياته دعوة مستمرّة إلى القداسة والتوبة والعطاء.

في علاقاته مع الناس، كان قريبًا من الكبير والصغير، من البعيد والقريب، يتقن الإصغاء، ويحتضن الضعف، ويشجّع الخير، ويواجه الخطأ بالحكمة والمحبّة. لم يغلق يومًا بابه في وجه محتاج، ولم يتوانَ عن حمل صليب الآخرين.

وفي إدارته، كان حازمًا بروحٍ أبوية، منظمًا برؤيةٍ راعوية، يعامل كل إنسان ككنزٍ فريد، ويؤمن بأنّ كل جماعةٍ رعوية هي جسدٌ حيّ يستحقّ الرعاية والتنشئة والتقدير.

باسمكم جميعًا، نرفع الشكر لله على عطية الأب نقولا، ونصلّي من أجله في خدمته المقبلة، ليبقى ما زرعه في هذه الأبرشية خصبًا ومثمرًا، في النفوس وفي الذكريات، وفي عمق كلّ لقاء رعوي وروحي.”

ورحب سيادته بالأرشمندريت معلوف قائلاً ” في الوقت عينه، وبروح القيامة، نستقبل بفرح وثقة النائب الأسقفي العام الجديد الأرشمندريت إيلي معلوف، الذي يأتي ليُتابع المسيرة، ويواصل الشهادة، بخطىً ثابتة، وإيمانٍ حيّ، ورجاءٍ متجدد. إنّه ليس غريبًا عن هذه الأبرشية، بل هو ابنها وخادمها، ويعرف وجوهها وهمومها وآمالها وقد سبق وخدم رعاياها وكنائب أسقفي عام. نصلّي من أجله كي يُنير الربّ دربه، ويُثبّته بروح المحبّة والحكمة، ليكون كما ننتظره: خادمًا أمينًا وكاهنا على حسب قلب المسيح.”

وتوجه شيادته بكلمة شكر الى الرهبانية الباسيلية الشويرية فقال ” في هذه المناسبة المباركة، لا بدّ من كلمة تقدير وامتنان للرهبانية الباسيلية الشويرية، التي أنجبت وتُنجِب خدّامًا مكرّسين، يحملون تراث القديسين، ويقدّمونه بخدمة رصينة، صامتة، ومثمرة. إنّنا نبارك هذه الرهبانية على عطائها السخيّ، ونطلب إلى الربّ أن يباركها بالدعوات الصالحة، لتبقى منارة تنير الدرب، وسندًا للأبرشية في رسالتها المقدسة.”

وختم المطران ابراهيم ” في هذا العيد، فلنستمدّ من نور القيامة طاقةً جديدة لنحبّ كنيستنا، ولنخدم بعضُنا البعض، ولنُعلن أنّ الربّ حيّ في وسطنا، يبعث الحياة من اليأس، والرجاء من الألم، والدعوة من وسط صمت القبر.

المسيح قام! فلنقم معه إلى حياة جديدة، في خدمةٍ جديدة، ومع خدامٍ جدد، على طريق المحبة والقيامة. آمين.

المسيح قام! حقا قام!”

وفي نهاية كلمته قدّم المطران ابراهيم للأرشمندريت حكيم ايقونة شفيعه القديس نيقولاوس عربون شكر وامتنان لخدمة في الأبرشية على مدى 12 سنة.

وفي نهاية الاقداس قرأت الأناجيل بلغات مختلفة، واقيم لقاء في قاعة المطران اندره حداد للمستقبلين والمودعين.