ناس الغيوان يشعلون صحراء امحاميد الغزلان في الذكرى العشرين لمهرجان الرحل : عبد المجيد رشيدي
في قلب صحراء امحاميد الغزلان، وعلى رمالها الممتدة بين السماء والأفق، تضرب مجموعة ناس الغيوان موعدا جديدا مع جمهورها العاشق، للمشاركة في تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المهرجان الدولي للرحل، في نسخة استثنائية تُقام ما بين 10 و13 أبريل 2025، تحت شعار “مدينة بلا أسوار في قلب الصحراء”.
ناس الغيوان، تلك الفرقة الأسطورية التي وصفها المخرج العالمي مارتن سكورسيزي بـ”رولينغ ستونز إفريقيا”، ليست مجرد مجموعة غنائية، بل أيقونة فنية وثقافية تجاوزت حدود الزمن والجغرافيا، منذ تأسيسها، كانت ولا تزال نبراسا للحرية والإبداع، وصوتا صادقا يعبر عن آمال الشعوب وهمومها، وها هي اليوم تواصل مسيرتها على مسرح من رمال ونجوم.
المهرجان الدولي للرحل، في دورته العشرين، يحتفل بعقدين من التبادل الثقافي، والتنوع الفني، وحفظ التراث اللامادي. ملتقى عالمي فريد يجمع فنانين، مفكرين، حرفيين وزوار من كل بقاع العالم، في فسحة صحراوية مغربية تنبض بالحياة والإنسانية.
وتحمل هذه الدورة برنامجا غنيا ومتعددا: من الأغاني الأمازيغية لفرقة “تروا نايور”، إلى الإيقاعات الجزائرية والمالية مع “قادر ترهانين” و”إيمرهان تمبكتو”، وصولا إلى الموسيقى الكردية مع فرقة “ميركوت”، إضافة إلى الفنان المغربي سعيد تيشيتي، والنجم الصحراوي محمد عالي عيلّا.
المهرجان لا يقتصر على الموسيقى فقط، بل يفتح نوافذ على ثقافات متجذرة عبر معارض للحرف التقليدية، عروض للرقصات الصحراوية، تذوق للأكلات المحلية، ورياضات الأجداد، كما تُقام ندوات ولقاءات تناقش قضايا البيئة، التنمية المستدامة، والأمن الرقمي ضمن منتدى البدو الرحل.
تُنظَّم هذه الاحتفالية الثقافية بدعم من شركاء ملتزمين: عمالة زاكورة، المجلس الإقليمي، وزارة الثقافة، جهة درعة تافيلالت، المكتب الوطني المغربي للسياحة، مؤسسة البنك الشعبي، المعهد الفرنسي، بريد المغرب، وغيرهم.
في صحراء لا تعرف الحدود، تذوب المسافات بين الشعوب والثقافات، وتغدو ناس الغيوان صوت الرمال والنخيل، صوت البدو الرحل، وصوت الحرية.