أخبار فنيةمنوعات

حيدر الحسيني يبكي زياد الرحباني

 بسمع مواويل الحنين وصوتكن عم يدوّي 

وبقلبي دمعة يتيمة عَ خَدّ العمر تنوّي 

يا لحن بيروت العتيق يا سحر ما بينطوي 

من بعدكن الدنيا غريبة وقلبي ما بينقوي 

يا زياد الموجوع مين يكتب ألحانه 

ومين يسرق من المواويل أشجانه؟

رحل الحكي وبقينا نحمل ذكرياته 

وعلى أوتار الحنين نمشي بخطواته

فيروز يا جرح السما يا نجمة الضوّي 

شو بعمل إذا غاب طيفك عن هالضوّي؟

كنتِ الهوى كنتِ الدفا كنتِ الروي 

وهلّق صرتِ دمعة بعيون المضوّي

كنتوا الحكاية والوتر والليالي 

كنتوا الشجن والفرح بأجمل موّالي

تركتوا وراكن بيروت بلا غوالي 

وبقلوبنا صرنا نحمل كل الأحمالِ

غابت ضحكة الصبح عن وجه الحنين 

وصار القمر تائه بليل الحالمين 

غيابكن وجع ما بيعرف سنين

وجراح ما بينشاف بعيون العاشقين

ذكراك يا زياد دندنات المطر 

ولحني إليك يا فيروز سحر القدر 

غيابكن وجع مزروع في الحجر 

ولوعة قلب بتنزف دم وشرر

وينك يا صوت الوطن يا أغاني البيوت 

وينك يا فرح الروح يا ورد القلوب 

تركنا الحنين وماضي ما بينفوت

ومشى الحزن بدرب ما إلو حدود

بيروت بتبكي عليكن كل صباح 

وعالدرج القديم دمعة وارتياح

بتسأل شو صار بفرح الأرواح

وين الأمان ووين وجه الصباح؟

كل ما هبّت الريح تذكّرني فيكن 

وكل ما مرّت غيمة غطّت عينيكن 

يا قمر ليالي العمر ضاع بليكن

وصار العمر سفر طويل عيني عليكن

بحكي مع الهوا وبفتّش عن صدى 

عن لحن زياد وعن صوت الصدى

فيروز يا حلم الطفولة والندى 

اشتقت للغنية تمسح عن قلبي الردى

أنتم زماني اللي ما بيرجع تاني 

وأنتم حروفي اللي عجز لساني

وأنتم بدفا البرد عنواني 

وأنتم بقلب وجعي أماني

حتى المواويل الحزينة عم تبكي 

وأوتار العود الحزين ما بتركي

كل لحظة عم يصرخ قلبي وبيحكي 

وين اللي كانوا للفرح يملوكي؟

كنتوا الهوا اللي عطّر أيامي

كنتوا الحلم اللي داوى آلامي

بعدكن الغربة ما بتنام بسلامي

وصارت حياتي مثل كتاب اليتامي 

يا صوت زياد اللي شال وجعنا 

يا نغمة فيروز اللي غنّت دموعنا

فقدكن غربة مزروعة بدمعنا

وصوتكن الحلو عالق بقلب جرحنا

لما بتشرق الشمس بسألها عنكن 

ولما بتغيب بعتمة الليل بناديكن 

أنتوا الحياة والفرح يا نور عنينا

لو فينا نرجع العمر نهديكن

آه يا وجع الدني من بعدكن 

صار الحنين يروي الحكاية عنكن

صوتكن بيرجع بالحلم يدفينا

وبالصحوة دمعتنا بتنادينا

مهما تغيّبتوا عن العيون 

رح تبقوا جوّا الذاكرة سكون

حروفكن بتنكتب بدم العيون

وذكراكن بتبقى للدهر قانون

يا درب الحنين اللي فاضي بلا خطاكن 

يا قمر الليالي اللي غاب بضياكن

حتى المواويل وقفت تغني بلاكن

والعود الحزين انكسر من بلاكن

حكيت للبحر عن وجع الفقد العميق 

عن صوت زياد اللي علّمنا نفيق

عن فيروز اللي صوتها طريق

يطفي النار ويزرع الأمل بالرفيق

بغيبوا الناس وبتبقى الأرواح 

والحب بقلوبنا ما إلو سماح

غبتوا أنتو، وبقيت الأرواح

تغني للفرح رغم الجراح

كل نغمة منكن عمر وحكاية

كل كلمة سكنت فينا رواية

وين الليالي الحلوة يا غناية

وين الدرب اللي كان مليان حكاية

زياد، قلمك دمعة على دفتر الحنين 

وفيروز، صوتك نجمة في قلب السنين 

غيابكن نار بقلوب العاشقين

وحبكن ما بينطفى، لو مرّ مية سنين

حتى الشجر عم ينوح مع النسيم 

حتى الطير ترك الغصن القديم

غبتوا وصارت الدنيي جرح مقيم

وصرنا نعيش الماضي حلم عقيم

بحكي عنكن والدنيا ما عم تسمع

صرخات الشوق بقلبي ما عم تدمع

وجع الفقد نار، ما حدا بيمنع

والليل الطويل بلاكن ما بيشبع

يا زياد، يا موسيقى الروح التايهة 

يا فيروز، يا ملاك السنين الرايحة

حبكن بقلبي جرح ما بينمحى

وذكراكن نبض الروح اللي ارتاحه

إهداء من قلب موجوع عم ينزف غناوي 

من عاشق للأمل ولحن الهواوي

حيدر الحسيني يصرخ بدعاوي:

“غيابكن موت، وحبكن بقلبي باقي لآخِر الدواوي.”

 وختامًا:

يا لحن العمر يا وجع الحنين الأبدي

يا شمعة الروح بليل الوجع السرمدي

لو ينكسر الزمان، حبكن ما بينمحي

وتبقوا بقلبي عهد، وبروحي الوصية الأخيرة… إلى الأبد. 

بقلم موجوع حيدر الحسيني