أخبار لبنان

ندوة حول كتاب “فؤاد شهاب ما له وما عليه” تسلط الضوء على إرثه السياسي والإصلاحي

أقيمت في الجامعة الاميركية للتكنولوجيا AUT -حالات ندوة عن كتاب ” فؤاد شهاب ما له وما عليه ” للمؤلف الدكتور لويس صليبا، تحدث فيها الوزيران السابقان جان لوي قرداحي وشربل نحاس والدكتور محمد سلهب، وادارها الدكتور الكسندر ابي يونس ، في حضور رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد ، رئيس بلدية بلاط قرطبون ومستيتا عبدو العتيّق ، الشيخ احمد اللقيس ممثلا إمام مسجد جبيل الشيخ غسان اللقيس ،العميد الركن شربل افرام ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المديرة العامة السابقة لوزارة النفط اورور الفغالي ، المرشح لمركز نقيب المحامين في بيروت عماد مرتينوس ، الرئيسة المؤسسة للجامعة الدكتورة غادة حنين ، نائب الرئيس للعلاقات الخارجية الدكتور مرسال حنين ، رئيس مؤسسة فؤاد شهاب عادل حمية والاعضاء وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، اكد حنين “المواقف الوطنية للرئيس شهاب ومحاربته للفساد”، مشيرا الى اننا “نستذكره في المواقف الصعبة التي نعيشها في كل مرة”.

ثم تحدث ابي يونس واشار الى ان “الرئيس شهاب نذر نفسه للخدمة العسكريّة، ولم يطلب الرّئاسة علما أنّ الطّموح السّياسي يبرز بسرعة لدى البعض، فإنّ شهاب يملك قدرا كبيرا من الإدراك والتّعقل. وقد قَبِلَ الرّئاسة على سبيل التّسوية لكون ذلك أمرا ضروريًّا وأساسيًّا لإقرار السّلام في لبنان” .

واشار الى ان “اللواء شهاب، يعتبر القائد العسكري الوحيد في الشرق الأوسط الذي وصل الى سدّة رئاسة الجمهورية من دون انقلاب عسكري كما كان يحصل في البلدان المجاورة والإقليمية، وقد انتخب في المجلس النيابي وقد ترشّح ضده ريمون إده حفاظًا على الديمووقراطية”.

قرداحي

اما قرداحي فاعتبر ان “عهد شهاب استند على مبدأ اعلنه صائب سلام لدى انتهاء ثورة ١٩٥٩ لا غالب ولا مغلوب لا بين اللبنانين ولا بين الأطراف الدولية والاقليمية المتصارعة على أرض لبنان”، مشيرا الى ان “هذا المبدأ اليوم غير معتمد حيث أن بعض السياسيين يعتبرون المحور الموالي للولايات المتحدة ومعها اسرائيل هي المنتصر ويتصرفون حتى الآن على هذا الأساس، ولم يتعلموا شيئاً من تجربة فؤاد شهاب الذي وضع على طاولة مجلس الوزراء كمال جنبلاط وبيار الجميل في آن واحد، وعدل بينهما فيما هي مصلحة لبنان”.

وقال :”أطلق الرئيس شهاب مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الإجتماعية، ولم يعاد أهل المال والتجارة لكنه لم يشركهم في السلطة، والقرار لتامين حرية القرار السياسي والحفاظ على المصلحة العامة ، وعبر تطويره ديوان المحاسبة (القضاء المالي) أطلق مفهوم المحاسبة في الإدارات العامة المركزية والمحلية، وهذا مبدأ لم يرق لطبقة سياسية تعودت على استخدام المرافق العامة مكنة انتخابية دائمة لمحازبيها”.

واعلن ان “مقولة فؤاد شهاب، ماذا يقول الكتاب استندت على احترام الدستور نصاً وروحا لكننا اليوم، وللأسف رأيناها في المجلس النيابي ، بعيدين كل البعد عن تطبيق هذه المقولة”.

وسرد العديد من الأمثلة ،”لكن الاهم اليوم أن نتطلع إلى الحاضر” قائلا :” ليس لدينا فؤاد شهاب ثان ولم يكن كذلك الوضع رغم انتخاب المجلس النيابي ثلاث جنرالات أتوا من قيادة الجيش اللبناني مباشرة إلى رئاسة الجمهورية، لأن فؤاد شهاب كان صاحب رؤية لبناء دولة عصرية ، كان لديه ثقافة سياسية واسعة ، احتضن سياسيين عارفين وصالحين أولهم الرئيس رشيد كرامي وبنى معه إدارة صالحة لجميع اللبنانين دون تفرقة. ولم يتطلع إلى مقربين أو موالين لشخصه بقدر ما عمل على استقطاب شخصيات صالحة للعمل العام اصبحوا لقناعتهم بشخصه وريادته موالين لعهده ، ولم يرتكز فؤاد شهاب على المقربين والأقرباء، بل ارتكز على مجموعات سياسية واقتصادية واجتماعية قبل الارتكاز على العسكريين”.

أضاف : “فؤاد شهاب شخصية لا تزال تثير الاهتمام حتى بعد مرور ستين عامًا على انتهاء ولايته. فقد كان عهده قائمًا على مبادئ أساسية، أبرزها لا غالب ولا مغلوب، الذي اعتمده صائب سلام بعد ثورة 1959. كان شهاب يؤمن بأن التوازن الوطني هو مفتاح الاستقرار، وهو ما جسّده بجمعه بين شخصيات مختلفة مثل كمال جنبلاط وبيار الجميل. لم يتبع النهج القائم اليوم، حيث تسعى بعض القوى السياسية إلى فرض معادلات غلبة، مما يتناقض مع رؤيته التي قامت على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، دون أن يسمح لأصحاب المال بالتحكم في القرار السياسي”.

تابع : “أحد أبرز إنجازاته ، كان تطوير ديوان المحاسبة لتعزيز الشفافية في المؤسسات العامة، وهو أمر لم يرق للطبقة السياسية التي اعتادت على استغلال الدولة لأغراض انتخابية. كما كان شهاب يحترم الدستور نصًا وروحًا، في حين نرى اليوم بعدا كبيرا عن هذه القيم. رغم انتخاب ثلاث جنرالات بعده لرئاسة الجمهورية، لم يتمكن أي منهم من تجسيد رؤيته، لأنه لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رجل دولة ذو رؤية سياسية واسعة، محاطًا بسياسيين أكفاء أمثال رشيد كرامي، ولم يعتمد على الولاءات الشخصية وعلى الصعيد الإقليمي، أدرك شهاب أن التوازن الوطني هو ما يضمن الاستقرار، وهو درس ما يحتاج السياسيون اليوم إلى استيعابه. في عهده، كانت القوى السياسية مستقلة وغير مرتهنة للسفارات أو أجهزة المخابرات الخارجية، على عكس الوضع الحالي حيث تعاني الكيانات السياسية من ضعف الرؤية والتبعية للخارج. كما أن الطائفية والمذهبية، اللتين بلغ تأثيرهما السلبي ذروته اليوم، لم تكونا بنفس الحدة خلال عهده، لأنه سعى إلى بناء مفهوم الدولة والمواطنة، ولم يشجع على الكراهية والانقسامات”.

وقال : “لم يسعَ شهاب إلى السلطة، ورفض إعادة انتخابه عام 1970، مدركًا أن الدولة بحاجة إلى إصلاحات جذرية، وهو ما لم يكن أصحاب القرار في لبنان مستعدين له. كان رجلًا متواضعًا، منفتحًا على الفكر الوطني، ومؤمنًا بالله والوطن. ورغم أهمية ما جاء في كتاب الدكتور لويس صليبا عن شهاب، إلا أن بعض التحليلات قد لا تكون دقيقة تمامًا، مثل ما قيل عن طريق القمم، حيث لم يكن مشروعه لحماية المسيحيين من الحصار، بل كان جزءًا من خطته لتنمية الأرياف. كذلك، لم يكن اختيار شارل حلو لرئاسة الجمهورية قرارا شهابيًا خالصًا، بل جاء نتيجة توافق فرنسي – فاتيكاني”.

واضاف: “أما المكتب الثاني، فقد ابتعد عن رؤية شهاب خلال ولاية شارل حلو، ولم يعد يلتزم بسياسته، كما أن اتفاق القاهرة الذي وقع عام 1969 لم يكن مسؤولية شهاب بل كان قرارًا لحلو وأميل بستاني. أخيرًا، في تحليل شخصية شهاب، لا يمكن تجاهل تأثير المصالح السياسية والخلفيات الأيديولوجية على تقييم التجربة الشهابية، ولكن يبقى الأب يعقوب سقيّم من أكثر من نقلوا تجربته بدقة”.

وختم : “حكم فؤاد شهاب هو المحاولة الوحيدة المبرمجة لإصلاح الحياة العامة في لبنان على الصعيد السياسي والإداري كما وعلى الصعيد الاقتصادي والإجتماعي، فكيف يمكن أن نستفيد من هذه التجربة اليوم؟ كيف يمكن أن نخلق حالة أفضل من الأداء العام اليوم؟ هذه الأسئلة هي برسم المسؤولين الحاليين”.

نحاس

اما نحاس فربط في كلمته بين الواقع والجغرافيا ومقاربة لعهد شهاب والواقع اللبناني عبر التاريخ داعيا الى “اخذ العبر للوصول الى وطن كما نريده”، لافتا الى “اننا نستذكره في كل مرة تكون الاجواء في البلد ملبدةً” .

وتحدث عن الخيارات التي اتخذت وسبب نجاحها وفشلها لاخذ العبر منها متسائلا “لماذا كل مرة يصل قائد الى رئاسة الجمهورية دون انقلابات عسكرية داخل الجيش”، معللا السبب الى “ضغط خارحي بسبب انسداد وتعطيل العمل السياسي في لبنان وارباك القيادات السياسية، وتعطيل قرارها في حين انهم لا يرغبون وصول اي عسكري الى رئاسة الجمهورية لان يخرق اسس شرعيتهم وحصرية مقامهم في التقاسم” .

ولفت الى ان “الكنيسة المارونية تأسست بشكل مستورد من الخارج من خلال الارساليات والمبعوثين على الرغم من الممانعة التي كانت موجودة ومازالت حتى اليوم، وايضا حزب الله المستورد من دولة اسمها ايران والاثنين محكومين من مرجعيات دينية لما له من تأثير عليهما”.

وتناول الاسباب التي “جاءت بفؤاد شهاب الى رئاسة الجمهورية في العام 1956 وصولا الى اليوم متحدثا من التغيير الاساسي في المجتمع” .

وقال : “ان من قاموا بالحرب في لبنان لم يتركوا احدا الا واستعانوا به من السوريين والفلسطنيين والاسرائيليين والثورة الايرانية والدول الاجنبية والعربية، ونجحوا في تغيير النظام السياسي مع تغيير البنية المجتمعية في لبنان حيث ان الدافع الى هذا الامر عدم قياس البعد الاجتماعي والسياسي الذي يولده الانتقال من هيمنة محصورة الى اندفاع اجتماعي فعلي” .

ودعا الى “الاستفادة من التجربة الماضية في عهد فؤاد شهاب” قائلا : “لبنان الذي نشأ بعد الحرب الاهلية لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالمرحلة التي كانت قائمة حتى مرحلة عهد فؤاد شهاب المفصلية ، وهذا النظام الذي ارسي كنظام هدنة لزعماء الحرب يؤدي الى تبديد المادة البشرية الذي هو اخطر من تبديد الاموال، فإتفاق الطائف هو بين الذين تقاتلوا في الحرب وجاء لمصلحتهم “.

وختم :” لا يحق لنا اليوم اضاعة فرص كانت في عهد فؤاد شهاب وهذا هو التحدي الكبير امامنا” .

سلهب

كما تناول سلهب في كلمته مجريات الاحداث في عهد فؤاد شهاب ودور المكتب الثاني وعلاقة شهاب بالبطريركية المارونية وبالطبقة السياسية اللبنانية ، متسائلا عن “مدى نجاح التجربة الشهابية في تحقيق الاهداف التي وضعتها في برنامجها “.

وتحدث عن “النظرة الاصلاحية للرئيس شهاب وللبنانيين والمشاكل التي وقعت بينه وبين البطريرك المعوشي، بسبب فرضه الضرائب على الاملاك الوقفية”، مؤكدا ان “سياسته كانت انمائية بإمتياز على تأهيل المناطق الريفية وادخالها في الحداثة والاقتصاد والاجتماع والتريبة “.

صليبا

وفي الختام شكر المؤلف شكر فيها المحاضرين والحاضرين وتحدث عن “المرحلة الدستورية والكتلوية في تلك المرحلة”، ناقلا قول العميد ريمون اده له بان” فؤاد شهاب هو اهم رئيس جمهورية حكم لبنان” .

وتحدث عن “صراع الديوك بين الزعماء الموارنة في تاريخ لبنان المعاصر “، مؤكدا ان “فؤاد شهاب يبقى مثلا مضادا ولعله الوحيد او الابرز، بالتأكيد في وجه الزاعمين ان لبنان الكبير بتركيبته وحدوده الراهنة كيان غير قابل للحياة والاستمرار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *