سوريا المحتلة: الأرض تُغتصب والحرية تُدفن بقلم . نادي عاطف
بينما كانت سوريا على مرّ العصور مهد الحضارة ورمزاً للتنوع والجمال، نجدها اليوم تعيش واقعاً مروّعاً من الاحتلال والانقسام. المشهد قاتم، لا يحتاج سوى إلقاء نظرة واحدة على ريف اللاذقية الذي ترفرف فيه الأعلام التركية، وعلى قمة جبل الشيخ حيث رفع الإسرائيليون علمهم بلا خوف ولا خجل. ما بين الاحتلالين، تقف السلطة في الداخل تتجادل حول قضايا هامشية كملابس المرأة، كأن الوطن بخير ولا أرض تُقتطع ولا كرامة تُهان.
ثورة أم خديعة؟
ما بدأ كثورة تنادي بالحرية والكرامة تحوّل اليوم إلى مسرح للفوضى والخراب. شعارات الحرية أصبحت غطاءً لأجندات خارجية، والمطالب العادلة للشعب السوري دُفنت تحت ركام التدخلات الإقليمية والدولية. من كان يحلم بسوريا الجديدة، وجد نفسه أمام سوريا ممزقة، تُنهش أراضيها، وتُباع سيادتها بأبخس الأثمان.
الإخوان وأنصارهم: أيادٍ تعبث بالوطن
في كل مكان تطأه أقدام الإخوان وأتباعهم، يكون الخراب هو النتيجة الحتمية. سوريا ليست استثناءً. هؤلاء الذين يدّعون أنهم حماة الحرية هم أول من يدوس عليها، وأول من يتعاون مع كل من يريد الشرّ بالوطن. أنصارهم في مصر يهللون ويفرحون، بينما إسرائيل وتركيا تقسمان سوريا أمام أعينهم. صوتهم يصمّ الآذان عند الحديث عن الشعارات الفارغة، لكنه يغيب تماماً عندما يتعلق الأمر بخيانة الأوطان.
خسارة يا سوريا… خسارة يا وطن الجمال
سوريا الجميلة، التي كانت ملاذاً لكل مختلف ومتنوع، أصبحت مسرحاً للأطماع، وساحةً للدمار. الاحتلال يخترقها من كل جانب، والقوى التي تدّعي النضال من أجلها تساهم في تشتيتها وتمزيقها.
درسٌ يجب أن يُحفظ
إذا كان هناك درس يجب أن نتعلمه من مأساة سوريا، فهو أن كل جماعة أو فصيل يحمل أجندة غير وطنية لا يزرع سوى الخراب. الإخوان ومن شابههم أثبتوا في كل مرة أنهم أدوات دمار، لا بناء، وأن لا حرية تزدهر حيثما وُجدوا.
أمل في الأفق
رغم كل ما حدث، تبقى سوريا أرض الصمود، ويبقى الأمل قائماً في أن يعود هذا الوطن كما كان، قوياً موحَّداً. ولكن البداية تكون من الداخل، من وعي الشعب السوري بأن لا خلاص إلا بوحدته، ولا كرامة إلا بإنهاء الاحتلال وتحرير الأرض من كل معتدٍ.