مادة وملخص تقدير موقف لمركز الزيتونة يربط سياسات ترامب في المنطقة ببقاء السياسات القائمة في العالم العربي أو تبدّلها
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقدير موقف بعنوان: “السياسة الخارجية الأمريكية في الرئاسة الثانية لترامب”، وهو من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية.
حيث أشار التقدير أن النظام السياسي الأمريكي هو نظام مؤسسي في ملامحه الرئيسية، مما يجعل الفروق الفردية بين قادة النظام تنحصر في السياسات التكتيكية التنفيذية، لا في الرؤى الاستراتيجية.
وتوقف التقدير عند طروحات ترامب خلال حملته الانتخابية، باعتبارها مؤشرات على سياساته، وهي: أن “المستقبل للوطنيين لا للعولميين”، أي أن المصلحة الأمريكية تعلو أي مصلحة إنسانية أو مصالح الحلفاء حتى من الرأسمالية العالمية؛ وطرح ترامب التخلي عن النزعة التدخلية العسكرية إلا للضرورات القصوى، بالإضافة لتركيزه على الاقتصاد وإعطائه على غيره من جوانب سياسية أو عسكرية أو غيرها.
كما توقف التقدير عند شخصية ترامب باعتباره براجماتياً لن يستجيب إلا بمقدار ما ينتفع، وهو بذلك متحرر من أيّ اعتبارات قيمية، ما دعا الباحث للتساؤل حول إمكان توظيف العرب والمسلمين لإمكانياتهم الكثيرة لإجبار أو غواية هذا البراجماتي ليغير من توجهاته نحو المنطقة.
ورأى الباحث أنّ استمرار السياسات العربية أو تغيرها هو الذي يحمل في طياته شكل التسويات القادمة.
وخلص التقدير إلى أن المشهد القادم للمنطقة بعد عودة ترامب مرتبط ببُعدَيْن عربيَّيْن هما: مدى تماسك محور المقاومة وقدرته على دفع الخصوم الإسرائيليين والغربيين لتغيير توجهاتهم، بالإضافة إلى مدى استمرار الاسترخاء العربي الرسمي والشعبي بالقدر الذي يجعل صانع القرار في أيّ دولة كبرى أو صغرى لا يتخوف من أيّ عواقب لأيّ سياسات ينتهجها في المنطقة.