الشمول المالي في العراق: قصة نجاح تتحدى الصعاب
الشمول المالي في العراق: قصة نجاح تتحدى الصعاب
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، انهار النظام المالي وتفشي ظاهرة اكتناز الأموال، نتيجة فقدان الثقة في القطاع المصرفي بعد إغلاق معظم فروع المصارف الأجنبية العاملة في العراق، وتعثر بعض المصارف المحلية. ولمعالجة هذه الأزمة، بدأت الشركة العراقية لضمان الودائع إجراءت التأسيس عام 2008 بهدف حماية أموال المودعين وتعزيز ثقتهم في النظام المصرفي، وهو أمر حيوي لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وقد حققت الشركة نجاحاً ملحوظاً في مهمتها، حيث شهدت زيادة كبيرة في عدد الحسابات المصرفية وحجم الودائع منذ تأسيسها. ففي عام 2009، بلغ إجمالي الودائع في المصارف العراقية 8.05 مليار دولار، وارتفع هذا الرقم إلى 76.5 مليار دولار في عام 2021. ويعود الفضل في هذه الزيادة الكبيرة إلى حد كبير إلى جهود الشركة في تعزيز الثقة في النظام المصرفي وتشجيع المواطنين على الادخار.
هذه الزيادة الكبيرة في الودائع تعكس بوضوح الدور الفعال الذي تلعبه الشركة في تحفيز ثقافة الادخار وتشجيع المواطنين على إيداع أموالهم في البنوك بدلاً من الاحتفاظ بها في المنازل. وتشير هذه الأرقام إلى أن الشركة العراقية لضمان الودائع تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية، المتمثلة في تعزيز الاستقرار المالي وتقليص ظاهرة الاكتناز، وبالتالي المساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي في العراق.