افتتاح صيدليّة مركزيّة في سجن رومية بتمويل إيطالي وبحضور السفيرة الإيطاليّة في لبنان
برعاية المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي اللواء عماد عثمان ممثلاً بقائد سريّة السّجون المركزيّة العميد عبد النّاصر الغمراوي، وبحضور سفيرة إيطاليا في لبنان السّيّدة نيكوليتا بومباردياري BOMBARDIERE NICOLETTA على رأس وفد من السّفارة تتقدّمه مديرة الوكالة الإيطالية للتّنمية والتّعاون الإنمائي في لبنان السيدة أليساندرا بييرماتي ALESSANDRA PIERMATTEI، أقيم بتاريخ اليوم الأربعاء 6-12-2023، حفل تدشين الصّيدلية المركزيّة لسجن رومية المركزي، وهذا المشروع هو جزء من مشروع “حماية حقوق الإنسان وتحسين ظروف الاحتجاز في السّجون اللبنانية، مع التّركيز بشكل خاص على السّجينات والفئات الضعيفة في لبنان”، وهو بتمويل من الحكومة الإيطالية وبتنفيذ من قبل مكتب الوكالة الإيطالية للتنمية والتّعاون الإنمائي في السّجون اللبنانية، ومخصّص لدعم مؤسّسة قوى الأمن في التّغلّب على التّحديات المتّصلة بالطّاقة وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسيّةـ
حضر الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامّة العميد جوزف مسلّم، رئيس مركز سجن رومية الطّبي العميد هنري منصور، مساعد قائد سريّة السّجون المركزيّة العميد إدمون جبّور، العميد الطبيب المتقاعد إلياس حنّا، ممثّلون عن الجمعيات العاملة سجن رومية وعدد من الضّبّاط.
وقد ألقيت عدّة كلمات في المناسبة، بحيث تحدّث العميد منصور عن أوضاع السّجن قائلاً: “إن سجن روميه يضم عددا كبيرا من السّجناء الموزّعين على عدّة مباني، ويوجد بينهم ممن يعانون من كثرة الأمراض المزمنة أو المستعصية، ومن حالات مرضيّة مختلفة، إضافةً إلى حصول أمراض طارئة تستوجب النقل الفوري الى المستشفيات. إن معالجة هؤلاء السّجناء المرضى يستوجب توفّر الإمكانيات البشريّة والطّبيّة واللّوجستيّة الهائلة. وإن إمكانيتنا في هذا المجال متواضعة ومحدودة بسبب الوضع الاقتصادي الراهن، لكننا لا نألو جهدا على القيام بواجبنا الانساني والطّبّي تجاه هؤلاء السّجناء، وذلك بالتّعاون مع عددٍ كبيرٍ من المنظّمات والجمعيّات التي ما ادّخرت جهداً في تقديم العون والمساعدة اللّازمة، من هنا كانت المبادرة الانسانية الخيرة التي قامت بها السفارة الايطالية ممثلة بالسفيرة الموقرة وفريقها المرافق، لاستحداث صيدلية وزودتنا بعدد مهم من الأدوية بلغت قيمتها لغاية اليوم ۱۰۷,۰۰۰ يورو. مما ساهم في علاج العديد من سجناء المرضى ومكنت الادارة من تامين خدمات طبية علاجية في هذا الظرف الصعب.”
كلمة السفيرة الإيطاليّة:
يسرني حقًا أن أكون هنا اليوم للتأكيد أن حماية حقوق الإنسان وتحسين ظروف الاحتجاز تشكلان ركيزتين ثابتتين لمشاريع التعاون الإيطالي في لبنان. إن إيطاليا كانت وستظل شريكًا يمكن للبنان الاعتماد عليه في الجهود المشتركة لتلبية احتياجات الفئات المهمشة والضعيفة: الأطفال والنساء والسجناء، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية. تبقى حقوق الإنسان الأساسية ملك لكل فرد، ويمكن لكل شخص أن يؤدي دورًا فاعلا في رفاهية المجتمع الذي هو جزء منه. نحن هنا اليوم لافتتاح إعادة تأهيل الصيدلية المركزية في رومية بالإضافة إلى توفير الأدوية وتدريب موظفي قوى الأمن الداخلي على إدارة الأدوية. جرت صياغة المشروع بالتعاون الوثيق مع طاقم قوى الأمن الداخلي، وأود أن أشكركم على هذا العمل المثمر. ومن الأنشطة الرئيسية الأخرى مشروع تركيب ألواح الطاقة الشمسية في مبنيين في رومية وفي سجن النساء في بربر الخازن، لمعالجة النقص في إمدادات الكهرباء وتعزيز الاكتفاء الذاتي من الطاقة وكفاءتها. بالإضافة إلى ذلك، قدمنا المساعدة القانونية للسجناء الذين غالبًا ما يظلون رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة، باعتبار أن الحق في الحصول على محاكمة عادلة وعلى المساعدة القانونية هما من حقوق الإنسان الأساسية التي يحق لكل فرد التمتع بها. وكما ذكرت، تبقى مشاركة إيطاليا في هذا المجال طويلة الأمد. أريد أن أغتنم هذه الفرصة للتذكير أيضًا بالمشاريع السابقة التي مولتها إيطاليا ونفذها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنها: تأهيل المطبخ المركزي والمخبز. وهذا مثال قيم لمشروع مستدام لا يزال يعود بالنفع على مجتمع السجون. وهو يتيح فضلا عن ذلك توفير الغذاء الصحي والخبز
الطازج كل يوم لأكثر من 3000 سجين. وأشير أيضاً إلى أعمال التجديد والتأهيل في وحدة الطب النفسي في “البيت الأزرق” الذي يستضيف المعتقلين ذوي الإعاقة الذهنية واستحداث مشغل لأعمال النجارة وحديقة في جناح الأحداث مع توفير الأنشطة الترفيهية والتدريب المهني. تبقى معالجة ظروف الاحتجاز من خلال هذه المشاريع، بقدر ما هي مسعى حاسم يؤدي إلى نتائج ملموسة، مشروطة بالإصلاح الشامل لقطاع السجون. وفي هذا الصدد، أغتنم هذه المناسبة لأؤكد من جديد دعم إيطاليا للسلطات اللبنانية في جهودها لتمرير مثل هذا الإصلاح، وأشيد بالدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني، اللبنانية والإيطالية، من أجل تعزيز مناقشة العناصر الأساسية التي ينبغي أن يتضمنها القانون الجديد.
كلمة اللواء عثمان ألقاها العميد الغمراوي:
لقد شرفني حضرة اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الامن الداخلي لتمثيله في حفل افتتاح الصيدلية الجديدة في مبنى الاحترازي الذي قدمته الدولة الإيطالية مشكورة. إنّ سريّة السّجون المركزيّة تضم خمسة مبان وهي تأوي حاليا أربعة آلاف سجين تقريبا وهو ما يفوق عن القدرة الاستيعابية لهذه المباني بنسبة ثلاثة أضعاف، مما ينتج عنه معوقات كثيرة تحول دون عيش النزلاء حياة انسانية طبيعية. ان السجين في البداية والنهاية هو انسان وبالتالي فهو محتاج الى ما يحتاج اليه أي انسان من مقومات للحياة وفي طليعتها الصحة والطبابة والدواء والغذاء وطبعا المكان المناسب لإقامته، وما يستلزم لذلك من تأمين الكهرباء والماء وسواها.
السّادة الكرام، ان العمل الذي قدمته السفارة الايطالية لقوى الامن الداخلي وخاصة سرية السجون المركزية في رومية يطال الامور الاساسية لتأمين حياة مناسبة للنزلاء الموقوفين والمحكومين واهم ما قدمته للأمور الطبية (الصيدلية الجديدة وتزويدها بالأدوية الطاقة البديلة – الطاقة الشمسية) في مباني الموقوفين والمأوى الاحترازي. أملين الاستمرار في تنفيذ مثل هذه المشاريع على سائر اقسام رومية. ومن الناحية المعيشية: صيانة وتجهيز المطبخ والفرن عبر مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) والذي ينتج يوميا حوالي ٦٤٠٠ رغيف من الخبز مما يؤمن جزءا كبيرا من التغذية في مباني سجن رومية وخارجها من نظارات قطعات قوى الأمن الداخلي.
ايها الحضور الكريم، نلتقي اليوم لتوجيه الشكر والعرفان الى الايادي البيضاء التي زرعت الامل داخل قضبان سجن رومية وداخل قلوب السجناء الذين عاكستهم الحياة عبر المنظمات والجمعيات العاملة في سائر اقسام رومية.
ختاما، نوجه الشّكر الجزيل للدّولة الإيطالية الصّديقة ممثلة بسفيرتها في لبنان السيدة نيكوليتا بومباردياري والفريق المرافق لها الذين بذلوا جهودا جبارة لتحسين المعيشة داخل اقسام سجن رومية ومساعدة السجناء على انهاء فترة عقوبتهم بكرامة وإنسانية.
وبعد الكلمات وعرض فيديو عن المشروع، جال الحاضرون على عدد من أقسام السّجن، فاطّلعوا على أنظمة الطّاقة الشمسية التي تم تركيبها مؤخرًا، وتفقّدوا تشغيل المطبخ المركزي والمخبز اللذين نفّذا بتمويل إيطالي أيضاً، في خلال مرحلة سابقة. وقد أعربوا عن تأثّرهم وتقديرهم للآثار والإنجازات الإيجابية للأنشطة المنفذة ومؤكّدين على الرغبة في استمرار هذا التّعاون المثمر.
وفي الختام جرى إزاحة السّتارة عن اللوحة التذكاريّة لمشروع تأهيل الصيدلية، وجال الحاضرون على أقسامها، واطّلعت السّفيرة على احتياجات الصيدلية من الضبّاط المسؤولين.
ملاحظة: الصّور مرفقة ربطًا في بريدكم الإلكتروني، والفيديو عبر الـ “WETRANSFER”.