بمناسبة عيد الاستقلال، المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي بشخص مديرها العام مكرَّمة في المعهد الفنّي الأنطوني – الدّكوانة.
لمناسبة عيد الاستقلال، كرّم رئيس ومدير المعهد الفنّي الأنطوني – الدّكوانة، الأب شربل بو عبّود، بحضور النائب العام للرهبنة الأنطونية المارونية الأب بطرس عازار، المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي بشخص مديرها العام اللواء عماد عثمان ممثلاً برئيس شعبة العلاقات العامّة العميد جوزيف مسلّم على رأس وفد، الذي تسلّم درعاً تكريميّاً.
وتخلّل حفل التّكريم جولة على أقسام المعهد المتميّز بالفنون التي يتدرّب عليها الطّلّاب، كالفسيفساء أو الموزاييك، وكتابة الأيقونات البيزنطية المقدّسة، والرسم على البورسولين والحفر على الخشب والتطريز وحياكة الكروشيه، والدوت مندلا وصناعة الحُلي والمجوهرات والخط العربي والرسم التشكيلي…)
بعدها، ألقى كل من الأب بو عبّود والعميد مسلّم كلمة بالمناسبة.
وفي الختام تسلّم العميد مسلّم الدرع التذكاري نيابةً عن اللواء عثمان، والتقطت صور تذكارية.
كلمة الأب بوعبّود:
يُعلّق على صدر المعهد الفني الانطوني وسامٌ جديد رفيع بتكريم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بشخص مديرها سعادة اللواء عماد عثمان الذي نتشرف بتكريمه لتفانيه في خدمة المديرية والوطن وهو ابن الزعرورية في قضاء الشوف وهو الحائز على اوسمة عديدة وكان قد تولى مناصب متنوعة من رئيس فرع معلومات بيروت في شعبة المعلومات الى منصب قائد سرية حرس رئاسة الحكومة في عهد دولة الرئيس سعد رفيق الحريري ورئيسٍ لقسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية. ومنصب رئيس شعبة المعلومات. الى مدير عام قوى الامن الداخلي… لقد زادت هذه السنون الطوال من محبته لوطنه واهله، فهو ما يزال حتى الان يبذل ما بوسعه للحفاظ على ما اؤتمن عليه من خلال الخدمة العسكرية، فعكسه في نفوس الضباط والافراد وكل من عرفه وتعاون معه.
سعادة اللواء نفتخر اليوم بكم ونصلي من اجلكم للمضي قدمًا في تحقيق الافضل للمديرية العامة وللوطن الغالي لبنان، الذي لا يموت ولن يقوى عليه الشر لأنه قلب الله…
إننا نحن المكرمون اليوم بقدومكم الى هذا الصرح الفني والثقافي العريق ونحن ممتنون لكم لما تقمون به من حفظ الأمن والاستقرار والسهر على سلامة الارض، ونحن فخورون بما أنجزتم في أدائكم الوطني والعلمي والاجتماعي ولكم كلَّ الشكر والتقدير ضباطا وأفرادًا.
حضرة العميد جوزف، لقد تشرفنا بتمثيلكم لسيادة اللواء عثمان وأننا نعرف بكم خصال حميدة منذ دخولكم الى مؤسسة قوى الامن الداخلي فكنتم الضابط المقدام والشجاع وخير مثال لكل من عرفكم وأحبكم، فالشكر لكم على كل ما تقدمونه في مركز شعبة العلاقات العامّة في المديرية العامّة متمنين لكم التوفيق والنجاح والعمر المديد. يعودنا الاستقلال هذا العام مصبوغًا بدماءِ الشهداء وبمرارة الأيام، إلاَّ أنَّ أبناء هذا اللّبنان الذي تقدَّس بيد الإله يأبون إلا أن ينفضوا عنهم عباءة الالم، متحلِّين بالرجاء، واثقين بأن لبنان هو أرض القيامة والعزة والمجد وسيبقى علمه يرفرف مدى الأزمان…عسى أن يكون هذا العيد فسحةَ أمل ورجاء لشعب أبيٍّ عانى الأمرَّين، ولا يزالُ وبالرغم من الآلام المزمنة مؤمنًا وينتظرُ يدَ الربِّ لتكُفَّ عن «قلبِه» كل شرٍّ ومُعاناة…
أيها الحضور الكريم، باسم المعهد الفني الانطوني نقدم لسيادة اللواء عثمان درعًا تكريميًا وهو عبارة عن مجسم لخريطة لبنان الذي يحملونه في قلوبهم ووجدانهم أينما حلّوا
عشتم، عاشت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، عاش ليتان
كلمة اللواء عثمان ألقاها العميد مسلّم:
قد يكونُ لبنانُ من الدُّوَلِ المميَّزةِ بالاحتفالِ باستقلالِه، لأنَّ الاستقلالَ معناهُ الحرّيةُ، وفي هذا الوطنِ العزيز، الاستقلالُ فيه خبزٌ يوميّ، تَزرعُ بذورَه أيدي الفلّاحين، وتَعجنُ طحينَهُ أكفُّ الأمَّهات، ويَطوفُ على ألسنةِ المعلِّمين والمعلِّماتِ كلَّ صباح… تُنشِدُه
حناجرُ المغنّين وتُجسّده أناملُ الفنّانين بينَ دفقةِ فنٍّ وفنّ، ولا يَكفُّ يَنبضُ في روحِ رجالِ الأمنِ وشُهداءِ الوطن… لِيَنموَ في عيونِ الأطفالِ، ويَتلوَّنَ بضحكاتِهم.
أيّها الحضورُ الكريم، يطيبُ لي أن أنقلَ اعتزازَ مؤسّسةِ قوى الأمنِ الداخلي ومديرها العام اللواء عماد عثمان، بأنْ يكونا في حضرةِ معقلِ الإبداعِ في هذه الذكرى الغالية، ذكرى استقلالِ لبنانَ الثمانين، هذا المعقلُ هو المعهدِ الفنّيِّ الأنطوني، أيقونةِ الوطنيّةِ الذي يَعيشُ لبنانيّتَه في الثقافةِ والفنِّ والعطاءِ والتفرّدِ، بخاصّةٍ في فنِّ الأيقونوغرافيا، حيث يُمثِّلُ رئيسُه الأب شربل بوعبّود خيرةَ الراهب المبدع والملهِمِ في فنّه.
ربَّما يَقفُ الرائي أمامَ هذا المشهدِ مستغربًا لقاءَ مؤسّسةٍ أمنيّةٍ بمؤسّسةٍ تربويةٍ ثقافيةٍ مِهنيّةٍ، ولكنَّ الحقيقةَ هي أنَّ روحَ الاستقلالِ تَستَدعي مَن يَحفظُ الأمنَ والنظامَ من الشُّبّانِ والشابّات، كما تَستَدْعي مَنْ يَعْكسُ الهُويَّةَ الوطنيّةَ والحضاريّةَ برعايتِه مستقبلَ أبنائِهِ، واحتضانِ أطماحِهم ومواكبتِها، وتَنميتِهِم على روحِ العلمِ والفنِّ والثقافة، وفي هذه الذكرى، على الرغمِ من أوجاعِنا جميعًا والضيقِ الذي يُحيطُ بنا جرّاءَ الأزماتِ المتلاحِقَة، نُؤكِّدُ أنَّ لبنانَ حيٌّ بِتَعاونِ أبنائِهِ، وغيرَتِهم على وطنِهم، وتَكاتفِهم ضدَّ ما يَسلبُهم إيّاه، أو يَعتَدي عليه، أو يُشَوِّه صورَتَه، وهذا ما يتماها مع رؤية قوى الأمن الدّاخلي “معاً نحو مجتمعٍ أكثر أماناً”.
غدًّا أيّها الأعزّاءُ، حينَ يُسجّلُ المؤرِّخون سيرةَ لبنان، سيَستَعينون بمفتاحِ الأمنِ، فيتبَيَّنُ لهم أنَّ مؤسّسةَ قوى الأمن الداخلي، بقيَتْ مؤسَّسةَ الإنسانِ والأرضِ والقانون، في ظلِّ كلِّ الأزماتِ والظروفِ، كما أنَّهم سيستَعينون بمفاتيحِ الفنِّ والثقافةِ والعلم، وسيَجدون أنَّ القطاعَ التربويَّ والثقافيَّ والفنّيَّ في لبنان، وعلى رأسِهِ المعهدُ الفنّيُّ الأنطوني، صوتًا صارِخًا للحرِّيَّةِ والانفتاحِ والقيمِ، والدعوةِ إلى الأصالةِ التي تُعدُّ ضمانةَ الغدِ المنشود.
نُكَرِّرُ شكرَنا لحضرةِ الأب شربل بوعبّود رئيس ومدير المعهد الفنّي الأنطوني، ونهنّئكم كما نهنّئ اللبنانيين جميعًا بذكرى استقلالِ لبنان، على رجاء أن تَذوّبَ هذه الذكرى كلّ ما يُعكِّرُ طُمَأنينَةَ الناسِ وآمالِهم. عاش لبنان باستقلاله وحرّيّته.