المرتضى في احتفال عيد الاستقلال: الإنتماء الى الوطن الواحد يفرض أن نكون يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا أمام الأخطار الخارجية لا سيّما بعد ما تكشّف من نفاقٍ وتآمرٍ غربيّ.
المرتضى في احتفال عيد الاستقلال: الإنتماء الى الوطن الواحد يفرض أن نكون يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا أمام الأخطار الخارجية لا سيّما بعد ما تكشّف من نفاقٍ وتآمرٍ غربيّ.
ألقى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى كلمةً اليوم بمناسبة عيد الاستقلال الذي جرى احياؤه اليوم في قلعة راشيا برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وحشد من الفعاليات الرسمية.
وقال المرتضى في كلمته:” اقامةُ عيد الاستقلال في قلعةِ راشيا هذه السنةَ، له بعدٌ استثنائيٌّ يوائمُ ما يعيشه لبنان من ظروفٍ استثنائية على جميع الصعد. “
وتابع:” فهذه القلعةُ التي أرادوها معتقَلًا، كانت فجرًا سطَعَت في أفُقِه شمسُ الحرية. وكذلك وطنُنا الذي يريدُ العدوانُ أن يكبِّلَ فيه كلَّ حركات الحياة، كما فعل بأحراره في معتقل الخيام وسائر سجون الاحتلال، سينتصر مجددًا ويرفعُ علمَه على سارية الشمس. “
واضاف:” ومثلما نتلمّسُ في حُجُراتِ هذه القلعةِ وجوهَ رجالات الاستقلال، ونستلهمُ صمودَهم في أَوْجِ أسرِهم، أمام البنادقِ والحراب، هكذا نستذكر مهابة سلطان باشا الأطرش وبطولاته ووطنيته وهو الذي هاجم مع رفاقه الابطال أسوار هذه القلعة لتحريرها من نير الإحتلال ثم بثّ عبر الأجيال موقفه الشهير “إن كأس الحنظل في العز ..أشهى من ماء الحياة مع الذل” وهكذا نستذكر أيضاً” شموخَ الجنوبيين، مقاومين ومدنيين، الذين سيبقَون على خط المواجهة مع العدو المحتل، حتى زوالِه، للذودِ عن السيادة وتحريرِ الأرض وتأكيد الاستقلال. “
واردف:” على أنه من غير الإنصاف أن نقارن بين الانتداب الفرنسي والاحتلال الإسرائيلي، إذ لا شيء في العالم يشبه ما فعله الصهاينةُ طيلةَ تاريخهم، ويفعلونه الآن، من إباداتٍ جماعيةٍ للأبرياء وغدرٍ بالأنبياء، وتدميرٍ للإنسانية. وإذا كان آباؤنا وأجدادُنا، شعورًا منهم بأنْ لا شيءَ يوازي حريتَهم واستقلالَ وطنِهم، قد انتفضوا كلُّهم يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا ضد الفرنسيين الذين بَنَوا لنا مؤسساتٍ، ووضعوا قوانين لا نزال نمشي على ضوئها إلى اليوم، فأحرى بنا أن نكون أيضًا يدًا واحدةً وقلبًا واحدةً ضد أعداء الإنسانية الذين لا يفعلون شيئًا سوى المجازر والتدمير والتهجير.”
واعتبر:” إنَّ صراخَ الأطفالِ وحشرجاتِ الأمهاتِ وأنينَ الرُّكامِ المتهالكِ فوق رؤوس المدنيين، دعوةٌ لكلِّ ضميرٍ حي أن يقفَ انتصارًا للحقّ الذي أصبحَ في هذا العالم أشلاءً كأشلاءِ أطفال لبنان وفلسطين، في قانا والمنصوري وعلى طريق عيناتا، وفي غزةَ والضفةِ والمخيمات. “
وأكّد على وجوب:” ان نكون يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا أمام الأخطار الخارجية بالتحديد لا سيّما بعد ما تكشّف بنتيجة الإبادة ضدّ غزّة من نفاقٍ وتآمر غربيّ، فهذا هو معنى الانتماء إلى الوطن الواحد. “
واضاف:” لبنان جميلٌ حتى أقاصي البهاء، بتنوُّعِه ورسالتِه ودوره الحضاري، وبعيش المعيّة الذي عبّرت عنه خيرَ تعبير ثورةُ الاستقلال ومواقفُ رجالاتِه خلالَها، ولا سيما الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، ورفاقهما في أسر راشيا وفي ميادين بيروت، والنواب الذين وقعوا العلم الجديد، والأحزاب والمواطنين الذين خرجوا ملءَ الساحات، والشهداء الأربعةَ عشر من أطفال طرابلس، والشهيدان سعيد فخر الدين وحسن عبد الساتر ، وأبطالُ الصحافةِ الحرة، وقد أجمعوا كلُّهم على النضال وبذلِ النفيسِ والرخيصِ من أجل نيلِ الاستقلال وحمايته.” ونبّه الى أن:” الشعاراتِ المتناحرةَ باتت اليومَ تختطفُ وطنَنا إلى مجاهل الضوضاء والمناكفات، ولن تُفرجَ عنه إلا مقابلَ فديةٍ تساوي وجودَه، هي أن تتساقط فيه مفاهيمُ العيشُ معًا في سلامٍ وحرية. وهذا ما يسعى إليه العدو الإسرائيلي، ليقينه من أن الصيغةَ اللبنانية هي النقيضُ الثقافيُّ والأخلاقيُّ لكيانِه الالغائي العنصري.”
كما شدّد على أن الطموح الإسرائيلي بخراب لبنان:” لن يكون، واجتماعنا اليوم ههنا رسالةُ وحدةٍ وصمود، وشدُّ أيدٍ مقدِّرةٍ على أيدٍ تستحقُّ التقدير، واغترافٌ من ينابيع الثبات والتضحية والعطاء واعترافٌ بأفضالِها، وتأكيدٌ على أننا بوحدتِنا واقتدارنا وبقوة الثقافة الحرّةِ، سنحمي الوطن للأجيال القادمة. “
وختم المرتضى:” دولة الرئيس
إن متحفَ الاستقلال في قلعةِ راشيا دعوةٌ لجميع اللبنانيين كي يحفظوا استقلالَهم لئلا تتحوّلَ الذكرى نفسُها إلى مُتحَفٍ في ذاكرة التاريخ.
رحم الله الشهداء الابرار لا سيما الذين سقطوا مؤخراً في المواجهات على الحدود مع فلسطين المحتلّة وحمى الله أبطالنا في الجيش والمقاومة الثابتين في وجه العدوان عشتم يا دولة الرئيس وعاش لبنان. “