حفل تكريمي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رئيس منتدى بيروت الثقافي رجل الاعمال أحمد مختار خالد
أقيم حفل تكريمي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدعوة من رئيس منتدى بيروت الثقافي رجل الاعمال أحمد مختار خالد في دارته بالجبل في منطقة عاليه بحضور النائب فؤاد فخزومي، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي، ورئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، وعميد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية أمين عيتاني، ووزراء ونواب سابقين وإعلاميين والعديد من الشخصيات.
اُستهل الحفل بكلمة لصاحب الدعوة احمد مختار خالد الذي اكد على ان دور مفتي الجمهورية الريادي وخط الاعتدال الوطني الذي تمثله دار الفتوى هو ضروري وأساسي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن من أزمات لا تعد ولا تحصى.
وألقى المفتي دريان كلمةً شكر فيها صاحب الدعوة، وقال: لقد حملني المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في تمديد ولاية مفتي الجمهورية مزيدا من المسؤولية الدينية والوطنية، وأردد كلمتي “هم يريدون وأنا لا أريد والله يفعل ما يريد”. وانا لا أتخلى عن مسؤولياتي الدينية والوطنية ينبغي علينا جميعا ان نحافظ على وحدتنا وتعاوننا وتضامننا وتكاتفنا بوجه التحديات والأضاليل التي تعترضنا لنكون سدا منيعا لإيقاف كل ما يسيء الى وحدتنا وتضامننا وتكاملنا، ونحن على مسافة واحدة من كافة المرشحين لانتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ونتمنى للجميع التوفيق والنجاح.
أضاف: دار الفتوى لها ثوابتها، و مهمتي حمايتها والحفاظ على الوجود والدور والرسالة التي اؤتمنا عليها كما اؤتمن من كان قبلنا في هذا الوطن العزيز الذي نريده كبقية اللبنانيين سيدا حرا عربيا مستقلا، والأزمات التي يمر بها لبنان أسبابها فقدان القيم والأخلاق، ومن يتعد حدود الأخلاق والأدب في التعامل معنا فلن نسمح له بذلك انطلاقا من القيم والمبادئ السامية التي تعلمناها من ديننا الحنيف.
من المؤسف إنني لا أرى في المدى المنظور حلولا لأزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والاستشفائية والدوائية، الأفق مسدود والنفق المظلم الذي ينتظرنا خطير علينا أن نعي خطورة ما نحن فيه قبل فوات الأوان.
الكل يطالب بالحوار، وإذا كان مبدأ الحوار هو مكان انقسام بين القوى السياسية، فما هو حال هذه القوى حين يبدأ الحوار بينها؟ وانتم تعلمون باننا التقينا مع النواب المسلمين من أهل السنة والجماعة جماعات وأفرادا ورغم مظاهر الانقسام بان هؤلاء الإخوة النواب إلا انهم متفقون على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، والحفاظ على وثيقة الطائف وعلى النظام العام والوحدة الوطنية والالتزام بقيام الدولة ومؤسساتها، وأؤكد لكم بان الموقف الإسلامي لأهل السنة والجماعة موحدا بصورة عامة ولا صحة لما يقال من هنا وهناك باننا بعيدون عن الأهداف الإسلامية والوطنية التي رعتها وترعاها دار الفتوى وكنا ولا زلنا ركن أساسي من أركان صناعة القرار ووثيقة الطائف التي نتمسك بها مع بقية اللبنانيين هذه الوثيقة التي أوقفت الاقتتال بين اللبنانيين ووضعت حدا للحروب العبثية على أرضنا، وأؤكد لكم بان وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك هو أساس وجودنا فلا معنى لوجود لبنان بدون هذه الثوابت التي على أساسها كانت ولادة دولة لبنان الكبير، والخوف كل الخوف من الانهيار السريع للدولة ومؤسساتها في حال الاستمرار في تصلب المواقف وتحكم الأنانيات في نفوس البعض،
ان الهجمة الشرسة والمؤامرة التي تأتينا من الدول الغربية ليست فقط على المسلمين، ولا على الإسلام، ولا على كتاب المسلمين الذي هو القرآن الكريم، الهجمة هي على القيم الدينية بشكل عام، وهي هجوم على الشرائع التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه ورسله لتكريم الإنسان، وهذا يدعونا لان نكون صفا واحدا في مواجهة كل ما يأتي الينا مناقضا لقيمنا ووحدة أسرنا ومجتمعنا وبلادنا فنحن في هذا الشرق أهل إيمان وقيم وأخلاق وأصحاب رسالة تهدف الى عبادة الله وتكريم الإنسان والحفاظ على النوع البشري، الذي تهدده بعض القوى الغربية التي ابتعدت عن الإيمان وهوت نحو هواها وماديتها.