حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئيس التيار الوطني الحر ونواب الرئيس في مبنى مركزية التيار في ميرنا الشالوحي
تحت عنوان “تجديد الثقة”، أقيم اليوم حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئيس التيار الوطني الحر ونواب الرئيس في مبنى مركزية التيار في ميرنا الشالوحي بحضور مؤسس التيار الرئيس العماد ميشال عون، وتضمّن الحفل كلمات لرئيس التيار النائب جبران باسيل ونائب رئيس التيار للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي ونائب رئيس التيار للشؤون الادارية غسان خوري ونائب رئيس التيار للشؤون الوطنية ربيع عوّاد ونائب رئيس التيار للشؤون الخارجية د.ناجي حايك ونائبي الرئيس السابقين منصور فاضل الذي تم نعيينه مستشارا لشؤون التواصل الميداني والشبابي ومي خريش مسؤولة عن ملفات وطنية منها ملف الجنوب، كما تم تعيين المحامي وديع عقل مستشارا لشؤون الاصلاح.
للمناسبة جدّد رئيس التيار النائب جبران باسيل التزامه بمسؤولية منصبه امام التياريين من دون اي تراجع أو تنازل أو تعب، معتبرًا فوزه بالتزكية على الرغم من فتح باب الترشيح تسليمًا مسبقًا بالنتيجة حيث ان لا أحد كان مستعدًّا لخوض معركة انتخابية محسومة شعبياً وقال:” معنى التزكية للمرّة الثالثة لأن التيّار حدّد خياره، وخياره هو ثقة بمساري وبخياراتي التياريّة والوطنية ودعوة لي لمواصلة المسار نفسه. واذا كان لدى أحد رأي مختلف، حقه بالاختلاف او الاعتراض مقدّس ولكن ضمن بيت التيّار وآليّاته، لا بالصالونات ولا بالاعلام، وعندما يصدر القرار على الكلّ الالتزام به والذي لا يلتزم يضع نفسه تحت المساءلة والمحاسبة وصولاً لخروجه من التيّار. هذه هي حال الاحزاب وكلفة الانتساب لها. وانا على رأس من يلتزم بنظام تيّارنا وحتى لو امور كثيرة لا تعجبني. التيّار غني بالمناضلين، وتأكّدوا لن يحل محلّهم اصحاب المصالح والنفعيين. لكن التيّار يجب ان يتحوّل من مجموعات وافراد مناضلين الى مؤسّسة مناضلة بكلّ اجيالها. القدامى أساس، لكن لا يستطيعوا منع دخول وتقدّم الجدد – والاّ التيّار لن ينمى ولن يتجدّد بشبابه، ويتحوّل عندها لمؤسسة هرمة نتيجة الانانيات والانغلاق على الذات. النضال لا يقاس بالعمر بل بالاستمرارية والصدق، لا يهم متى بدأ المناضل نضاله لكن المهم استمراريته بهذا النضال. التيّار ثابت على مبادئه ولكن لديه ديناميكيه ويتحرّك بمرونة، ليس مربّطا بعقد وموروثات معلّبة.”
وتحدث باسيل عن تثبيت الشراكة الوطنية، شراكة التوازن بين المكوّنات، شراكة البناء وليس المحاصصة مذكّرًا برفضه لكل الاغراءات بموضوع رئاسة الجمهورية وقال:” يجب ان نواجه افشال الاصلاح بفرض الاصلاح وبمواجهة شرسة للفساد، كما عملنا بموضوع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتدقيق الجنائي.المسلسل النضالي للاصلاح لا يقف ع ند حدّ ما، والتيّار حقّق اهم انجاز بالجمهورية اللبنانية: المحاسبة ونهاية زمن اللاعقاب، وصولاً للعقاب الفعلي.”
وفي السياق اشار باسيل الى رؤية التيار 2030 التي وضعها في مؤتمره الوطني الأخير كما الى برنامجه الانتخابي للولاية الجديدة المرتكزة على ثلاث ركائز : تيار فاعل – مجتمع قادر – كيان فريد. التيّار الفاعل يعني ان يبقى التيّار، اكبر من حزب، وبحركة متطوّرة باتجاه مؤسّسة نضالية وقال:” ان تجربة 17 تشرين وشيطنة الاحزاب كانت مؤامرة لتخريب العقول وضرب الحياة السياسية الحزبية، واستبدالها بمجتمع معظمه كان مستسلمًا لإرادة الخارج ولتمويله المشبوه. تخطّينا هذه المرحلة، لكن يجب فهم الرسالة التي وجهت من قبل الناس الطيّبين الصادقين الذين انتفضوا بـ 17 تشرين وعبّروا عن مواقفهم بانتخابات 2022، و يجب ان نتصرّف بوحي هذه الرسالة، ونعدّل بشغلنا ونكثف تواصلنا مع الناس ونتعلّم الدخول لعقول وقلوب الشباب.”
واوضح باسيل ان المجتمع القادر هو الذي يصمد ويبقى، لا ييأس ولا يهاجر. ومسؤوليّة التيار مساعدته كي يكون مثال الصمود والحافظ على كرامته كما نحن وجدنا كرامتنا الوطنية في الجنرال ميشال عون وقلنا له بالـ 89 “لأنّك كرامتنا”. الكرامة اساس وترجمتها باحترام حقوق “المواطن – الفرد” بالعمل والعلم، بالصحة والأمان، وبحريّة التعبير والمعتقد. وهنا تأتي اولويّة تأمين الحياة الكريمة اليومية للمواطن. وبعد كل تجارب الفشل بالانماء المناطقي، وبتأمين الخدمات الحلّ هو باللامركزية الموسّعة وبالصندوق الائتماني.
اما الكيان الفريد فهو التمّسك بلبنان الكبير ، لبنان الـ 10452 كلم²، حيث لا نستطيع العيش بكيان نهائي، وبوطن دائم اذا لم نؤكد هويّتنا وانتماءنا لرابط وطني يجمعنا، وهو فوق الطوائف، وفوق الفينيقية والعروبة والمشرقية والمتوسطية. وفي سياق الكيان نبّه باسيل من خطر النزوح واللجوء ” لا نستطيع الحفاظ على وطننا اذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب اخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولذا موضوع النزوح واللجوء سمّيناه خطرا كيانيا واجبنا مواجهته بقساوة وبرفض حاسم مهما كانت الكلفة.” ودعا باسيل الى تحييد وطننا عن صراعات وايديولوجيّات لا علاقة له فيها متسائلا عن موقع لبنان بالمنافسة الدولية المفتوحة بين مشروعين استراتيجيين: طريق الحرير بقيادة الصين من آسيا باتجاه المتوسط واوروبا، والممّر الأخضر بقيادة اميركا من الهند للخليج للمتوسّط وصولاً لأوروبا، “فهل نبقى على الهامش خارج المشروعين او نثبّت دورنا من خلال المشرقية الاقتصادية، المنفتحة على التعاون مع الطريقين؟”
وفي الملف الرئاسي قال باسيل:” لا فريق الممانعة يستطيع ان يفرض رئيسا للجمهورية لا يمثلّنا او يمثّل وجداننا وناسنا، وفي الوقت نفسه فريق المعارضة لا يقدر فرض على فريق الممانعة رئيسا يتحداه، من هنا يأتي منطق الحوار والتفاهم اذا اردنا الخروج من الفراغ والانهيار. الأولويّات الرئاسية هي خارطة انقاذ. فلنتحاور ونلتزم بما نتّفق عليه لنصل لانتخاب رئيس اصلاحي بمواصفات اصلاحية على اساس البرنامج الاصلاحي المتّفق عليه. رئيس بتجربته وسلوكه يملك مشروعا لتحديث الدولة، ويحمل رؤية وطنية. رئيس يعي اللامركزية على حقيقتها كحاجة انمائية وعدالة تنمويّة كجزء من الحل حيث ان الحل المتكامل يعني دولة مركزية قوية بنظام لامركزي اداري ومالي، ويعي الصندوق الائتماني على حقيقته كطريق للخروج من الانهيار وبأنّ ممتلكات الدولة ليست للبيع بل للحفاظ عليها.”
ودعا باسيل للالتزام علانيةً، لا سيما رئيس المجلس النيابي، بأن يعقد المجلس بنهاية الحوار المحدود زماناً، جلسات انتخاب مفتوحة يكرّس فيها امّا الاتفاق على الاسم، اذا حصل، أو الالتزام بالتنافس الديمقراطي للانتخاب بين المرشّحين ونقبل النتيجة حسب نصّ الدستور وأكمل قائلا:”اذا الغرب يريد ان يفرض عليكم رئيسا بخلاف الدستور، أقله خذوا منه التزاما علنيا برفع الحصارعن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين الى بلدهم.
وختم باسيل كلمته بالتوجه الى مؤسس التيار الرئيس العماد ميشال عون قائلا:”جنرال كل مرّة أقف امامك اشعر بهيبة الأمانة التي سلّمتني اياها عام 2015، وبفخر اقول اني حملتها من بعدك… ثقتك بي جعلت تلبية الواجب مغروسة في عقلي وشرف الخدمة مزروعا بروحي. انت تربيت على شرف وتضحية ووفاء ونحن تربينا معك على كرامة وسيادة وشراكة. نحنا نرى الكرامة الوطنية من خلالك، وانت بإمكانك ان ترى استمرارية القضية من خلالنا. نحنا نرى لبنان القوي من خلالك، وانت بإمكانك ان ترى التيار القوي من خلالنا. انت المدرسة الوطنية ونحن جيلك… جيل عون، انت حمّلتنا الرسالة بدأنا معك ومعك مكملين، وبفكرك مكمّلين… نحنا شعب لا ييأس ووطن لا ينتهي… نحن القضية التي لا تموت، نحن التيّار الذي لا يركع، نحن لبنان الذي لا ينتهي.”