تقدير موقف لمركز الزيتونة يدعو لتثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة حفاظاً على الوجود الفلسطيني في لبنان وحرصاً على العلاقة مع الجوار اللبناني
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقدير موقف بعنوان: “أحداث مخيم عين الحلوة والاحتمالات المتوقعة”، وهو من إعداد الباحث الأستاذ رأفت مرة.
عقب تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين الأمن الوطني الفلسطيني التابع لحركة فتح وعدد من المجموعات الإسلامية في أواخر شهر تموز/ يوليو 2023 بعد اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي، مسؤول الأمن الوطني في منطقة صيدا، فشلت جهود لجنة التحقيق في تحديد المتهمين بالقتل، كما فشلت مساعي وقف إطلاق النار التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية أكثر من مرة. وازدادت المعارك حدة طوال أسابيع، لكن جميع أطراف الاقتتال فشلت في تحقيق أي انتصار ميداني أو أي تقدّم عسكري.
واستبعد التقدير، في ظل بقاء العوامل المحلية والإقليمية والدولية على حالها، إمكانية حسم المعركة أو تسليم المطلوبين. وأشار التقدير إلى أنه بالرغم من احتمال تحقيق هدنة وتوقف القتال، إلا أنه من المتوقع أن يكون التوقف هشاً ويسهل خرقه، ما دامت القضايا الأساسية الموجبة للتوتر قائمة، وهو ما قد يلحق خسائر كبيرة بمخيم عين الحلوة وبالقضية الفلسطينية وبمستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان.
ودعا تقدير مركز الزيتونة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في عين الحلوة برعاية فلسطينية لبنانية وسحب المسلحين من الشوارع ومن مدارس وكالة الأونروا وعودة الطلاب إلى مدارسهم. وأشار التقدير لضرورة العمل على حلّ مشكلة المطلوبين للدولة اللبنانية على وجه السرعة، كما دعا لإعادة النازحين فوراً، والتعويض على الخسائر البشرية والمادية.
وأوصى التقدير بتثبيت دور هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية، وعدم التفرد بقرارها. كما أوصى بتفعيل دور الاتحادات والنقابات ومؤسسات العمل المدني والشعبي في خدمة المجتمع الفلسطيني في لبنان، وتعميق أجواء التكافل والتضامن، وتقديم نموذج حضاري متقدم لفلسطينيي لبنان.
واختتم التقدير بالدعوة إلى المحافظة على الوجود الفلسطيني في لبنان ورفع الغطاء عن أي أطراف تسعى للعبث بأمن المجتمع الفلسطيني، وتشويه صورته، وزيادة معاناته واستنزافه، والتسبّب بتفكيك مخيماته، وحرف بوصلته عن أجندته الأساسية في العودة وتحرير أرضه ومقدساته.