المطران ابراهيم في قداس ميلاد مريم العذراء: نطلب منها أن تكون دائمًا معنا وتحفظنا تحت رعايتها.
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران باراهيم مخايل ابراهيم بالذبيحة الإلهية في باحة مقام سيدة زحلة والبقاع بمناسبة عيد مولد السيدة العذراء وعيد المقام، بمشاركة الأرشمندريت عبدالله عاصي والآباء: طوني رزق، ايلياس ابراهيم، طوني الفحل وشربل راشد،بحضور جمهور غفير من المؤمنين تقدمهم مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس اقليم كاريتاس زحلة فادي سابا، رئيسة حضانة الطفل الأخت تريز نصار، عناصر الصليب الأحمر اللبناني وشبيبة كاريتاس لبنان.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة هنأ فيها لحود بعيد ميلاده وهنأ الأرشمندريت عاصي بذكرى سيامته الكهنوتية وقال :
” حضرة مدير عام وزارة الزراعة، المهندس لويس لحود المحترم. اليوم وبمناسبة عيد ميلادك سوف أقدم قداس هذا العيد على نيتك وأنت معروف بمحبتك وإكرامك للعذراء مريم،
قدس الأرشمندريت إيلي أبو شعيا، كاهن هذا المقام المقدس،
قدس الأرشمندريت عبدالله عاصي الذي يحتفل أيضا بذكرى رسامته الكهنوتية،
يا أبناء وبنات مريم الأحباء،
عيد مولد السيدة العذراء هو أحد الأعياد المريمية الكبرى التي تحتفل بها الكنيسة المسيحية غدا في كل أنحاء العالم، وهو يذكرنا بميلاد الطفلة الفائقة النقاوة، إبنة أرضنا وشعبنا، مريم البتول التي اختارها الله لتكون أما للسيد المسيح وسلطانةً للسماء والأرض.
فلنتأمل معًا في معنى هذا العيد وفضائل هذه الفتاة المصطفاة، ولنتعلم منها دروسًا لحياتنا المسيحية.
أولًا، عيد مولد السيدة العذراء هو عيد فرح وابتهاج، ففي هذا اليوم نشكر الله على نعمة مولد مريم من أبوين صالحين هما يواكيم وحنة، بعد أن كانا عاقرين وقد توجها بالصلاة والصوم إلى الله طالبين منه أن يرزقهما ذرية. فأجاب الله دعاءهما بطريقة عجيبة، فبشرهما ملاك الرب بأنهما سينجبان طفلة ستكون مباركة وسيختارها الله لتكون أم ابنه المخلص. ففرح يواكيم وحنة بالبشارة، وأخذا يستعدان لاستقبال هذه الطفلة المعجزة، التي ستكون نورًا لإسرائيل وشفيعة للعالم.”
واضاف” ثانيًا، عيد مولد السيدة العذراء هو عيد تقديس وعطاء، ففي هذا اليوم نتأمل في سيرة مريم التي كانت قدوة في التقوى والطهارة والطاعة. فقد نشأت مريم في بيئة دينية صالحة، حافظت على عفتها وأطاعت والديها، وأخلص قلبُها لله. فقد تقدَّمت إلى هيكل الرب في سن صغيرة، حاملة شعلة من نور. وقضت في الهيكل سنوات من التعبُّد والخشوع، تستمع إلى كلام الله وتطبِّق شرائعه. وقبلت بإرادة الله في خطوبتها من يوسف البار. وأجابت بالنعم على بشارة ورسالة الملاك جبرائيل، لتحمل ابنَ الله في أحشائها
ثالثًا، عيد مولد السيدة العذراء هو عيد شفاء ومعونة، ففي هذا اليوم نلتجئ إلى مريم التي هي أمنا وملجأنا وسندنا في كل ضيق ومحنة. فمريم هي التي تشفع لنا عند ابنها الحبيب، وتحمل لنا نعمه وبركاته. فمريم هي التي تعزينا في أحزاننا، وتشجعنا في ضعفنا، وتداوينا في جراحنا. فمريم هي التي تعين وتنجّيي العالم بظهوراتها المتكررة، وتدعونا إلى التوبة والصلاة والسلام. فمريم هي التي تحرس لبنان بعباءتها الزرقاء، وتحفظ شعبه من كل شر وبلاء.”
واردف المطران ابراهيم ” إخوتي الأحباء، لقد اختار الله مريم لتكون أمًّا لكل البشرية، ولقد أوصى بها ابنُه الوحيد وهو على الصليب قائلا: “يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: هذه أُمُّك”. فلنستقبل مريم في بيوتنا وقلوبنا، كما فعل يوحنا الحبيب، ولنطلب منها أن تكون دائمًا معنا وتحفظنا تحت رعايتها.
ولكي نستحق شفاعة مريم، علينا أن نسير على خطاها، وأن نقتدي بفضائلها، وأن نطبق مثالها. فلنكن كمريم مطيعين لإرادة الله في حياتنا، ولنقل معها: “هَا أنذا أَمَةُ الرَّبِّ. فلِيَكُنْ لِى بِحَسَبِ قَوْلِك”. فلنكن كمريم خادمين لإخوتنا المحتاجين، كما فعلت هي مع اليصابات نسيبتها. هذا كان وعد شبيبتنا منذ أيام، لما اجتمع حوالي 400 منهم تحت عنوان كلمات مريم للملاك: فليكن لي بحسب قولك.”
وختم سيادته” لقد جاءت مريم إلى العالم لتحمل لنا المسيح المخلّص، الذي هو مخلصنا وملكنا وربنا. فلنحتفل بميلادها بفرح وشكر، ولنعش هذا العيد بتوبة وصلاة وإيمان وأمل. ولنقل مع مريم: “تَسْبِحُ نَفْسِى الرَّبَّ. وَتَبْتَهِجُ رُوحِى بِاللهِ مُخَلِّصِى”. آمين. كل عيد وأنتم بألف خير!”