إعادة تأهيل مركز رشيد كرامي الثقافي في طرابلس بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي
ضمن إطار التزامنا بحماية التراث الثقافي وتعزيز المشاركة المجتمعية، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) بالشراكة مع وزارة الداخلية والبلديات وبلدية طرابلس، وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، وبرعاية وحضور معالي وزير الثقافة، القاضي محمد وسام المرتضى بافتتاح مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي المعروف بقصر نوفل. وتُعدّ هذه الخطوة مهمة في الحفاظ على التراث الثقافي لطرابلس.
وقد كان للأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية تداعياتها السلبية الملحوظة على البلديات اللبنانية، بما في ذلك بلدية طرابلس. وتعتبر القدرة على صيانة المباني التاريخية، مثل قصر نوفل، والمحافظة عليها واحدةً من هذه التداعيات التي تأثّرت بها المدن اللبنانية، مما أدّى إلى تدهور وضع هذه المباني وتضرّرها.
وكانت المكتبة، التي تضم أكثر من 10000 مجلد تغطي تخصصات متنوعة بما في ذلك وثائق عمرها قرن من الزمان، قد تضرّرت أيضًا. نتيجة لذلك، قدمت بلدية طرابلس، من خلال مشروع التمكين البلدي، إقتراح مشروع ترميم شامل يهدف إلى تحسين القصر وتفعيل مكتبته العامة، وذلك لخلق مساحة ثقافية للجميع.
تم إعادة تأهيل القصر الثقافي بفضل تمويل من الاتحاد الأوروبي قدره 145 ألف دولار. سهّلت هذه المساهمة أعمال الترميم، ولكنها زودت القصر أيضًا بالحاجات الأساسية المختلفة، بما في ذلك تركيب كاميرات المراقبة، ونظام الصوت، وجهاز عرض عالي الدقّة، وغيرها من المعدات الأساسية التي عززت تحديث المركز. ومن الإنجازات المهمة في هذه العملية، القضاء على تسرب المياه، وترميم الأجزاء المتضررة، والعزل المائي، وترميم الأسقف التاريخية وواجهات القصر والنوافذ والجدران. ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية المقبلة من الترميم في الربع الأخير من عام 2023 والتي ستشمل الأجزاء المتبقّية من سقف القصر.
ووفي الأشهر التالية، سيتم تحويل مكتبة القصر أيضًا إلى مركز تعليمي ديناميكي. سيكون ذلك ممكنا شرط إيجاد مقدم خدمات مناسب لتنفيذ هذه الأعمال، وهي عبارة عن تركيب نظام أرشفة آلي لأرشفة ومراقبة استخدام كتب المكتبة. سيسهل هذا العمل الوصول إلى محتوى لا يقدر بثمن ويضمن الحفاظ على المجلدات والوثائق التاريخية.
“صباح اليوم قمت بإمضاء قرار تشكيل اللجان الثقافية المسؤولة عن التنظيم لفعاليّات طرابلس العاصمة الثقافية للوطن العربي عام 2024.” كلمة معالي وزير الثقافة، القاضي محمد وسام المرتضى.
“جرّاء الكلفة العالية لإعادة تأهيل القصر إضطرت البلدية للجوء إلى المنظمات الدولية ومنهم UNDP و UN-Habitat بتمويل من الإتحاد الأوروبي. فلقد استطعنا بفضل هذا التعاون جعل إعادة تأهيل القصر حقيقة. والحمدلله لقد نفذ المشروع بمواصفات عالية جدّا والحقيقة أن كل من يزور القصر ومنهم السفارات الأجنبية يندهشون بجمال القصر. لأنه فعلاً كانت نوعيّة إعادة التأهيل بمستوى عالٍ جدّا.” قال السيد أحمد قمرالدين، رئيس بلدية طرابلس.
“إعادة تأهيل قصر نوفل سيساعد في الحفاظ على مساحة ثقافية حيوية لمدينة طرابلس. وأنا ممتنة لبلدية طرابلس لشراكتها في هذا المشروع، ولتمويله السخي من الاتحاد الأوروبي. أنا واثقة من أن هذا المشروع سيساعد على تعزيز النشاط الثقافي والاقتصادي في طرابلس، وأن تحويل القصر سيشكّل خير مثال على أهميّة حماية الإرث الثقافي في مدن لبنان من أجل المحافظة على غناها التاريخي ليستفيد منها أجيال المستقبل.” قالت تاينا كريستيانسن، مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) في لبنان.
“يمثل حدث اليوم فرصة للاحتفال بالتراث الثقافي الغني لطرابلس. ونحن نفخر بالمساهمة في ترميم هذا المكان التاريخي وربط ماضي لبنان باحتياجاته الحالية. هذه المساحة مفتوحة للجميع، وهي بمثابة مركز للمعرفة والثقافة والتلاقي، وتجمع الناس على اختلافهم معًا.” قالت اﻟﺳﯾدة أﻟﯾﺳﯾﺎ ﺳﻛوارﺳﯾﻼ، رﺋﯾﺳﺔ ﻗﺳم اﻟﺗﻌﺎون ﻟدى ﺑﻌﺛﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن، ورﺋﯾﺳﺔ ﻓرﯾﻖ – اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹﺗﻔﺎق اﻷﺧﺿر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
يقع مركز رشيد كرامي الثقافي، المعروف بقصر نوفل، في طرابلس، وهو غني بتاريخ يعود إلى عام 1898. وقد تم تحويله إلى مركز ثقافي في عام 1967، ويضم مكاتب وقاعة مركزية للمناسبات ومكتبة عامة. تعد المكتبة موطنًا لمجموعة لا تقدر بثمن تضم أكثر من 10000 مجلد تغطي مواضيع متنوعة، بما في ذلك نصوص عمرها قرن من الزمان، وتجذب المتعلمين والمستكشفين على حدٍ سواء. قصر الثقافة مفتوح للجمهور، والطلاب الذين يبحثون عن مساحات للدراسة والتشبيك، وأعضاء المجتمع عامة. يعد القصر بالفعل مركزًا للعديد من المنظمات والمجموعات الشبابية، حيث يستضيف الاجتماعات والدورات التدريبية والفعاليات التي تغني النسيج المجتمعي.