كيف تثبت كفاءتك في مجال البرمجة التفاعلية المسماة “الذكاء الاصطناعي”
كيف تثبت كفاءتك في مجال البرمجة التفاعلية المسماة “الذكاء الاصطناعي”
طلال أبوغزاله
كنت قد أكدت منذ سنوات عديدة أن العاملين الحاليين في مجالات المعرفة يحتاجون إلى اكتساب المهارات في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وخاصة (البرمجة التفاعلية) حيث تتطلع المزيد من الشركات إلى الاستفادة من قوة البرمجة التفاعلية لزيادة الكفاءة والقدرة على حل المشكلات وتعزيز تجارب العملاء.
مع ظهور البرمجة التفاعلية التوليدية، أصبح الوصول إلى أنظمة البرمجة التفاعلية أسهل بكثير وأقدر على مساعدة الناس على أن يصبحوا أكثر كفاءة في وظائفهم.
كما أتوقع أن من يحل من يمتلك الخبرة في مجال البرمجة التفاعلية مكان من لا يسعون لامتلاك ذات الخبرة، تمامًا مثل أولئك الذين لم يواكبوا التغيير خلال الثورات التكنولوجية السابقة. هذا الوضع يشبه فترة ظهور برنامج وورد للكتابة. من أتقن هذه التقنيات من عمل المعرفة أصبح أكثر قيمة لدى الشركات التي عمل فيها، بينما الذين لم يفعلوا ذلك، سرعان ما فقدوا وظائفهم. سيحدث نفس الشيء مع الذكاء الاصطناعي.
من المثير للاهتمام أن نرى هذا التغيير في سوق العمل على الرغم من أن البرمجة التفاعلية لا تزال في مهدها. وفقًا لمقال كتبته CNBC في تموز 2023، فإن الولايات المتحدة هي الرائدة في تعبئة وظائف البرمجة التفاعلية، مع تواجد 169.045 وظيفة شاغرة تتطلب مهارات البرمجة التفاعلية في حزيران 2023، و3575 وظيفة أخرى تركز بشكل خاص على البرمجة التفاعلية التوليدية.
ومع ذلك، ومع مثل هذه التكنولوجيا الجديدة التي تتطور بسرعة، فإنني أتساءل كيف يمكن للمرء أن يثبت خبرته في مجال لا يزال في مهده؟
أود أن أقول وانا في صدد إطلاق كتابي الجديد الشهر القادم حول (البرمجة التفاعلية) المسماة “الذكاء الاصطناعي” والذي يضم رؤيتي لتعريف الذكاء الاصطناعي كعامل معرفة، كيف يمكن للبشرية تسخير هذه التكنولوجيا للاستفادة منها بأقصى درجة ممكنة، والتحديات التي يمكن أن تواجه الأمم جرّاء هذه التكنولوجيا، وأن أي عامل معرفة يجب أن يبحث في كيفية دمج البرمجة التفاعلية في عمله اليومي. وهو ما يساعده في التعرف على التكنولوجيا، وعلى فهم نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى أفضل السبل لاستخدامها.
البرمجة التفاعلية ليست حلاً سحريًا، وللتكنولوجيا العديد من القيود التي يجب أن يفهمها عامل المعرفة، والتي تأتي فقط من العمل مع التكنولوجيا والحصول على الخبرة الكاملة فيها.
أنتقل بعد ذلك إلى توصيتي التالية وهي محاولة استخدام البرمجة التفاعلية لحل مشكلة تنظيمية كون استخدامها لتحقيق هدف محدد دليلًا على أن التكنولوجيا تعمل جيدًا وأنه يمكنك تسخيرها لتحقيق هدف تجاري ملموس وله قيمة تجارية. هذا دليل على الفهم والإتقان الذي يساعد على بناء مجموعة من نجاحات البرمجة التفاعلية وأنه يثبت الكفاءة في هذا المجال. فالمنظمات تحتاج إلى خبراء يمكنهم استخدام تقنية البرمجة التفاعلية لحل مشاكل العمل وتمكين الأعمال بشكل أفضل. هذه مهارة مهمة وقيمة يجب امتلاكها.
أود أن أقول أخيرًا أنه من الضروري لأي عامل في مجال المعرفة والبرمجة التفاعلية مواكبة أحدث الأدوات والنماذج والتقنيات التي يتم طرحها في هذا المجال. ونظرًا لكونه في مهده، ستخضع البرمجة التفاعلية للعديد من التعديلات خلال مراحل نضجها ومع تسارع الشركات لتطوير منتجات البرمجة التفاعلية الخاصة بها وإدخالها إلى السوق. ونظرًا لأن التكنولوجيا تتحرك بسرعة كبيرة، فمن الضروري للعامل في مجال المعرفة والبرمجة التفاعلية أن يعرف ما يحدث ويفهم التطورات في هذا المجال، مما سيوفر له ميزة استباقية ويسمح له بالبقاء في الطليعة.
في الوقت الحاضر، يبدو أن هناك وظائف ذات رواتب عالية لمن لديهم المعرفة المطلوبة، وفي سوق سريع الحركة، يحتاج العاملين في مجال المعرفة إلى متابعة تطورات هذه التكنولوجيا أولًا بأول للبقاء في الصدارة.