حفل توقيع بروتوكول تعاون بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للتربية بدعم من الإتحاد الأوروبي
في إطار مشروع تعزيز الشّرطة المجتمعيّة المموّل من الاتّحاد الأوروبّي، أُقيم بتاريخ 16/08/2023 في ثُكنة الرائد الشهيد وسام عيد – عرمون حفل توقيع بروتوكول تعاون بين المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي والمديريّة العامّة للتّربية في وزارة التربية الوطنيّة والتّعليم العالي، حول التّوعية الأمنيّة والاجتماعيّة بين تلامذة المدارس والثانويّات في مرحلَتَيْ التّعليم الأساسي والثانوي.
شارك في الحفل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي السيّد عماد الأشقر، وبحضور مسؤول قطاع الحوكمة والأمن في بعثة الاتّحاد الأوروبي في لبنان السيّد أوليفيه بودار Mr. Oliver Boudart، ومنسّقة مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية في الاتّحاد الأوروبّي السيّدة كونسوييلو نافارو Mrs. Consuelo Navarro، وعدد من أعضاء المشروع. بالإضافة إلى مشاركة مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية الدكتورة هيلدا خوري، ومدير التعليم الثانوي في الوزارة الدكتور خالد فايد، ومدير التعليم الابتدائي في الوزارة الأستاذ جورج داوود، وكل منّ قائد الدرك الإقليمي العميد مروان سليلاتي، وقائد معهد قوى الأمن الداخلي وكالة العميد بلال الحجار، وقائد الشرطة القضائية وكالة العميد زياد قايدبيه، وقائد شرطة بيروت وكالة العميد أحمد عبلا، وعدد من الضبّاط المعنيّين.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والأوروبي، ثمّ ألقى عريف الحفل رئيس شعبة العلاقات العامّة في قوى الأمن الداخلي العميد جوزاف مسلّم كلمة ترحيبيّة.
بعدها، ألقى قائد معهد قوى الأمن العميد الإداري بلال الحجّار كلمة ترحيبيّة جاء فيها:
يُسعدني أن أرحب بكم اليوم جميعًا في رحاب معهد قوى الأمن الداخلي؛ هذا المعهد الذي له امتداد تاريخي عريق يومَ شُيّد في العام ۱۹۱۹ في بعبدا ومن ثم ثكنة محمد ناصر والوروار وصولا إلى النقلة النوعية في العام ۲۰۱٤ حين انتقل إلى عرمون بحلةٍ جديدة لم تقتصر على استحداث أبنية حديثة وتجهيزات متطورة، إنما تعدّت بناء الحجر لتؤسس استراتيجية تدريبية حديثة تواكب أحدث تقنيات التدريب الذي يوازن بين العلوم الأمنية والشرطة المجتمعية، حتى بات اليوم صرحاً أكاديمياً تعليمياً رائداً في مجال العمل الشرطي. إن هدف أنموذج الشرطة المجتمعية الذي بدأ تطويره في قوى الأمن الداخلي وفقا للخطة الاستراتيجية، هو إدخال تغييرات جذرية في طبيعة العمل الشرطي في لبنان عبر تعزيز الثقة مع المواطن ليسير الاثنان معًا؛ أي الشرطي والمواطن لبينيا جسورا تصب في خدمة المجتمع وفق مبادئ توازن بين حقوق الإنسان والتدخل الشرطي. لذلك، نجتمع وإياكم اليوم لنؤكد أن أي نجاح توعوي حقيقي لا يمكن بحال من الأحوال أن يقتصر على جهود أحادية؛ وإنّما يتطلب تحقيق تكامل وتعاون وتنسيق الجهود بين مؤسسات عديدة، كالتي نشهدها اليوم بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة لوزارة التربية والتعليم العالي، عبر نشاطات توعوية للطلاب ينظمها مدربون من قوى الأمن الداخلي في عددٍ من المدارس اللبنانية تتناول موضوعات غاية في الأهمية، مثل السلامة المرورية لتجنّب الخسائر البشرية، والأمن السيبراني وبالأخص أثناء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح منتشرًا بشكل كبير حتى في الفئات العمرية الصغيرة، إضافة الى التنبيه من مخاطر آفة المخدرات التي تفتك بأي مجتمع تنتشر فيه. واسمحوا لي بأن أعبر هنا عن سعادتي الكبيرة أن تكون أوّل زيارة لحضرة اللواء المدير العام الى معهد قوى الأمن الداخلي بعد استلامي قيادته، في هكذا مناسبة موجهة تحديدا الى جيل المستقبل بالتعاون مع قطاع التعليم الرسمي الذي نفتخر به وبصموده رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
ختامًا، أود أن أتقدم بالشكر إلى الحاضرين الكرام، وإلى مموّلي مشروع تعزيز الشرطة المجتمعية في لبنان، وأخصُّ بالذِّكرِ المعنيين في الاتحاد الأوروبي، وكل الذين مدوا يد العون والمساعدة لإنجاح هذا المشروع الذي يؤسس لأفق تعاوني مستقبلي، آملين في الأيام القادمة مزيدًا من التّواصلِ المُثمر والتعاون البناء.”
ثمّ أعلنت السيّدة جورجيا الهاشم من وزارة التربية، المدارس المحدّدة من قبل وزارة التربية والتّي سيتمّ فيها إقامة حلقات التوعية، وألقت كلمة جاء فيها:
في البدء أتوّجه بالشكر إلى المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي على جهودها في سبيل التدريب والتوعية. وهذا النشاط ليس الأوّل من نوعه، إنّما هو مسيرة مستمرّة من أجل تحقيق أفضل النتائج.
ونحن ندرك تمامًا أهميّة التدريب المستمرّ الذّي تقوم به قوى الأمن على صعيد المدارس الخاصّة والرسميّة معًا، حيث أثبت تأثيره على التلاميذ وحسّن أداءهم على الصعيد العلمي. وذلك لأنّهم شعروا أنهم محميّون، أينما تواجدوا.
وأخيرًا، تم اختيار /7/ مدارس لإجراء التدريب على مدى /9/ أشهر من جميع المناطق التربويّة، /4/ منها مدارس ابتدائية، والباقي مدارس ثانويّة.
وفي ختام هذا التدريب، سيتمّ تقييم ما آلت إليه الأمور، من أجل تعميم هذه التجربة على عدد أكبر من المدارس، لتشمل أيضًا مدارس خاصّة وليس رسميّة فقط.
بعدها، قدّم رئيس فرع التدريب في معهد قوى الأمن الرائد حمزة حيدر أحمد، ورئيس فرع التدريب، والنقيب الياس داغر أحد ضبّاط مكتب الجرائم السيبرانية، والملازم أوّل علي بيرم أحد ضبّاط فريق السلامة المروريّة، عرضًا حول محتوى جلسات التوعية (السلامة المروريّة، والوقاية على وسائل التواصل الاجتماعي، والأمن السيبراني)
وألقى المدير العامّ لوزارة التّربية والتعليم العالي السيّد عماد الأشقر الكلمة التالية:
في البداية أتوّجه بالشكر إلى جميع الحضور وأحييكم على جهودكم الجبّارة، كما وأخصّ بالشكر الاتّحاد الأوروبي على مبادراته المتعدّدة لتلامذة لبنان، وآمل أن يتمّ تعميم هذه التجربة على صعيد الوطن أجمع.
على ما يبدو أنّه بعد نهاية جائحة كورونا، اندثرت القيم وتحطّمت، وأثّر ذلك بشكل واضح على الأخلاق وعلى المجتمع برمّته. من أجل ذلك، رحبّنا بهذه الخطوة، بهدف إطلاق حملة توعية جديدة في مدارسنا.
ونحن نعوّل على هذا البرنامج وعلى نجاحات قوى الأمن الداخلي في التعاطي مع الشؤون الطلابيّة، وذلك لحاجاتنا الماسّة للتوعية، وللقول لتلامذتنا أنّ قوى الأمن الداخلي ليست خصمًا لكم، إنّما هي سند لكم تلجؤون لها متى أردتم.
وفي النهاية، نأمل أن نستطيع فتح أبوب هذا المعهد أمام الطلّاب ليتعرّفوا أكثر على قوى الأمن الداخلي ونشاطاتها على الصعد كافّة.
ثمّ ألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان كلمة مرتجلة في المناسبة جاء فيها:
أتوجّه بالشكر أوّلًا إلى الاتّحاد الأوروبي الذّي يؤدّي دورًا أساسيًّا في تقديم الدّعم والمساعدة لمكافحة الجريمة والمحافظة على الأمن بوجه العابثين بالاستقرار، وهو اليوم يقوم بالمساهمة في نشر الثقافة الأمنية لدى الأجيال الناشئة. يهمّني أن أؤكّد أنّ من هذا المعهد تبدأ مسيرة الضبّاط والعناصر، ومعها تبدأ مسيرة الوطن.
وقد اختارت قوى الأمن الداخلي أن تشارك في هذا النشاط في الوقت الذي بتنا نشعر فيه أنّ الثقافة الوطنيّة قد خفتت نوعًا ما. الكلّ يعلم أنّ الانتماء يجب أن يكون فقط للوطن الذي نعيش في ربوعه، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف يجب العمل على تشجيع فكرة إعادة هيكلة وطنية بشكل مختلف، وليس المقصود هنا سوى تنشئة أجيال جديدة من خلال إعادة العمل بخدمة العلم -بطرق وأساليب مختلفة عن سابقاتها- الأمر الذي يقرّب من الانضباط وحبّ الوطن والولاء المطلق له. كما أدعو الجميع إلى مشاركتي بالاهتمام بهذا الموضوع لما له من فائدة كبيرة، فهو يعيد هيكلة العقل، ويُنشئ عقلًا جديدًا أفضل بكثير ممّا هو موجود اليوم.
لذلك، لا مفرّ من التعاون الجدّي بين المديريتين، وأطلب من الضبّاط المكلّفين بهذه المهمّة بذل أقصى ما بوسعهم بهدف تنشئة أجيال جديدة على حبّ الوطن واحترام القوانين، ومعرفة حقوقهم وواجباتهم وتعميق إدراكهم في مجال الثقافة والوعي الأمنيين.
وأنا أعتبر أنّه خلال خدمتي الطويلة في قوى الأمن، ولا سيّما خلال فترة قيادتي لهذه المؤسّسة المعطاء، درّبنا ضبًّاطا من مختلف الرتب، وخضعوا لأعلى معايير التدريب في أساليب التحقيق ونهلوا من أهمّ المراجع الأمنية وغيرها من الأمور التّي تفيد المجتمع اللبناني. وأنا كلّي ثِقة أنّه في المستقبل القريب، ستتمكّن هذه الفئة من الضبّاط التّي أصبحت مثقّفة جدًّا، من إنقاذ البلد.
ولا بدّ أن يُستثمَرَ هذا المشروعُ؛ لإرشادِ طلّابِ لبنانَ إلى كيفيّةِ مواجهةِ التحدِّياتِ الثقافيةِ والأمنية، وتوضيحِ الانعكاساتِ السلبيةِ جرّاءَ عدمِ التصدّي لها والتغاضي عن معالجتِها، فهُم يعيشون في وسطِها، إذ عندَ كلِّ طالبٍ أحدٌ من ذويه أو أكثر، أو أحدُ أقارِبِه أو معارِفِه، يَنتمي إلى مؤسّسةِ قوى الأمن الداخلي، لذلك لا بدَّ أن تأتي هذه الخطوةُ ثمارَها في إكسابِهم قدْرًا كافيًا من المعلوماتِ والقيمِ والمهاراتِ الأساسيةِ التي تُحصِّنُ تربيتَهم الوطنية، انطلاقًا من فكرةِ الانتماءِ الوطني، والحقوقِ والواجبات، ومبادئِ حقوقِ الإنسان، وفقَ الأنظمةِ والقوانينِ والتي نصَّ عليها الدستورُ اللبناني.
ختامًا نُجدَّد الشّكر للاتّحادَ الأوروبّي على دعمِ قوى الأمن الداخلي المستمرِّ في عدّةِ مجالات، ولا سيّما مشروعُ تعزيزِ الشّرطةِ المجتمعية. كذلك نشكرُ المديريةَ العامّة للتّربية على تعاونِها وجهودِها في نشرِ التوعيةِ الأمنيةِ لشبابِنا جيلِ الغد، على أملِ توسيعِ هذا التّعاونِ على أكثرِ من نطاق.
وفي الختام، تمّ توقيع مذكّرة التّفاهم بين قوى الأمن الداخلي ووزارة التّربية والتّعليم العالي، وأُقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.