المطران ابراهيم احتفل بصلاة البراكليسي على نيّة لبنان
بعد عودته من زيارة الى كندا استمرت شهراً، ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم صلاة الباركليسي في كاتدراية سيدة النجاة بمشاركة لفيف المهنة وحضور جمهور كبير من المؤمنين والمؤمنات تقدمهم مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا ورئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة.
وكان للمطران ابراهيم كلمة رفع فيها الصلاة من اجل لبنان وقال :
” بعد غياب، اجمل ما في الكون هو ان يعود الغائب الى حضن امه، وليس هناك ادفى من حضن سيدة النجاة خصوصاً عندما يجتمع الكهنة مع الراعي وتكتمل العائلة، بالطبع البعض مشغولين في رعاياهم باقامة صلوات البراكليسي وهم في الروح حاضرون معنا، والقيام بالواجب هو اجمل بكثير من الحضور الجسدي. الكنيسة اليوم تحتاج الى رعاة ليس بالضرورة ان يكونوا مشبعين بالعلم والثقافة والمعرفة بقدر ما يكونون مشبعين بالمحبة، بالتوق الى الصلاح، بالشوق الى ابناء رعاياهم، العائلة الصغيرة المجتمعة في كل رعية لها اب روحي هو الكاهن، والكاهن لا يكتمل دوره ولا تكتمل رسالته في الكنيسة الا اذا كان على الدوام قلبه على يديه وبين ضلوعه يرتقد القلب كما ارتقد الجنين في بطن اليصابات ومريم، ويتم اللقاء، هذا اللقاء الذي تم منذ كان يوحنا المعمدان ويسوع ما يزالان في الرحم، هكذا ايضاً يتم اللقاء دوماً بين الراعي ورعيته ولا شيء يمكن ان يؤسس الكنيسة الصغيرة اة الكبيرة ال المحبة التي تجمع بين الراعي والرعية .لا يعود هناك منعى ابداً لرسالتنا اذا لم تقم على المحبة.”
واضاف ” اذكر يوماً طلبت من كاهن ان يقوم برسالة في رعية معينة، فأبدى استياءه لأن الناس فيها ” صعبين ” ، لكن ان يتوقف الكاهن اما صعوبة الناس يخسر شيئاً من كرامته الكهنوتية، مع الأسف هو الضعف البشري الذي صلينا صلاة البراكليسي اليوم للتخلص منه، كل هذه الصلوات من اجل بناء الذات والقيام بالرسالة بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي نلتقيها امامنا، ويبقى الناس اشرف واكرم ما يمكن ان نخدمه في هذا الوجود. لا المال ولا الشهرة ولا السلطة ولا اي شيء آخر يمكن ان يثنينا عن خدمتنا. نحن خدام الناس، نحن خدّام الله من خلال الناس. لو كانت الخدمة مباشرة بين الكاهن والله لم يكن هناك حاجة لها، لكن الخدمة هي حاجة لأنها خدمة الله من خلال ابنائه من خلال الناس، وكل خادم يتخطى هذا الشرط ويقول ان علاقته مع الله جيدة وهذا يكفيه هو خادم تنقصه المحبة”
وعن زيارته الى كندا قال المطران ابراهيم ” همّي كان، وانا حامل الأبرشية في قلبي، ان اضع هموم الوطن كلّه والكنيسة والأبرشية على خارطة اهتمام بعض المسؤولين المدنيين والكنسيين في كندا، وقد قمت بذلك انطلاقاً من المحبة التي هي للبنان هذا الوطن الذي يقف امام مفترق كياني، إما ان يكون او لا يكون ومع الأسف هناك اشارات كثيرة تدعو الى القلق لكن عندما نتأمل بهذا اللقاء الذي قرأنا عنه في انجيل اليوم بين مريم واليصابات، نعرف ان ارادة الله هي التي تنتصر على الدوام، وان لبنان يكون بخير اذا كان لدى ابنائه الإيمان بالحق والإيمان بالرب وبالإنسان.”
واضاف ” اشتقت اليكم بالرغم من طول السفر لكنه ليس بالشيء الذي يذكر امام رحلة جرت في تاريخ هذه الأبرشية عندما انتخب المطران العظيم الذي اصبح في ما بعد بطريركاً، المطران كيرللس مغبغب سنة 1904، انطلق في رحلة من اجل بناء الأبرشية دامت اربع سنوات لغاية 1908، وهذا شيء يعزيني بأن سفري لم يكن طويلاً ، واليوم مع امكانيات التواصل السريع اختصرنا الأربع سنوات بأربعة اسابيع .”
وحتم المطران ابراهيم ” اطلب من الرب ان يبارك هذه الأبرشية، وان يبارك هذه الكنيسة، وان يبارك بنوع خاص الكهنة الذين من دونهم المطران والرعية وابنائها يضيعون، احياناً نقسو على الكهنة لكننا ننسى انه ليس كل يوم باستطاعتنا الحصول على كاهن، وننسى اننا احياناً كثيرة عندما يدعون أولادنا ليكونوا كهنة يكون لدينا ردة فعل غير محسوبة فنخاف ونرفض، وندعو الأولاد ليشقوا طريقهم في الحياة وان يكونوا اطباء او مهندسين وغيرها، وكأن الكهنوت ليس شيئاً من كل هذا. لذلك الكهنة هم أثمن ما لدينا في هذه الأبرشية، وعلينا كلنا ان نُعنى بحياتهم وحمايتهم من خلال المحبة التي نقدمها لهم. فهم محتاجون الوقوف الى جانبهم باحترام ومحبة.
وانا اقول لكم ان كل ما يُقدم لي من احترام ومحبة ولطف ومن حُسن معاملة اقدمهم جميعاً الى اخوتي الكهنة لأنهم يستحقون.
اطلب من الرب ان يبارك الجوقة وخدام الهيكل الذين من دونهم لا تكون الحياة الكنسية الليترجية بنفس الجمال، وفوق كل شيء نطلب من الرب ان يحفظ ابناءنا وبناتنا من كل سوء. نشكر الله اننا ما زلنا مملوئين بالأمل بأن الرب قادر ان يلمسنا ويلمس بلادنا ووطننا الحبيب لبنان وكل ابنائنا المغتربين وبخاصة في كندا، وبنوع خاص الزحليين منهم وكل الأصدقاء الذين التفوا حولي وبالتالي التفاف حول وطنهم وكنيستهم وحول ابرشيتهم الزحلية الغالية على قلوبهم، ابرششية الفرزل وزحلة والبقاع حاضرة في كل انحاء العالم من خلال ابنائنا المنتشرين، وهم على الرغم من بعدهم قوة كبيرة لنا.”
وبعد الصلاة استقبل المطران ابراهيم المهنئين بعودته بالسلامة في صالون المطران اندره حداد.