المرتضى: الحسين ليس لفئةٍ او لمذهب، إنّه رمزٌ للإنسانية جمعاء، وهكذا نكون مع الحسين.
المرتضى: الحسين ليس لفئةٍ او لمذهب، إنّه رمزٌ للإنسانية جمعاء، وهكذا نكون مع الحسين.
في محاضرةٍ له بمناسبة ذكرى عاشوراء القاها في المجلس الاسلامي الشيعي اطلق وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى موقفاً تضمّن ان الحسين لا تحتكره فئةٌ او مذهب، واعتبر ان الحسين رمزٌ للانسانية جمعاء وبيّن في كلمته سبل الانتماء الى الحسين ومنها التمسّك بالوحدة، والوعي لخطر اسرائيل، وعدم التخلي عن فلسطين، والسعي الى بناء دولة تليق بتضحيات اللبنانيين.
وقال المرتضى:” أما العبرةُ الثانية فنقرأها في الحادثة التي رواها ابن ُكثير، فقد كان فيها رجلان من أميّة: مروانُ بنُ الحكم الذي حرّضَ على القتل تحريضًا صريحًا مباشرًا، والوليد بنُ عتبة بن ابي سفيان، الذي رفضَ بمال الدنيا وملكِها، أن يكون قاتلًا للحسين إذا لم يبايع، وذلك مخافةَ الحسابِ يومَ القيامة. ومن غيرِ أن أنسى تاريخ التخاصم بين أميّة وهاشم، وما فعله أولئك مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع آل بيته الأطهار، زمانَ الدعوةِ وبعدَها، من مظالمٍ ليس القتلُ إلا بعضَها؛ ومن غير أن أكون في موقع تبرئة أحدٍ من الأمويين، أستخلصُ من تلك الحادثة أنّ الانتماء إلى الحسين ليس انتماءً جماهيريًّا تأخذُ به طائفةٌ من الناسِ عُصْبةً على هوًى متشابه، أو يأخذ به مذهبٌ فقهيٌّ من مذاهب الإسلام فقط. إنَّ الإنتماء الى الحسين عليه السلام انتماءٌ إلى قضية العدل والحقّ في البشرية كلِّها، فالحسينُ، بفضائله وبطولتِه الأخلاقية، وتضحيتِه بكلِّ شيءٍ من أجل الحقّ، رمزٌ للإنسانية جمعاء، بل عنوانٌ لقيمها الكبرى؛ فلا يصحُّ أنْ نظنَّ أنه لنا دون غيرِنا، وإن كان اتِّباعُنا له مفخرةً وعزًّا.”
واضاف:” فكم من حسينيٍّ أيّها الأحبّة من بين غيرِ المسلمين وغيرِ الشيعة، وكم من يزيد، بين من قد يكونون، من أشدِّ المتعصّبين لأهلِ البيت. لذلك أقول: فتِّشوا عمّن يحبُّ الحقَّ في كلِّ أمّة تحت السماء ويناضلُ في سبيله حتى الشهادةِ، فهذا منتمٍ إلى الحسين بالضرورة وبحكم الطبيعة، أيًّا كان عِرْقُه ودينُه ومذهبُه، وما قاله الشاعر بولس سلامة في هواة عليٍّ يصحّ في هواة الحسين من كل مذهبٍ وانتماء، على نحوٍ يمكننا أن نستعير من ذلك الشاعر الكبير لنقول بتصرّف:
لا تَقُـل شيعةٌ هواةُ حسينٍ إنَّ كلَّ منصفٍ حسينيا،
هُوَ فخرُ التاريخِ لا فخرَ شعبٍ يَصطَفِيهِ ويَدعِيهِ وَلِـيَّـًا.”
وتابع:”وعلى هذه القاعدة الأخلاقية الحسينية، تنبني أيّها الأحبّة معادلاتٌ لا مفرَّ من الاعتراف بها، منها:
-إنْ كنّا ضدّ اسرائيل وما تمثّله من خطرٍ وشرّ فنحن مع الحسين.
-إنْ كنّا مع فلسطين فنحن حتمًا مع الحسين، وإن تخليّنا عن فلسطين نكون قد خرجنا عن منهج الحسين.
-إنْ كنّا متعلّقين بوحدتنا على كل صعيا لا سيما وطنياً، وبمبدأ عيش المعيّة بين اللبنانيين، فنحن حتماً مع الحسين.
-إنْ كنّا مصرّين على اللقاء بالآخر المختلف والحوارِ معه بمحبةٍ وانفتاح فنحن مع الحسين.
-إن كنا متشبّثين بمصادر قوتنا المادية والنفسية، التي تحمي وجودَنا وبقاءَ وطننا، وفي طليعتها المقاومة، وإنْ كنّا أوفيّاء لشهدائها الأبرار أمينين على تضحياتهم، فنحن مع الحسين.
-إن كنّا مستمسكين بسيادتنا الفعلية على كامل ترابنا ومائنا وثرواتنا وسمائنا، فنحن مع الحسين.
-إنْ كنّا متطلعين لبناء دولةٍ كما يقتضي أن تكون عليه الدولة، دولةٌ لكلّ اللبنانيين تليق بتضحياتهم جميعاً، فنحن مع الحسين.”
وختم المرتضى:”ومن لم يكن منّا ينظر الى الأمر كذلك، فليس له في الحقِّ وفي سيد الشهداء نصيب. “