” ليلي الهمامي ” تشيد بكلمة الرئيس السيسي بقمة دول جوار السودان
كتب – علاء حمدي
قالت الدكتورة ليلي الهمامي – الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بقمة دول جوار السودان التي عقدت بالقاهرة اليوم الخميس وضعت خارطة طريق لحل الأزمة السودانية من خلال احترام سيادة السودان والتأكيد على عدم تدخل أي أطراف خارجية بالأزمة.
وقالت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن – في تصريحات لها اليوم – ان حرص مصر على استقرار دول الجوار وازدهار شعوبها، هذا نابع من رؤيتها على مر التاريخ في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، لافتة إلى أن مصر سخرت كل إمكانياتها لدعم الأشقاء في السودان منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة.
وثمنت ” الهمامي ” استراتيجية ورؤية مصر في حل هذه القضية من خلال مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء دون إبطاء في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار. وإن رؤية مصر تتضمن أيضا مطالبة كافة الأطراف السودانية بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
وأضافت أن رؤية مصر شملت إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية بمشاركة القوى السياسية والمدنية وممثلي المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبين طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية، وتشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل لحل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
وأوضحت الخبيرة السياسية التونسية أن مصر منذ اندلاع الصراع بالسودان وهي حريصة كل الحرص أن تحل هذه القضية من خلال الأشقاء السودانيين أنفسهم وعدم تدخل أي قوة خارجية، مشيدا تلبية القادة الأفارقة دعوة الرئيس السيسي لحضور هذا المؤتمر الذي يؤكد حرص جميع دول الجوار في حل هذه الأزمة للحفاظ على وأمن واستقرار المنطقة. وطالب كافة القوى السودانية للاحتكام لصوت العقل وإعلاء المصلحة الوطنية فوق أي غاية أو أي مغنم من أجل صالح السودان حتى ينعم شعبه بازدهار وطنه والاستفادة من ثرواته.
واكدت ” ليلي الهمامي ” إن البيان الختامي لقمة دول جوار السودان أكد حرص مصر على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني الشقيق وتجنب الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها.
وأضاف أن الحفاظ على أمن وسلامة السودان والحفاظ على الدولة الوطنية جزء رئيسي من السياسية الخارجية لمصر، والدولة المصرية حريصة على إيجاد حلول فاعلة بالمشاركة مع دول الجوار للأزمة السودانية وعودة الاستقرار والأمن لدولة السودان الشقيقة. وأن مصر تتحرك وفق استراتيجياتها الواضحة في كافة القضايا لضرورة إيجاد حل سلمي للقضايا العالقة، مع الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة السودانية وإيجاد حل سوداني سوداني، وإيجاد تسوية سياسية شاملة لهذه الأزمة، لافتا إلى أن مصر بقيادة الرئيس السيسي بذلت مجهودا كبيرا وقدمت مساعدات إغاثية عاجلة ومستلزمات طبية للمتضررين من النزاع، بجانب استقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين.
وتابعت ” الهمامي ” تصريحاتها قائلة : أن مصر أصبح دورها بالمحيط الإقليمي يتمتع بالصلابة في إدارة أزمات وتحديات المنطقة وتوحيد الرؤية المصرية المتوازنة الحيادية التي تقف أمام كافة القضايا على مسافة واحدة مراعية حقوق كل الشعوب في الاستقرار والشعور بالأمن والسلم. وإن كلمة الرئيس السيسي بقمة دول جوار السودان تمثل بارقة أمل نحو إنهاء الصراع السوداني وتداعياته السلبية وتستهدف عودة الاستقرار والأمن لدولة السودان الشقيقة، كما تؤكد حرص مصر على إيجاد حلول فاعلة بالمشاركة مع دول الجوار للأزمة السودانية، بالشكل الذي يمثل وقفا فوريا ودائما للاقتتال القائم حاليا بين العناصر السودانية، وفقا للمعايير الإقليمية والدولية.
وأشارت ” الهمامي ” إلى دور مصر المحوري تجاه الأوضاع الراهنة بالسودان يحظى باهتمام كبير من مختلف الأوساط السياسية الإقليمية والعربية والإفريقية والدولية، مؤكدا أن استضافة مصر لقمة دول جوار السودان دليل قاطع على حرص الرئيس السيسي على حل الأزمة السودانية سلميا للوصول لهدف رئيسي وهو تحقيق الاستقرار داخل السودان والمحيط الإفريقي لمصر الذي يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومي المصري.
وفي النهاية طالبت ” الهمامي ” جميع الأطراف والقوى السياسية والحزبية والشعبية بدولة السودان بتغليب المصلحة الوطنية والعليا للسودان للتوصل لحلول سلمية للأزمة الراهنة، منوها بأن قمة دول جوار السودان ستتوصل بدورها لاتفاقات ملزمة للطرفين وأهمها احترام الهدنة، وتوفير مسارات آمنة لدعم المدنيين وتوفير الدعم الإغاثي بالمناطق التي تشهد اشتباكات وإطلاق النار وبما يتماشى مع رؤية مصر في التوصل إلى الحلول السلمية.