مجلس العمُد في “القومي” اجتمع في دار سعاده الثقافية الاجتماعية في ضهور الشوير ورئيس الحزب يطلق سلسلة مواقف
عقد مجلس العمُد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسته الدورية برئاسة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في دار سعاده الثقافية الاجتماعية ـ ضهور الشوير، ناقش خلالها جدول الأعمال المقرّر، وعرض للأنشطة والاحتفالات التي أقامها الحزب بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، لا سيما احتفالات الكورة والضنية والقاع وبعلبك، والتي شهدت حضوراً لافتاً للقوميين والمواطنين، ومشاركة من القوى السياسية والحزبية.
واستهلّ رئيس الحزب الجلسة منوّهاً بالمناطق الحزبية التي أحيَت ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، باحتفالات لافتة شكلت منصات للتأكيد على المبادئ والثوابت، وتجديد العهد بأنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي باق باق باق، حزب نهضة وصراع ومقاومة كما أراده سعاده.
وأكد رئيس الحزب الأمين أسعد حردان أنّ اغتيال سعاده في الثامن من تموز 1949، هو نتاج مؤامرة دولية ـ صهيونية نُفذت بأدوات محلية، وهدف الاغتيال هو التخلص من سعاده لأنه أسّس نهضة عظيمة وأطلق فكرة المقاومة وترجمها في ميادين الصراع، فخاض القوميون الاجتماعيون قتالاً ضارياً في مواجهة عدونا الوجودي وأدواته.
وتابع قائلاً: الصراع ليس لهواً وشعارات، بل قتال وبسالة وشهداء، والتاريخ يشهد أننا لم نتلكّأ يوماً عن قتال، لقد خضنا معاركنا المصيرية وقدّمنا الشهداء والتضحيات محققين الإنجاز تلو الإنجاز، وعلى امتداد مسيرتنا النضالية، لم يحوِ قاموسنا الأصفار. بل محطات وتراكمات نضالية جعلت من حزبنا أمثولة في التضحية والفداء.
وأشار حردان، إلى أنّ الأهداف التي أرادت القوى المعادية تحقيقها من وراء اغتيال سعاده في 8 تموز 1949، هي ذاتها تمّ استنساخها، وبرعاية غربية وأدوات محلية، فالحرب التي شنّها العدو الصهيوني على لبنان في تموز 2006، استهدفت القضاء على المقاومة وتصفية المسألة الفلسطينية، وإقامة شرق أوسط جديد متصهين، كما خطط له الصهيوني شيمون بيريز وقادة العدو. لكن العدو خسر الحرب وباءت أهدافه بالفشل، أما المقاومة، انتصرت بالدماء والتضحيات، فلها ولشهدائها كلّ الإجلال على ما حققته من انتصار.
وقال حردان: إنّ الإرث التموزي دمٌ زاكٍ وانتصارٌ زاهٍ، وهو يحتّم الوفاء للدماء وتحصين الانتصار وهذان أمران لا يتحققان إلا من خلال المقاومة وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة. فالمقاومة بكلّ مكوناتها وصيَغها تشكل عناصر قوة للبنان، ونحن لن نتخلى عن عناصر القوة، لأننا من بُناتها، ولا نفرّط بها، خصوصاً أنّ خيارات الضعف والحياد ارتبطت دائماً برهانات خاسرة هدّامة وضد مصلحة لبنان واللبنانيين.
وفي الشأن اللبناني الداخلي اعتبر حردان أنّ الحوار بين القوى السياسية أمر مطلوب، لتحصين استقرار لبنان وسلمه الأهلي وحلّ أزماته الاقتصادية والاجتماعية، ولإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وفي المواقع كافة، وهذه مسؤولية على الجميع.
وتابع قائلاً: بعض القوى في لبنان، تتمترس وراء مواقفها بالمطالبة برئيس سيادي، هذا خداع للناس، لأنّ أيّ رئيس للجمهورية يجب أن يكون سيادياً، وأن يتمتع بمواصفات وطنية، فيكون مؤتمناً على الدستور وتطبيقه، وأن يعمل لصون وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، وأن لا يفرّط بعناصر قوة لبنان، وهذا هو المعنى الحقيقي للرئيس السيادي، فكفى البعض كذباً وخداعاً.
وأضاف حردان قائلاً: يبدو أنّ البعض يراهن على إطالة أمد الشغور الرئاسي وفي المؤسسات لتقويض دور الدولة، والوصول الى فيدراليات ومحميات طائفية ومذهبية. هذه رهانات من ضمن مخطط التفتيت والتقسيم وتهدّد لبنان في كيانه وهويته، فحذار من التمادي والذهاب بعيداً في هذه الرهانات الخاسرة.
ورأى حردان انّ لبنان في عين الأخطار، والتصعيد الصهيوني ضدّ لبنان وفي داخل فلسطين المحتلة، ينذر بجولات جديدة من المواجهة، وفي كلّ المواجهات فإن ارادة المقاومين حاسمة بتثبيت حقّ لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، لا بل بتثبيت وترسيخ حق أبناء شعبنا في فلسطين بكلّ أرض فلسطين المحتلة، وهذه ليست أمنية كما يتوهّم البعض، بل حقيقة ثابتة راسخة، لأنه ما من حقّ يضيع وراءه مقاومة.
وأشار حردان إلى أنّ الحرب على سورية مستمرة بأوجه مختلفة، ومنها الحرب الاقتصادية المتمثلة بإجراءات الحصار القسرية والتي تتزامن مع قيام الاحتلال الأميركي بسرقة النفط السوري ومصادرة المحاصيل الزراعية بصورة مباشرة وبواسطة أدواته وعملائه. وهذا عدوان موصوف ضدّ الإنسانية لأنه يستهدف حياة السوريين، وإننا نسأل أين المؤسسات الدولية والإنسانية لا يُسمع لها صوت ولا موقف من الغطرسة الأميركية.
وفي السياق رأى حردان أنّ قرار البرلمان الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين، هو انتهاك سافر لسيادة لبنان ومن ضمن سياقات الحرب على سورية، وهو يؤكد ما سبق وحذرنا منه، من أنّ القوى الغربية تستثمر في معاناة السوريين وتخالف القوانين الإنسانية. لذلك فإنّ على الحكومة اللبنانية أن تتحرك ضدّ هذا الانتهاك الأوروبي وأن تتواصل عملياً وسريعاً مع الحكومة السورية لحلّ هذه الأزمة.
وختم حردان بتوجيه التحية إلى المناضلة سهى بشارة، معتبراً أنّ قيام السلطات اليونانية بتوقيفها ومنعها من متابعة سفرها، إجراء مستهجن ومستنكر، وليس له ما يفسّره سوى الانصياع للعدو الصهيوني، وهذا أمر خطير، وعلى الحكومة اللبنانية اتخاذ الموقف المناسب حيال الإجراء غير القانوني وغير الإنساني الذي قامت به السلطات اليونانية.