مفكّر سياسي توقّع “تمرّد فاغنر” قبل سنوات: محور كييف – باريس سيشتعل!
توقّع رئيس المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية، المفكّر السياسي الدكتور محمد وليد يوسف في كتابه “جوهر النظام الدولي” والذي ألّفه عام 2016، أن يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاولة انقلاب عسكري على نظام حكمه، وهذا ما حصل فجر السبت الماضي عندما أعلن قائد قوات “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، “التمرّد” على القيادات الروسية ولا سيما العسكرية وبدء الزحف نحو العاصمة موسكو.
ولفت إلى احتمالية “اشتعال” المحور الطويل الممتدّ من العاصمة الأوكرانية كييف وصولاً إلى العاصمة الفرنسية باريس مروراً بالعاصمة البولندية وارسو والعاصمة الألمانية برلين، لتشتعل بعدها أوروبا كلّها.
ولم تمض 24 ساعة حتّى تمّت السيطرة على هذا “التمرّد” بوساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي أعلن موافقة “فاغنر” على عرضه للتراجع فأمر بريغوجين قواته بوقف التقدّم نحو موسكو وإخلاء المقرات العسكرية الرسمية التي استولت عليها في منطقة روستوف جنوبي روسيا والعودة إلى معسكراتها “حقناً للدماء”، فيما تمّ الاتفاق على مغادرة بريغوجين الأراضي الروسية نحو بيلاروسيا.
وهذا السيناريو كان توقّعه الدكتور وليد يوسف عام 2016 عندما عكف على تأليف كتابه “جوهر النظام الدولي” في مدينة حلب السورية وأثناء تعرّضها للقصف من قبل المجموعات المسلّحة المعارضة، حيث قال إنّ “الركود الكبير الذي بدأ يظلّل الاقتصاد الروسي سيفضي إلى اندفاع القيادة الروسية إلى التشدّد، وستبحث عن سبل للخروج من حالة الضعف التي ستطال المجال العسكريّ والإداري والسياسي”.
وأضاف أنّ حالة الضعف هذه “قد تفضي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة في أقاليم وجمهوريات الاتحاد الروسي، وتفضي إلى زوال حكم بوتين بتعجيل الانتخابات الرئاسية، أو انقلاب عسكريّ يحمل عسكريين قوميين متطرّفين إلى الحكم، يقومون بإشعال صراع كبير في أوكرانيا ومن ورائها بولندا، ليشتعل المحور الطويل الممتدّ من كييف إلى باريس، مروراً بوارسو وبرلين، لتشتعل بعدها أوروبا كلّها فتضطر عندها الولايات المتحدة إلى الدخول في هذا الصراع”.
وتابع: “وحتّى يتفادى بوتين قدح زناد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، وإبعاد شبح انقلابٍ عسكري، لا بدّ من إشغال الجيش (الروسي) بأزمة أكبر من الأزمة الحالية”.
وتوقّع أنّه “وحتّى يتمّ صرف أنظار قطاعات واسعة من الشعب الروسي عن نتائج الأزمة الاقتصادية، ومنع تحميل إدارة بوتين أسباب هذه الأزمة، فإنّ بوتين سيمضي في تصعيد عسكري في أوكرانيا تدريجاً، حتّى تشتدّ الأزمة وتصل إلى حدود بولندا بعد إدراك إدارته أنّ الغرب يريد اسقاطه وإطاحته”.
للإطلاع على ملخّص الكتاب اضغط على الرابط الآتي: https://icger.co/306-2/