الشيخ علي الخطيب في المركز الثقافي الإسلامي
اكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب «ان الغرب اتخذ من قضية حماية الاقليات ذريعة للتدخل في المنطقة، واستغل ذلك للتفرقة بين شعوبها»، داعياً المسيحيين في لبنان للتفكير في هذه المقولة، اذ لا خوف عليهم ولا على وجودهم في المنطقة»، مؤكداً «ان شعار الطائفية لم يخدم الحضور المسيحي»، مطمئناً «انه لا خطر عليهم ونحن نخاف على المسيحيين من بعض المسيحيين».
وسجل العلامة الخطيب عتبه على المثقفين العرب والمسلمين وعلى رجال الدين المسلمين والمسيحيين لانهم لم يكونوا على مستوى التحدي لمواجهة الثقافة الغربية المنحلّة التي تشكل خطراً وجودياً على البشرية.
ونوَّه الخطيب بالتقارب السعودي الايراني، داعياً الى ضم تركيا الى حلف عربي اسلامي لتشكيل استراتيجية عربية اسلامية مواجهة تواجه التحديات العالمية ضد منطقتنا.
كلام العلامة الخطيب جاء خلال الندوة الحوارية التي نظمها المركز الثقافي الاسلامي في بيروت بحضور الرئيس فؤاد السنيور، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ د. محمود الخطيب، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى الشيخ سامي عبد الخالق، النائبين فؤاد المخزومي وفيصل الصايغ، الوزير السابق خالد قباني، المفتي الشيخ عبد الامير شمس الدين، رئيس تحرير جريدة «اللواء» الاستاذ صلاح سلام، اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل مدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري العقيد حسنين القرصيفي، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي العقيد سليم ضاهر، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ زياد الصاحب، والسفراء عفيف ايوب، بسام النعماني، منصور عبد الله، رئيس جمعية متخرجي المقاصد المهندس مازن شربجي، عميد كلية الامام الاوزاعي القاضي الدكتور فوزي ادهم، رئيس اتحاد العائلات البيروتية السابق فوزي زيدان، رئيس جمعية تراث بيروت سهيل منيمنة، المحامي غالب محمصاني، والمحامي عمر زين، والاستاذ عبد الهادي محيسن والسيدة يسرى التنير مومنة، الدكتور امين فرشوخ، والمفتش العام في الأوقاف الإسلامية الشيخ الدكتور اسامة حداد ، والعميد فؤاد آغا، والعميد سليم ضاهر، والقنصل خالد الداعوق والدكتورة نجوى الجمّال، الدكتورة حنان الشعار، الموسيقار نبيل جعفر، ووفد من علماء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى رافق العلامة الخطيب ضم: الشيخين حسن شاهين ومحمد حجازي، د.غازي قانصو، وأمين سر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الزميل محمد رزق، ومعاون رئيس المجلس لشؤون العلاقات العامة علي الحاج، وحشد كبير من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والدينية.
السفير دمشقية
بداية النشيد الوطني، ثم القى رئيس المركز الثقافي الاسلامي السفير هشام دمشقية كلمة ترحيبية جاء فيها: كلنا يعرف المركز الثقافي الاسلامي وتاريخه. وقد اسس على قاعدة ثقافة الاسلام من خلال ندواته ومحاضراته ودوراته الثقافية في علوم الدين وحضارة الاسلام لا سيما وان المؤسسين والرؤساء السابقين للمركز آلو على انفسهم مع اخوانهم تعزيز مكانته ودوره في حياة الناس والمجتمع.
وقال: نحن مهمتنا ابراز الحضارة العربية والاسلامية وهي حضارة حوار وسلام وعلينا اثبات هذا الخيار الثقافي العميق الذي يقوم على العدل والخير والمحبة والتسامح والاخلاق. نعم يجب تعميم هذا الوعي بالاكثار من الاجتماعات والحلقات الدراسية والمحاضرات وتعليم اصول الدين الحنيف.
أضاف: “ان التمسك بالقيم الدينية وفي مقدمتها الرحمة والمحبة والسلام سينزع فتيل اي نزاعات تنشأ بين البشر ،وأن مواجهة الايدولوجيات المنحرفة تحتاج الى حروب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع صُنّاع القرار ووسائل الاعلام والاوساط الاكاديمية في مجال النشر والبحث من اجل تفنيد تلك الايدولوجيات وفضح افكارها الخاطئة عبر اتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين تفكيك تلك الادعاءات الكاذبة، فالحوار هو البديل الآمن لتجنب العنف والاقتتال، وهو القناة الآمنة للتعارف بين الامم والشعوب فهو يساعد على كشف الحقائق واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، كما انه ضرورة اجتماعية وضمانة تربوية لبناء مجتمع متماسك وقوي.
الشيخ بلال الملا
ثم قدم للمحاضرة الشيخ بلال الملا، فقال: “في غزة الليالي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة المحرم، ومن غير تدبير منا، شاء الله جل جلاله أن يصدح من قلب مدينة بيروت، صوت يلهج بالنداء إلى الله يقول لبيك اللهم وحدة وحواراً»، ليتماهى مع ما تصدح به قوافل الحجيج في بطحاء مكة لبيك اللهم توحيداً وإبراراً …
بارقة أمل مباركة، يسطع شعاعها في ضحى بيروت صبيحة هذا اليوم، جاء بها من أقصى المدينة، رجل من أعلام العلم والأخلاق والحوار والمبادرات وسط زمن مزدحم بالاصطفافات والانقسامات، تحمل في طياتها الكلمة السواء الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، تنفيذاً لأمره تبارك وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)َ
أضاف: “جاء للتو من مدينة الفيحاء طرابلس بعد مبادرة موفقة وغير مسبوقة يقوم بها أرفع مرجع ديني للطائفة الشيعية الكريمة، وحملت الكثير الكثير من المدلولات والمعاني العميقة في المكان والزمان والعنوان،وها هو اليوم يتوج هذه المبادرة بلقاء نخبة أبناء سيدة العواصم ولبنان في المركز الثقافي الإسلامي في بيروت ليحدثنا عن أهمية «الوحدة الإسلامية والوطنية والعربية لتعزيز العيش المشترك في لبنان» في زمن نرى فيه العرب والمسلمين يتوحدون حول قضاياهم وحول لبنان، فيما شرذمة غير قليلة من المسؤولين اللا مسؤولين اللبنانيين، يمعنون في المزيد من النكران وفي هدم العمران وامتهان كرامة الانسا”.
العلامة الخطيب
ثم القى العلامة الخطيب كلمة فقال: “إن الوضع العربي الإسلامي واللبناني مترابط بعضه يؤثر بالبعض الاخر، في الفترة المؤسفة الماضية التي برز فيها واضحا ان هناك مشكلة في العالم العربي والإسلامي هي مشكلة التطرف الفكري وإستخدام الطائفية في قضايا الصراع السياسي الداخلي سواء بين المكونات الداخلية او بين الدول واستخدام الموضوع الطائفي، وهو ينبىء بكل صراحة عن مسؤولية لنا كجهات دينية مسؤولة عن توعية المسلمين وكدول وجهات مثقفة ينبغي ان يكون لها دور ينبىء أن هناك تقصيرا كبيرا يتحمل الجهات الدينية والجهات المثقفة والفكرية وبغض النظر عن الدول ومصالحها، وانا قلت في اكثر من لقاء سابق مع بعض الاخوة الذين التقوا بي ان عتبي كبير على الطبقة المثقفة التي لم يبرز لها وجود مستقل وعمل بارز وانتاج مهم على صعيد الرأي العام، مع ان هذه الطبقة هي التي بيدها المراكز العلمية والثقافية والمدارس والجامعات وما شابه ذلك.
جيش المثقفين والحرب العسكرية
وقال: “يعني اكبر جيش اليوم في أي دولة من الدول وفي لبنان بالخصوص هو جيش المثقفين، وابدي أسفاً على نحن ما فعلنا كمراكز دينية في هذا المجال، فكلنا مسؤولون، لأن هناك أخطارا كبيرة ربما أسوأ مما مضى، والذي مضى يمهد الطريق لتأثير الافكار والثقافة المنحلة على واقعنا العربي والإسلامي واللبناني بصورة كبيرة، ونحن بخلافاتنا مهدنا الارضية لانتشار الثقافة الغربية المنحلة في مجتمعاتنا، وهي ثقافة تشكل خطراً استراتيجيا وجودياً على مجتمعاتنا، ونحن نأمل بأن نكون نحن الدواء لهذا العالم لأن مجتمعاتنا ما زالت تملك الذخيرة الكبيرة من اخلاق وأعراف وما زالت تشكل قوة احتياط كبيرة في مواجهة هذه الثقافة القائمة، نحن نملك سلاح الدين والأخلاق الذي ينبغي الا يُترك أمام صوت الفجور وهو الأقوى، لانه يدعم بكل الامكانيات المالية والمادية والاعلان والاعلام، ونحن في الطرف الاخر المقابل لا نبدي حراكا لمواجهة هذا الموضوع، يُرى ان موضوع الحريات في لبنان الذي اُعطي معنى خاطئا وسيؤدي ان لم نفعّل هذه الطاقات الموجودة وهذه الثقافة الاجتماعية والفكرية الموجودة في مجتمعنا لمواجهة هذا الحالة إلى اخطر من اي حرب عسكرية”.
الخطر الغربي الكبير
أضاف: “الندوات مهمة، وسماع الرأي الاخر مهم كذلك، ولكن المطلوب قيام مشروع ثقافي على مستوى الدراسات والنقاش وإعداد الأرضية لمواجهة هذا الخطر القادم من الغرب، انا اعتقد ان كل ما نحن فيه ما زلنا في وضع شبه آمن طالما هذا المشروع لم ينفذ بشكل قوي إلى مجتمعاتنا فاذا ما اتيح له ان يضع رجله على هذه الارض حينئذ الخطر كبير وكبير جدا، وهذا طبعا ليس خطرا خاصا بالمجتمع اللبناني وانما هو خطر عالمي وخطر على العالم العربي والاسلامي، ما زال كما ذكرت بثقافة اجتماعية محافظة، وإن كانت هذه الذخيرة الموجودة في نفوسنا في مجتمعنا تحتاج بالإضافة لهذا المخزون تحتاج الى وعي، لا ان نستخدم هذا الموضوع في هذه الطاقات في غير محلها في التدمير الذاتي الذي حصل في الفترة الماضية، ورأينا نتائجه على العالم العربي والاسلامي وإنشغلنا في حروب داخلية بين الدول وداخل الدول استخدمت فيها الطائفية والدين لمصالح ليس فيها صالح للعرب وللمسلمين ولا للسنة والشيعة”.
المسيحيون وحماية الأقليات
واستذكر العلامة الخطيب “الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي وقف في وجه الدعوة الشعار الذي رفع لحماية الاقليات في العالم العربي، وللأسف ان بعض اللبنانيين وقعوا في الفخ هو وكان بداية المشكلة الحقيقية التي يعاني منها العالم العربي والاسلامي وبالاخص لبنان، فموضوع الاقليات هو موضوع افرقاء وايجاد الارضية اللازمة لاستخدامه لتحقيق مصالح العالم الغربي، واستعمل هذا الشعار كان في ايام الخلافة العثمانية ليستطيع العالم الغربي والاستعماري ان يضع يده على هذه المنطقة، واستخدم الغرب شعار حماية الأقليات، ليدخل إليها انا قلت سابقا ليس هناك من أقليات، هناك مجتمع واحد متنوع ثقافيا متنوع دينيا، فالتاريخ الاسلامي يؤكد ان المسيحيين كانوا في عهد المدينة إلى عهد الخلفاء الراشدين إلى عهد الدولة الأموية الى عهد الدولة العباسية وحتى الى عهد الدولة التركية، كانوا وزراء ومستشارين وكانت لهم دلالة في رسم سياسات هذه الدول، ولم تنشأ هناك مشكلة اسلامية مسيحية على الاطلاق، فالمسيحيون ارتكبوا اخطاء كارثية مقصودة أُعطت صبغة غير صحيحة لا عن الاسلام ولا عن المسيحية، وهي غير صحيحة على الاطلاق، نشأت مشكلة بين المسلمين انفسهم على عهود مختلفة، وليس بين السنة والشيعة فقط وانما بين السنة انفسهم وبين الشيعة انفسهم، وبين المسيحيين انفسهم الذين وكانت نتيجة هذا الصراع ان المسيحيين الذين قدموا الى لبنان قدموا بسبب الخلافات التي حصلت في شمال سوريا ( بين الذين يقولون بالطبيعة البشرية والالهية للسيد المسيح) وحصل في ما بينهم اقتتال واتوا الى لبنان واستقروا فيه كسائر الموجودين، ونحن جميعا مسلمين ومسيحيين في هذا البلد لم يحصل اقتتال بين المسلمين والمسيحيين بهذا الشكل، والا لما كلن اليوم هناك مركز ثقافي وديني للمسيحيين في هذا الشرق، والمسيحيون موجودون حتى الآن في مراكز الدولة الاسلامية والحضارة الاسلامية في بغداد ودمشق وفلسطين ومصر ولبنان، وطبعا ليس هناك من بلد ليس فيه وجود للمسيحيين حتى في أقصى الفترات التي مرت على العالم الاسلامي والحروب الصليبية والتي اُحتمل ان يكون هناك ردات فعل من المسلمين اتجاه المسيحيين وغيرهم، ولكن لم يحصل شيء من ذلك”.
الذريعة الغربية
وقال: “من هنا استخدم موضوع حماية الاقليات كذريعة من اجل التدخل في المنطقة والاستغلال ما سمي بالاقليات للتفرقة بين شعوب المنطقة والدول الاسلامية،
نحن نرجو من إخواننا ومواطنينا المسيحيين ان يفكروا كثيرا في مقولة ان هناك اقلية مسيحية، أو ان هناك خوفا على المسيحيين، وما حصل في الماضي نعرف وكل اللبنانيين يعرفون ان ليس هناك حرب اسلامية مسيحية، ودار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، واي جهة إسلامية لم تصدر فتوى بقتال المسيحيين، وان الحرب لم تكن كفرا وايمانا، كانت يسار ويمين وصراع دولي، ولم يكن هناك مبررات اخرى فاذاَ ليس هناك من خوف على المسيحيين في المنطقة العربية والاسلامية والمسلمون حريصون على هنا اتكلم بلسان اخواننا في دار الفتوى والسنة والشيعة هم حريصون اكثر ربما من بعض المسيحيين على المسيحيين، ونحن نخاف على المسيحيين من بعض المسيحيين، ولا نخاف من المسيحيين”.
أضاف: ” لقد كرم الله بني آدم، ونحن الذين حولنا الاديان والطوائف إلى عشائر، ويفترض بالمراكز الدينية سواء اسلامية او مسيحية أن تدافع عن كل الناس وان يكون دورها المحافظة على الانسان في لبنان، اما في حقوق والواجبات فالاختلاف في الدين لا يغيّر من حقوق الناس فالمنتمي للمسيحية كذلك الحال للمسلم لهما حقوق وواجبات ولا يوجد امتياز لاحد دون الاخر، فالانتماء الديني لا يجعل للإنسان امتيازاً في الحقوق والواجبات وبالتالي لا يجوز ان نجعل من الطائفة عشيرة او قبيلة، الدين الذي يميز بين المواطنين بسبب طائفي ليس دينا، لبنان مجتمع متنوع طائفياَ ودينياً، والتمييز مبني على غير منطق ديني لا في النص المسيحي ولا في النص الإسلامي”.
ورأى “أن المشاكل التي نعيشها في العالم العربي والاسلامي هي مشاكل جهل وعن جهل ينشأ التطرف، وما عشناه بالامس من مشاكل في العالم العربي والإسلامي، هذا ناتج عن الجهل في فهم الدين، وانا حمّلت المراكز الدينية وحمّلت المفكرين والمثقفين في التواني عن القيام بواجبهم فيجب عليهم التوعية في المستوى الفكري، ونحمل المسؤولية للمفكرين والنخب والمثقفين، وعلينا أن نعي أن هناك مصالح لبعض الدول التي تحرك نقطة الضعف هذه ضدنا”.
حلف سعودي تركي إيراني
أضاف: “فيما خص الاتفاقية بين المملكة العربية السعودية وبين الجمهورية الايرانية، فإننا نشكر الله سبحانه وتعالى عليها لأنها خففت من الاحتقان في العالم العربي والاسلامي، خاصة بين العرب وبين السنة والشيعة، وقد استغل الخلاف السياسي ابشع استغلال، وذهبت ضحيته دماء بريئة وطاهرة من كلا الطرفين نتيجة الجهل والتعصب، وهذا يلقي بثقله علينا ونحن نتحمل المسؤولية امام الله عن هذه الدماء ، فكلنا مسؤولون عنها، ويجب ان نقوم بواجبنا الذي قصرنا به، الدول تتحمل المسؤولية، ونحن نتطلع الى ان يرتقي الاتفاق الايراني السعودي الى مستوى عال وان تدخل تركيا فيه، وان يكون هناك استراتيجية عربية اسلامية وان تكون المصالح الوطنية محكومة بسقف المصالح القومية والعربية الإسلامية، فهناك سقف عالي اسلامي حتى يلتزم كل طرف حده العرب والمسلمون في العالم الإسلامي اليوم الفاعلون فيه هم دول ثلاثة: السعودية وايران وتركيا، والطبقة المثقفة تستطيع ان نحرك العالم العربي ولاسلامي في هذا الاتجاه وان نعمل بما يمكن وربما يحتاج الى فرصة سانحة ويحتاج الى وقت وليس بالوقت القصير، يحتاج الى عمل والى جهد وان نعمل تسوية لمعالجة اصل المشكلة ونبحث عن ايجاد حل، واخاطب الدولتين السعودية والإيرانية بأن لا يعود الخلاف وان لا يتكرر ما حصل في العالم الإسلامي وان تنضم تركيا الى الاتفاق وان نخرج من كل الخلافات بين الدول الإسلامية، وموضوع التكفير يجب ان ينتهي بين المسلمين وان نتفق جميعاً على كل صوت يخرج لايقاع الفتنة بين المسلمين والوقوف موقف واضحا وصريحا، وان هذا لا يمثل الإسلام، للاسف الذي مضى أعطانا صورة بان الذي يحركنا هو المصالح”.
الخوف على المسيحيين من بعض المسيحيين
وقال: ” اتمنى على الصعيد اللبناني ان تنتهي كل المشاكل التي تتكرر وهي ناشئة عن موضوع الطائفي، وأنا تقدمت وقلت لإخواننا من بعض المسيحيين الذين يرون في موضوع الطائفة حفظا لهم، وسألتهم هل هذا النظام حفظ المسيحيين؟، انا اخاطب المسيحيين الاعزاء من باب أن شعار او ذريعة النظام الطائفي في لبنان تخدم حقوقهم، وأقول انها لم تخدم احدا بل هناك سلبيات كثيرة لها ولا توجد ايجابيات إلا ما ندر، ولكن نرى السلبيات اكثر من الايحابيات، وهي تضخ التعصب الطائفي وتفرق الطوائف فيما بينها، وتتنافس الطوائف على مراكز السلطة في البلد وتعطله، فاساس العلة في هذا النظام الطائفي، وواجب المثقفين تحملون المسؤولية لنشر الوعي”، متسائلاً “هل المشكلة طائفية في لبنان وان المسلمين في لبنان يشكلون خوف على المسيحيين؟ انا لا اعتقد ان المسيحية تشكل خطراً على المسلمين، ولكن هذا الخطاب الذي يبدو للاسف ان هناك مشاكل سياسية تعطى بعدا طائفياً، ونحن لا ندخل فيها وانا اقول بشكل واضح وصريح باننا لسنا جزءاً من هذا الصراع السياسي الذي يضر، المشكلة ان هذا النظام نظام طائفي، ولو كان مبنيا على اساس المواطنة والعدالة والانسان لكنا اجتزنا كل هذه المخاطر ولم نقع في الفخ، ولما كنا نعيدها ونكررها كل ١٥ سنة، وانا ارى الحل في الحوار، فنحن ضد العنف المسلح لاي سبب من الأسباب، نحن مع الحوار، يعني تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم”.
وفي الختام جرى حوار بين الحضور والمحاضر تحدث فيه الوزير السابق خالد قباني الذي قال: لا خيار لنا إلا الدولة ولا دولة إلا بتحقيق الوحدة الوطنية واعلاء شأن المواطن واقامة العدالة الاجتماعية بين جميع اللبنانيين، فنحن في خطر داهم ومحدق ولا سبيل لنا للخلاص الا بوحدتنا، فهناك عدو متربص يريد ضرب لبنان ويتربص به كل يوم، فإذا وعى اللبنانيون هذه المخاطر، عندها سنصل الى شاطئ الامان”.
كما كانت مداخلة للمفتي شمس الدين وللقاضي الدكتور فوزي ادهم.