المجلس القومي في “القومي” عقد اجتماعه السنوي في دار سعاده الثقافية والاجتماعية ـ ضهور الشوير وأطلق على الاجتماع اسم فلسطين
حردان: على الحكومة اللبنانية أن تبادر باتجاه الشام وسريعاً لمناقشة كل الملفات
وحذار من البقاء في ردهة الانتظار لأنّ ذلك ليس من مصلحة لبنان وأهله
لن نقبل بتحويل اللامركزية إلى شعارات تستبطن تقسيم لبنان
وجعله مجموعة فدراليات ومحميات وأخذه الى مربع الفوضى
*واجهت الشام على مدى 12 عاماً حرباً غير مسبوقة لإسقاط الدولة السورية، وإزاحتها من معادلة المنطقة، ولو سقطت دمشق لتهاوت كلّ قلاع المقاومة في بلادنا
*إطلاق اسم “فلسطين” على الاجتماع السنوي للمجلس القومي لأنها بالنسبة لنا جوهر قضيتنا وفي سبيلها قدّمنا التضحيات الجسام
*في مواجهة العدوان الصهيوني نمتلك كلّ عناصر القوة لمواصلة مسيرة المقاومة والجهاد وأبناء شعبنا في فلسطين أكدوا بصمودهم وإرادتهم أنّنا على طريق تحقيق الانتصار التاريخي الكبير
عقد المجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، اجتماعه السنوي، اليوم الأحد الواقع في 2023/5/14، في دار سعاده الثقافية والاجتماعية ـ ضهور الشوير، للاستماع إلى تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، وأطلق على الاجتماع اسم “فلسطين” انتصاراً لمقاومة شعبنا ودماء شهدائه.
افتتح الاجتماع رئيس المجلس القومي الأمين عاطف بزي، ثم تلا المواد الدستورية التي تنظم انعقاد الاجتماع ووظائفه.
ثم أعطيت الكلمة لرئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت فقدّم توطئة لتقرير المجلس الأعلى، قبل أن يتلو ناموس المجلس الأعلى الأمين سماح مهدي التقرير الذي تضمّن نشاطات المجلس الأعلى وتشريعاته، لا سيما تمديد ولاية مندوبي المجلس القومي لمدة سنة، انسجاماً مع مبادرات السلطة التنفيذية لتحقيق الوحدة.
بعدها قدّم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان تقريراً شاملاً عن عمل العمدات والنشاطات العامة التي أقامها الحزب خلال سنة. واستهلّ تقريره بإحاطة عامة لمجمل الأحداث والتطوّرات على صعيد أمتنا والعالم العربي والعالم مسجلاً مجموعة من المواقف.
رئيس الحزب الأمين أسعد حردان أكد أنّ إطلاق اسم “فلسطين” على الاجتماع السنوي للمجلس القومي لأنها بالنسبة لنا جوهر قضيتنا. وفي سبيلها قدّمنا التضحيات الجسام.
أضاف: أنّ العدوان الصهيوني الأخير، والاغتيالات التي نفذها عدونا الوجودي بحقّ قادة مقاومين في فصائل المقاومة، وبحقّ الأطفال والمدنيين، كلها تشير إلى أننا نواجه عدواً إرهابياً عنصرياً متغطرساً، وأننا في هذه المواجهة نمتلك كلّ عناصر القوة التي تمكننا من مواصلة مسيرة المقاومة والجهاد. ولقد أكد أبناء شعبنا في فلسطين بصمودهم وإرادتهم أنّنا على طريق تحقيق الانتصار التاريخي الكبير.
رئيس الحزب رأى في كلمته، أنّ الحرب الإرهابية الكونية التي استهدفت الشام على مدى 12 عاماً، هي حرب غير مسبوقة. فالمشاركون في هذه الحرب لم يكتفوا باستخدام الأسلحة العسكرية، بل وضعوا كل قدراتهم المالية والسياسية والإعلامية لإسقاط الدولة السورية، وإزاحتها من معادلة المنطقة، لأنهم يعتقدون، واعتقادهم صحيح، بأنه حين تسقط دمشق، تتهاوى كلّ قلاع المقاومة، وتصبح بلادنا كلها تحت السيطرة والهيمنة الصهيونية ـ الغربية.
وقال حردان: منذ بدء الحرب على الشام، انفضّ عنها كثيرون، وبعضهم، لولا دمشق لم تكن له حيثيات سياسية. وصار كثيرون يتسابقون للاشتراك في الحرب عليها عبر دعم الإرهاب والدعوة لكي يحكم الإخوان. وأخذوا يضربون المواعيد بالأيام والأسابيع لسقوط قلعة المقاومة وحصنها المنيع. غير أنّ حسابات هؤلاء ورهاناتهم هي التي سقطت بالضربة السورية القاضية التي استمدّت عزمها وقوتها من إرادة السوريين وصمودهم وثباتهم، ومن شجاعة وحكمة الرئيس بشار الأسد، ومن بسالة جيش تشرين وتضحياته.
أضاف حردان: بإيمان يزول الكون ولا يزول، وبإرادة صلبة تقاوم وتواجه، كنا واثقين من حتمية الانتصار على كلّ قوى الشر والإرهاب ورعاتهم وداعميهم. ثقة عبّرنا عنها بالمواقف والأفعال، مواقف وضعتنا في دائرة الاستهداف، ومفاعيلها لا تزال مستمرّة. وأفعال قدّمنا من خلالها التضحيات والشهداء، فتحية لشهدائنا طليعة انتصاراتنا الكبرى، والتحية لشهداء الجيش السوري البطل، ولكلّ شهداء القوى الحليفة والصديقة، وهم جميعاً شركاء في صناعة الانتصار.
وقال حردان: نعم سورية انتصرت، ومعها انتصرت كلّ قوى المقاومة، ولهذا الانتصار انعكاسات في السياسة. واليوم نشهد تبدّلاً في مواقف بعض الدول العربية، واتجاهاً واضحاً لإعادة صياغة العلاقات مع سورية، وهناك خطوات اتخذت في هذا السياق وعلى أكثر من صعيد. وهذا تطوّر إيجابي لمصلحة العالم العربي وشعوبه. لكننا نسأل أين لبنان الرسميّ من كلّ هذا المشهد، ولماذا يُصرّ لبنان على البقاء في الصفوف الأخيرة ينتظر الإملاء والإشارة من هذه الدولة أو تلك، عما يجب أن يفعله؟
وتابع قائلاً: لبنان كان ولا يزال في الصفوف الأماميّة، مقاوماً ضدّ العدو الصهيوني. ويجب أن يكون دائماً في الصفوف الأمامية وصاحب قرار. ولذلك نكرّر اليوم ما أكدنا عليه في 30 نيسان الماضي خلال حفل افتتاح دورة الاستشهادية سناء محيدلي للإعداد الإعلامي، بأنّ حكومة تصريف الأعمال في لبنان مطالبة بأن تشكل وفداً سياسياً رسمياً يذهب إلى دمشق ويناقش كلّ الملفات ومنها ملف النازحين من أبناء شعبنا. وأن تكون الأولوية لتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين لبنان والشام، وهي اتفاقيات كلها تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين.
وأردف قائلاً: على الحكومة اللبنانية أن تبادر باتجاه الشام وسريعاً، وحذار من البقاء في ردهة الانتظار، لأنّ ذلك ليس من مصلحة لبنان وأهله. لافتاً إلى أنّ استهداف بلادنا مستمرّ بحصار دمشق وبيروت، لكن معركتنا متواصلة في مواجهة كلّ محاولات التفتيت والهيمنة.
وتحدّث حردان عن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، منبّهاً إلى خطورة انعكاسه على الأمن الاجتماعي. وقال: المشكلة التي يواجهها لبنان لم يعُدّ حلها يقتصر على اعتماد سياسات اقتصادية مجدية، بل المطلوب أن تتشكل إرادة إنقاذية صادقة، تتجسّد بتطبيق الدستور وتفعيل عمل المؤسسات وانتظامها، وإنجاز الاستحقاقات، وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية، يحمل من المواصفات الوطنية ما يجعله محلّ ثقة اللبنانيين بائتمانه على الدستور والتزام تطبيقه.
وختم حردان مشيراً إلى أنّ اللامركزية الإدارية التي نص عليها الدستور ارتبطت بتحقيق الإنماء المتوازن، وبقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى القاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي، وبتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، وهذا ما نأمل الوصول اليه، لكن أن يذهب البعض إلى تحويل اللامركزية إلى شعارات تستبطن تقسيم البلد وتحويله الى مجموعة فدراليات ومحميات وأخذه الى مربع الفوضى، فهذا ما لا نقبل به، فنحن ناضلنا من أجل وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، ومعنيون بأن نصون وحدة البلد في مواجهة كل مشاريع الفدرلة والتقسيم.