حزب سبعة: أيها المواطنون لا تنجرّوا وراء أحد
اصدر حزب سبعة بيانا يحذّر فيه المواطنين جاء فيه:
فصل أسود من فصول الدمار الشامل شهده النظام القضائي يتدحرج بعد تفخيخه من الداخل. إن هذا التدمير الممنهج لكافة المؤسسات ينذر بأخطار كبيرة أبعد من جريمة انفجار المرفأ وصولاً إلى تفجير الوضع الأمني ككل، والقضاء على ما تبقى من مقومات الجمهورية السليمة.
في ظلّ هذا الوضع الخطير، يهم حزب سبعة أن يشدّد على وجوب الوعي والحس بالمسؤولية لدى كلّ المواطنين وعدم الإنجرار إلى الفتنة الداخلية والإفلات الأمني، والامتناع عن السقوط في فخّ المشاركة في الصراعات التقليّدية للمحاور المعروفة. ونحن في حزب سبعة نعتبر بكلّ وضوح أن عدد كبير من كبار القضاة اليوم هم أتباع لأحزاب السلطة التي عملت على تعيينهم في مراكز حسّاسة، وهو ما ينطبق أيضاً على كبار المسؤولين الأمنيّين. بحيث أصبحت كل الملفّات القضائية مادة للاستخدام السياسي الرخيص. فتُفتح الملفّات والقضايا وتُغلق غبّ الطلب كأوراق ضغط سياسي في أبشع ما وصلت إليه سلطة مجرمة دمّرت لبنان.
نطلق اليوم ناقوس الخطر مجدّداً، وننبّه المواطنين من مخاطر الإنجرار الى الفتنة والفوضى المدبّرة للبنان في ظلّ لعبة أجهزة وسفارات قذرة. فلا معارضة فعليّة في لبنان. ولا أحد يمتلك أكثريّة نيابيّة. وكافة القوى التي دمّرت وطناً بكامله نعتبرها اليوم هي الموالاة، وهي السلطة المجرمة. بغض النظر عن انقساماتها في تموضعات إقليمية و”سفارتية” مختلفة.
اليوم لا تنفع التحرّكات الفولكلورية المطلبيّة أمام أي جهة، لأن كل الجهات مدمّرة فارغة وليس هناك من يكترث للوطن ولا هناك من يعتبر أنه مؤتمن على السلطة أصلاً، لا القضائية ولا التنفيذيّة. وضوح الرؤية مهمّ، والوجهة الوحيدة لأي ضغط أو تحرّك يجب أن تكون المجلس النيابي. لا بلّ النوّاب أنفسهم. فاليوم لا أحد يمتلك أكثريّة واضحة قادرة على تشكيل سلطة تنفيذية جديدة. ولذا أعذار الطرفين غير مجدية وكاذبة وتقع في خانة الخيانة تجاه الوطن. ومسؤولية الانهيار تقع اليوم على كل النوّاب دون استثناء. لا تنفع الخطابات والمزايدات الشعبوية والمغامرات السفارتيّة الوهميّة. فليتفضّلوا الآن ويجلسوا سويّا وليتّفقوا “غصباً عنهم” على رئيس جديد وليشكّلوا حكومة جديدة تعالج المشاكل بالحد الأدنى وتنهي التعيينات المطلوبة وليقرّ النوّاب قانون استقلالية القضاء.
إنّ أي تأخير من قبل أي طرف في القيام بالخطوات المذكورة يُعتبر خيانة عظمى ضمن مخطّط مريب يأخذ لبنان إلى فوضى كارثيّة قد تنهي وطنناً. وفي هذا الإطار لا نقبل اليوم بأي كلام عن تغيير للصيغة اللبنانية ولا الدستور ولا كلام كبير عن صدامات فتنويّة في ظلّ العاصفة التي نمرّ بها. إذا كان لا بد من تغيير فعلي جذري في لبنان، فلن يحصل سوى عبر انتخابات نيابيّة يقرّر خلالها الشعب بالتخلّص من هذه العصابة الحاكمة. إلى ذلك الحين، نعم، سوف يضطرّ المواطن للتعامل مع قرارات من انتخبهم وسوف يمرّ بمصاعب كبيرة حذّرنا منها مراراً وتكراراً. الآن الوجهة هي المجلس النيابي والنوّاب مجتمعين كلّن يعني كلّن، من أجل الضغط للحصول على الحد الأدنى. وبعدها نعمل على تنظيم صفوفنا للتغيير الفعلي.
والله حامي الوطن.