بو عاصي: بكركي منارة لا متراساً ونرفض الحوار وفق “مجلس قبلي”
أكّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “ما يحصل في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية هو جريمة موصوفة وما هو مقزّز وغير مقبول واكثر من معيب أن من ينفّذ الاغتيال أي من يضع الأوراق الساخرة يضحك وغير مهتم، كما ان هذا المنفذ كان قد انتخب ديمقراطياً ولا يحق له كسر روح الديمقراطية لا بل من واجبه تأمين النصاب وانتخاب الاسم الذي يريده”.
وخلال برنامج “بلا رحمة” عبر “لبنان الحر”، إعتبر أن “من يقتنع ان “القوات اللبنانية” تعطّل الاستحقاق الرئاسي من خلال تمسّكها بترشيح النائب ميشال معوض لديه منطق أعوج، عبثي ولا يستقيم”، مضيفاً: “عندما يكون لدينا مرشح، ولو لديه 10 أصوات، ونحترم الالية الديمقراطية لا يمكن ان نوضع في الكفة نفسها مع من يعطل، لذا سنبقى متشبّثين في موقفنا ورافضين كسر الثقافة والممارسة الديمقراطية والاستسلام لمن يأخذنا رهينة.
نرفض الحوار وفق “مجلس قبلي” لانتاج رئيس جديد
بما يتعلق بموضوع الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، شدّد بو عاصي على أن “القوات لم تبدّل موقفها من هذا الحوار استناداً الى قناعات عدة تتلخص أولاَ باحترام الثقافة الديمقراطية التي تميّز بها لبنان منذ نشأته الى اليوم وثانياً بالممارسة الديمقراطية، لأنه في غياب الثقافة الديمقراطية تغيب الممارسة السليمة”.
تابع: “لا يمكن تخطي هذا الاحترام للدخول الى “مجلس قبلي” لانتاج رئيس جديد للجمهورية، في حين هناك آليات دستورية يجب ان تحترم لانتخاب رئيس الجمهورية. فإنتخابه يتطلب شروطاً أساسية بدءاً من أن يكون هناك مرشحاً، أن يتأمن له النصاب و الـ Lobbying ويحصد أقّله 65 صوتاً. فاذا دعا بري الى جلسات مفتوحة وتبنى الطرف الآخر مرشحاً جدياً وأمّن النصاب متعهّداً بعدم تطييره كما يفعل اليوم بشكل خطير ومعيب، واذا شهدنا بين الجلسات حواراً وتفاعلاً بين المكونات لمحاولة الوصول الى 65 نائباً نكون عندها مع المشاركة”.
في المقابل، رفض بو عاصي إعتبار أن الآليات الدستورية لن تنتج رئيساً انطلاقاً من منطقين قاتلين وهما: أخذ الرهائن والإغتيال، موضحاً: “اليوم الرهينة بيد من يعطّل – أي “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة “امل” – هي الدستور وموقع رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، اما الاغتيال فهو للثقافة الديمقراطية في لبنان ولموقع الرئاسة تحت أي حجة كانت. هذا أمر خطير جداً على مستوى استمرار مساحة الحرية في لبنان والروح الديمقراطية التي ميّزته ونحن حريصون عليها. بالتالي نحن رسمنا في أي إطار نقبل ان يكون في الجلسة مساحة حوارية وهو باختصار عندما تكون جلسات انتخاب رئيس مفتوحة”.
لا أحد بإمكانه الضغط علينا كقوات
كرّر بو عاصي رفض “القوات وصول فرنجية وباسيل الى بعبدا لأنهما ضد قناعتها السياسية والوطنية، مضيفاً: “لن نصوت لهما ولو توافقت الدول على ذلك وتأثير الخارج على الملف الرئاسي قليل جداً. من ينتظر راعٍ خارجي للملف الرئاسي “رح يضل ناطر” لأنه يجب أن نقرر مصيرنا بنفسنا. ليتفضلوا جماعة 8 آذار ويؤمنوا النصاب وليصوتوا لمرشحهم”. كما كشف أنه يصعب التواصل مع مجموعة التغييريين وكتلة الاعتدال، لكنه إعتبر أن جلسات انتخاب متتالية تسهّل التفاهم”.
تابع: “الهدف هو مصلحة البلد والناس ونحن مجرّد وسيلة. مرشحنا النائب ميشال معوض وجمعنا له 45 صوتا ولكن اذا اقتضت المصلحة الوطنية العليا الذهاب الى اسم آخر سيادي، إصلاحي وجدي يستطيع جمع أصواتٍ إضافية فعندها سنصوت له بعد التشاور مع معوض”.
عن موقف “القوات” من إنتخاب قائد الجيش، أجاب: “نكرر دائما ان Profile الرئيس بالنسبة لنا سياسي مدني اما اذا توصلنا ان الحظوظ الفعلية هي لقائد الجيش، فلن نعرقل ذلك وسنقبل باسمه ونحترم ذلك. ولكن الخيار الأول لشخص سياسي مدني وليس لعسكري”.
أما عما يحكى عن ضغط من عين التينة على معراب للتصويت لفرنجية، فنفى ذلك قائلاً: “لم تطرح في التكتل أي مساعٍ من بري للضغط على القوات اللبنانية لانتخاب سليمان فرنجية، مع العلم ان لا أحد يمكنه ان يضغط علينا كقوات وتاريخنا يشهد على ذلك وانتخاب فرنجية من قبلنا امر غير وارد”.
ورداً على سؤال، أجاب: “لا ننتظر الموقف السعودي بملف الرئاسة ونحن نعتز بصداقتنا مع المملكة ومع كل الدول الخليجية والغربية ونتحاور مع السعودية بكل شفافية ولكن في كل ما يخص لبنان نحن من يقرّر ولا أحد يؤثر علينا. تمويلنا ليس من السعودية ولسنا مرتبطين بإيديولوجية كـ”الحزب” فلا تجوز مقارنتنا به”.
إتهام “القوات” بالتماهي مع بري منطق عوني باسيلي بامتياز
بو عاصي إعتبر أننا “نشهد في لبنان نوعاً من متلازمة ستوكهولم “Syndrome de Stockholm” أي عند تعاطف المحتجز أو الضحية مع خاطفيه، مؤكداً ان “هذا الامر منطق عبثي، فالمشكلة بمن يعطّل النصاب وليس عند من رشّح شخصا جدياً”.
تابع: “انهم يدعوننا للذهاب إلى الحوار، كما في كل مرة، بسبب تعطل الآليات الديمقراطية في الوقت الذي يأتي تعطيل النصاب كسبب ونتيجة لتعطيل هذه الآليات. فهل إذا قبلنا بالحوار تنتفي أسباب التعطيل؟ الحوارات السابقة خير دليل من اتفاق الطائف الى اتفاق الدوحة وأخيراً إتفاق معراب. جرّبنا الحوار 3 مرات منها “اتفاق الدوحة” وتحفظنا عليه، وهو كان قد حصل عقب 7 أيار ولم ينتج عنه شيء لا بل “خزّقوا”. كذلك حوار العام 2006 حول الاستراتيجية الدفاعية انتهت مفاعيله بحرب تموز. وهنا استعيد عبارة من الانجيل المقدس تقول:”لا تخافوا ممن يقتل الجسد بل ممن يقتل الروح”.
رداً على سؤال، أكد بو عاصي أن “اتهام “القوات اللبنانية” بالتماهي مع الرئيس نبيه بري منطق عوني باسيلي بامتياز، مضيفاً: “يقيّمون الشخص وفق مدى اطلاقه الشتائم باتجاه الآخرين، ولكن نحن لدينا أخلاقياتنا وأدبياتنا ونقيّم الناس بناء على ثوابتها السياسية فقط. اذا كان باسيل يعيّب علينا اننا لا نهاجم بري دائماً، فليطلب من حليفه القيام بذلك وهنا نسأله: لماذا تترشح مع حركة “أمل” على اللائحة نفسها في مختلف المناطق؟ في الحقيقة، لا أحد يمون علينا بشيء و”ما عنا شي ضد حدا بالشخصي بس بالسياسة ما عنا صاحب إلا المصلحة الوطنية العليا التي انتخبنا لاجلها”.
الدعوة للقاء مسيحي لخلق مساحات “إلهائية”
رداً على سؤال عن تعليقه على المواقف التي أطلقها باسيل من الصرح البطريركي، أجاب بو عاصي: “بكركي منارة وليست متراساً، وبالتالي ليس كل من يرى انه بات معزولاً يتوجه الى بكركي لطلب النجدة. باسيل زار بكركي لـ”يقنّص”، فيما هي منارة لترشد نحو الاتجاه الصحيح في العواصف. إنني غير معني بالمصادر التي تنسب الى بكركي بل ما يعنيني مصدرين واضحين كلام البطريرك الراعي وعظاته وبيانات مجلس المطارنة الموارنة فقط”.
تابع: “ثقافة بكركي العميقة لا تتغير وهي الدفاع عن الثوابت والحرية والسيادة والتعددية والديمقراطية، والبطريرك الراعي في تصاريحه يدعو الى احترام الدستور وعدم التعطيل وتوجه باللوم الى “جماعة الورقة البيضاء” أي “التيار” و”حزب الله” وحركة “امل”.
أما عن تكرار باسيل الدعوة لعقد لقاء حواري مسيحي، أوضح: “من يريد تعطيل الآليات الدستورية يخلق مساحات “إلهائية” بدل التركيز على الأزمة. إذا كان التيار الوطني الحر فعلاً حريصاً على موقع الرئاسة، فليرشح اسماً ويسعى لتأمين النصاب وايصاله عوض تعطيله نصاب الجلسات وإستغلال اجتماع مجلس الوزراء لإثارة مسألة “حقوق المسيحيين”.
باسيل “مبوّز” على “الحزب” ويرضى “لما بيقبض حقها”
أكد بو عاصي أن التشابه بالمواقف مع “التيار الوطني الحر” حول جلسة مجلس الوزراء كانت مجرد صدفة، مضيفاً: “كنا ضد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة ولكننا لم نستغل طائفتنا ولم نتمترس خلف بكركي لغايات معينة ومسائل شعبوية. نحن حريصون على موقع الرئاسة لأن عليه ان يعكس قيمنا وان يكون الضمانة لنا”.
تابع: “التلاقي في المواقف مع “التيار” قمنا به عام 2016 من خلال “اتفاق معراب” وفرحت غالبية الناس به ولكنها عادت والقت باللوم علينا بسببه، بالتالي أي منطق يسمح لنا بإعادة هذه التجربة مع باسيل. إذا جدّدنا الثقة بباسيل يعني إما اننا “بسطاء” أو إننا نسعى لصفقة معينة”.
كما أشار بو عاصي الى ان “جبران باسيل “مبوّز” على “حزب الله “و “لما بيقبض حقها” سيرضى من جديد، موضحاً أن “التيار” يحتاج الى “الحزب” والعكس صحيح. أضاف: “للأسف هجوم “التيار” على “الحزب” اليوم ليس بسبب سلاح “حزب الله” غير الشرعي أو إمتلاكه دويلة ضمن الدولة وإستغلاله الحدود السائبة للتهريب وعزله لبنان عن محيطه. في الواقع حصل التوتر بينهما بسبب اختيار “الحزب” فرنجية لرئاسة الجمهورية وجلسة مجلس الوزراء الاخيرة كانت حجّة لإيصال رسالة من الحزب”.
دعوة جعجع لانعقاد الحكومة بسبب تهديد المصلحة الوطنية العليا
كرّر بو عاصي أن “القاعدة ان حكومة تصريف الاعمال لا تجتمع ولكن الاستثناء انها تجتمع عند الضرورة. جدول الاعمال الفضفاض يعدّ خطأ كبيراً وكان يمكن ان تعالج البنود المهمة كملف الادوية بمراسيم جوالة”.
ورداً على سؤال عن دعوة رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الحكومة للانعقاد، أوضح أن “هذه الدعوة أتت بناء على معلومات حول دخول أسلحة إيرانية عبر مطار بيروت. هذا الموضوع يهدّد المصلحة الوطنية العليا، ما يتطلب اجتماعاً للحكومة واتخاذ التدابير اللازمة والضرورية لذا دعا جعجع الحكومة للانعقاد”.