ندوة حول “الذكاء الاصطناعي في الإعلام” في جامعة العلوم والآداب اللبنانية (USAL)
نظّمت جامعة العلوم والآداب الّلبنانية USAL ندوة حوارية بعنوان “الذكاء الاصطناعي في الإعلام” شارك فيها كل من رئيس لجنة الخبراء الفنيين والرقميين في شبكة التحول الرقمي في لبنان الدكتور جمال مسلماني، والباحث في الإعلام الرقمي والمحاضر في مواد الإعلام الالكتروني في الجامعة الأستاذ علي أحمد، والمحاضر في مقرر التحقيق الاستقصائي والنشرة الإخبارية في الجامعة الدكتور ضياء أبو طعام، وذلك بحضور طلاب وأساتذة وإداريين ومهتمين.
بداية، رحبت مساعدة رئيس قسم الإعلام في الجامعة الأستاذة منى زعرور بالحضور، وتحدثت عن أهمية الندوات ضمن أنشطة الجامعة، قائلة: ” لطالما حرصت الجامعة من خلال الندوات والنشاطات وورش العمل على إثراء ثقافة الطلاب بمعرفة متنوعة خارج إطار المناهج لاستيعاب كل جديد و تقريب المسافة في المجالات المعرفية المختلفة”.
بعد ذلك ناقش المحاضرون “تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإعلام، ومسارات استخدام هذه التكنولوجيا، وأفق هذا الحقل المعرفي وتأثيراته المستقبلية على حياة البشر وأعمالهم”
وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور مسلماني أنه في ظل التحديات التكنولوجية المتسارعة بات السؤال الأهم المطروح حالياً حول الرقمنة :” هل نستطيع أن نرقمن الإنسان أم هل علينا نؤنسن الرقمنة”.
وأوضح مسلماني أنه “على الرغم من وجود الفجوات الاقتصادية والصناعية بين دول العالم، إلا أنّ الفجوة التكنولوجية آخذة في التقلص مع انفتاح العالم على بعضه في ظل العولمة، حيث باتت الشركات العربية الناشئة تشارك في أهم المعارض التكنولوجية العالمية، كما لمع نجم العديد من الشباب العرب في حقول ابتكار الصناعات التكنولوجية وباتوا من أهم المنافسين العالميين”.
من جهته، اعتبر الباحث علي أحمد “أن الذكاء الاصطناعي سيلغي مهن عديدة لكنه سيخلق مهن متعددة أيضاً”، داعياً الإعلاميين “لعدم الخوف من التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي لأن مهنة الإعلام والتقنيات المستخدمة فيها في تطور مستمر منذ زمن، إنما المطلوب صناعة إعلامي محترف يتسلح بمهارات معرفية عالية لا يمكن للذكاء الاصطناعي الحلول مكانها “.
وشدد أحمد على أن ” التحول الرقمي والاتجاه لاستخدام الذكاء الاصطناعي باتا لزاماً على جميع المؤسسات الإعلامية”، معتبراً “أن الموضوع ليس في القدرة على إنتاج الكم الكبير من المواد الإعلامية بقياس زمني بما لا يمكن منافسته إنسانياً، وإنما بقدرة هذه التكنولوجيا على تقسيم الجماهير إلى شرائح واستهداف كل شريحة على حدى وفق ما ترغب فكرياً ونفسياً، وبأشكال خبرية مختلفة في وقت واحد “.
بدوره الدكتور أبو طعام رأى أن “الإعلام ليس إنتاجاً فحسب، وإنما رسالة وهوية”، مشيرا إلى “أن الغرب ُيصنّع التقنية ويطرحها في السوق مع منظومة فكرية متكاملة، ويفرضها على المستخدمين”، مضيفاً أن “استخدام التقنية دون وعي سيحوّل الإنسان من منتِج إلى مُنتج”.
في ختام الندوة كان العديد من الأسئلة التي طرحها الطلاب والحضورعلى المحاضرين وتركزت على المخاطر التي ستنجم عن التطورات التكنولوجية المتسارعة والآليات والطرق لاستيعابها والحد من مشكلاتها في ظل الأزمات التي تعصف بالوطن.