وزير الثقافة كرم الرياضيين الثلاثة الرافضين للتطبيع: ثلاثيَّةُ مجدٍ لبنانيٍّ سيحفرهُ تاريخُ الأجيال الحاضرة والآتية مناراتٍ من كرامةٍ وعز وإباءِ
أكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن “شربل وناديا ويوسف مؤهلون للصول إلى قمم المجد والريادة في فنونهم، هم ثلاثية مجد لبنان، ثلَّة مخلصة من أبنائنا، مؤمنة بأرضها وثقافتها وهويَّتها وتراثها وحضارتها ووطنها وأرضها وسمائها وبحرها وبرَّها لتقول لا في زمنِ رضوخ ( النَّعم) للتطبيع”.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال تكريمه كلًا من شربل جوزيف بو ضاهر، ناديا قاسم فواز ويوسف وسام عبود في المكتبة الوطنية ل”مواقفهم البطولية في رفض التطبيع مع العدو الاسرائيلي”، بحضور ارشمندريت بيروت ارسانيوس حنونيك، الاب نقولا التوم، مسؤول اللجنة الثقافية في بلدية شحيم محمد امين شحادة، وحشد من الفاعليات والشخصيات السياسية والثقافية.
واستهل وزير الثقافة كلمته منوها ب”المكرمين ودور الأهل في التربية الوطنية، وقال: “هذا زمنٌ يتعملقُ فيه لبنان الوطن الرِّسالة … لبنان الأبناء الأباة من مثل شربل أبو ضاهر، ناديا قاسم فوَّاز، يوسف وسام عبُّود، أبناء المنتديات الشبابيَّة والفنيَّة والرياضيَّة في مختلف فنون الرياضات. أبناء الأهل المُثل الذين غرسوا في نفوس ِ أبنائهم قيم الحق والعدل والخير والجمال، ومنظومة المواطنيَّة السامية الرَّفيعة العزيزة الأبيَّة، فكان الأهلُ خيرَ ولاَّدين لثلَّةٍ من أبنائنا الكبار الكبار في نفوسهم ووطنيَّتهم ومواطنيتهم وثقافتهم وانتمائهم إلى هذه الأرض وهذه السَّماء”.
أضاف: “شربل أبو ضاهر وناديا قاسم فوَّاز ويوسف عبُّود ثلاثيَّةُ مجدٍ لبنانيٍّ سيحفرهُ تاريخُ الأجيال الحاضرة والآتية مناراتٍ من كرامةٍ من إباءِ من عزٍّ من فخَارٍ من نورٍ يأبى أن يرضخَ لزمنِ الإنبطاحِ حتى الإنسحاق أمام عـدوِّ الإنسانِ والإنسانيَّة ِ إسرائيل ويرفض أن يدخل في أنفاقِ ظلامِها وظلمها”.
وتابع: “إننَّا اليوم، وفي الزَّمن الذي تحاصرنا فيه كل ظلمات الحقد الإنساني والثقافي والمعرفي والإقتصادي والاجتماعي لتُسقِطَ منظومة القيم في نفوس شبابنا وشابَّاتنا من الرياضيين والمثقفين والشعراء والأدباء والفنَّانين والإعلاميين بهدفِ الإقرارِ بالأمر الواقع الذي يفرضه قطار التطبيع والقبول بعدوِّ القيم والإنسانيَّة العدو الصهيوني. في هذا الزَّمن تنبري ثلَّة مخلصة من أبنائنا، وهي ثُلَّةٌ مؤمنةٌ بأرضها وثقافتها وهويَّتها وتراثها وحضارتها ووطنها وأرضها وسمائها وبحرها وبرَّها لتقول لا في زمنِ رضوخ ( النَّعم).”
وأردف المرتضى: “لا للمصافحة، ففي المصافحةِ اعترافٌ بالعدو، ولا للمواجهة في المنتديات الرياضيَّة ولا للوقوفِ على أيَّةِ منصَّةِ تتويجٍ فيها لأنَّ في هذه المواجهةِ وفي ذلك التتويج إقرارٌ به. ابطالنا شربل وناديا ويوسف مؤهلون للصول إلى قمم المجد والريادة في فنونهم الرياضية، وقد تسنَّموا المراتب العليا ووصلوا الى التصفيات النهائية التي كانت ستتوجهم أبطالا رياضيين أمام العالم، لكنَّهم رفضوا بإباء أن يعطوا الإسرائيلي ما يسعى اليه وهو الاعتراف به أمام الملأ رفضوا لأن ذلك سيفقِدهم أعظمّ حبٍّ غرسته يدُ الله في قلوبهم ونفوسهم ألا وهو حبُّ الوطن.. أليس حبُّ الوطن من الإيمان؟ فكيف إذا كان الوطن لبنان؟ لبنان الحضارة والشهادة والإباء والكرامة والتَّحرير والتَّحرُّر”.
وقال: “لبنان الذي صاغهُ عمالقته في كل الفنون حيث مشارق الأرضِ ومغاربُها كما يصوغهُ اليوم شبابه الواعد من أمثال شربل جوزيف أبو ضاهر وناديا قاسم فوَّاز ويوسف وسام عبود”.
وذكر المرتضى ما سبق واعلنه عن موقفه من التطبيع، وقال: “أقف أمامكم بصفتي وزيراً للثقافة في الجمهورية اللبنانية لأجدد موقفا سبق أن أعلنته في أكثر من مناسبة : أنا أدعو إلى التطبيع بل أقطع جزماً ويقيناً أنّه لا مناص من التطبيع.”
وسأل وزير الثقافة: “لكن ما هو هذا التطبيع الذي أدعو اليه؟”
الجواب: “إن التطبيع لغة هو جعلُ الأمرِ موافقًاً للطبيعة. أمّا الإحتلال الاسرائيلي فهو مخالفٌ للطبيعة مناقضٌ للقيم الإنسانية ومجافٍ للشرائع الدولية والحقوق الوطنية والقومية. لذلك، فإنّ التطبيعَ الحقيقيَّ، الذي أدعو اليه، والذي أرى أنه لا محيد عنه، يكونُ بإعادة الأمور إلى طبيعتِها، أي بإجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فلا والف لا للتسليم بالإحتلال أو لتسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية معه.”
وتوجه الى المكرمين بالقول: “إنَّه لمن عظيم سروري أن نكون في هذا الصرح الثقافي الوطني مكرِّمين لكم أيها الأبطال الثلاثة، واعدين بأن نحملَ في وزارة الثقافة وكل لبنان ثقافة نفوسكم الأبية وعقولكم الخلَّاقة ومواقفكم التي ستحيا في نفوسِ كلِّ وطنيٍّ أبيٍّ عزيزٍ وستبقى أيقوناتٍ من نورٍ وإباء للإنسان كل الإنسان. شتم عاش لبنان”.
ومنح المرتضى الى كل من المكرمين شهادة، تقديرا للموقف المشرف والبطولي الرافض للتطبيع ودرعًا عربون احترام.