الشيخ الدكتور القطان ليس الفساد مقتصر على السياسيين
أسف الشيخ الدكتور أحمد القطان رئيس جمعية “قولنا والعمل” في خطبة الجمعة من بلدة برالياس البقاعية للأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة قائلاً: “كلنا يرى الأوضاع والأحوال في لبنان تزداد سوءً خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء والمدارس والجامعات، ونحن نعلم أنَّ كثيراً من الناس في بقاعنا لن يستطيعوا أن يؤمنوا مادة المازوت للتدفئة أو حتى الحطب ربما،وكل هذا يجعل الواحد منَّا يقف حيراناً، ونحن لا نجد أحداً من الساسة يريد أن يصغي إلى أصواتنا، أو أن يستجيب لمطالبنا، أو أن يقف إلى جانب هذا الشعب المظلوم”
وأضاف الشيخ الدكتور القطان قائلاً:” البارحة وخلال زيارتي لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون نقلت هذه الصورة المأساوية وما نعانيه جميعاً، وقلت له أن الناس في لبنان كفروا بكل السياسيين، وبات شعبنا وللأسف الشديد شحاذاً، ينتظر من يرسل 100$ من الخارج، أو يتصدق عليه بسلة من المواد الغذائية، والسؤال: أين الحلول يا فخامة الرئيس؟ وأين أولئك الرجال الذين يتخذون المواقف الجريئة لمصلحة هذا البلد؟
وعطف الشيخ الدكتور القطان قائلاً: ” لم يعد هذا الفساد مقتصراً على الساسة فحسب، اذهبوا إلى الدارس لتشاهدوا الفساد، واذهبوا إلى المكتبات لتروا الفساد، واذهبوا إلى محالنا التجارية لتروا أيضا الفساد، فاليوم هناك الكثير من المكتبات تطلب من الأهل ملايين الليرات من أجل أن يؤمّن الأب لأبنائه بعض الدفاتر والأقلام والقرطاسية، علماً أن كثير من هذه المكتبات ما زالت تبيع من بضاعتها التي خزنتها واشترتها بسعر ال 1500 ليرة لبنانية، والدليل على ذلك أن المدارس كانت مغلقة خلال فترة كورونا، وبالتالي فإن هذه البضاعة التي تباع الآن في المكتبات ما تزال على سعر ال 1500 ليرة لبنانية، والسؤال الذي ينبغي أن يطرح كيف لموظف يتقاضى اليوم بضعة ملايين من الليرات أن يسد كل هذه النفقات، ويعلم أولاده في المدارس والجامعات؟ وكيف يستطيع أن يعيش حياة كريمة في هذا البلد، أو يؤمن المازوت والقرطاسية، والحاجات الأساسية لبيته؟”
وفي الختام قال الشيخ الدكتور القطان: “ها نحن نقبل على فراغ رئاسي والله أعلم، فماذا ينتظر السياسيون حتى يشكلوا حكومة بسرعة؟؟ ولماذا لا يتغاضى السياسيون عن كل المصالح الشخصية، ويتنازلوا من أجل هذا الشعب وهذا البلد، ويشكلوا حكومة علها تعالج بعضاً من هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها.
ألا يرى السياسيون أنَّ كثيراً ممن يعمل في السلك العسكري والأمني اليوم صار يقدم الوساطات من أجل أن يترك العمل في هذا السلك بسبب قلة الرواتب فيه، ألا يرون الأساتذة والمدرسين أنهم ما عادوا يطيقون التعليم في المدارس والجامعات، وأن الجامعة اللبنانية اليوم أصبحت على شفير الانهيار والاغلاق؟؟ ألا يعلم هؤلاء الساسة أن كثيراً من المدارس والمعاهد لن يبقى فيها إلا القليل من الأساتذة الذين عندهم الإمكانية أن يتنقلوا إلى المدارس والمعاهد والجامعات؟ ألا يعلم هؤلاء أن كثيراً من الأدمغة التي كنا نفاخر بهم في لبنان هاجروا بسبب هذه الأوضاع؟ ويبقى السؤال: قولوا لنا ماذا تنتظرون؟ “