مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان استقبل وزير الشباب والرياضة جورج كلاس ووفد من مجلس علماء فلسطين في لبنان برئاسة الناطق الرسمي للمجلس الشيخ الدكتور محمد الموعد
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير الشباب والرياضة جورج كلاس الذي قال: أتشرف بزيارتكم كمرجعية روحية لطائفة كيانية لبنانية، هي الطائفة السنية الكريمة الراسخة تاريخا والحاضرة فكرا وسياسة ووطنية، والتي هي من علامات لبنان ومرتكزات مجده العريق.
وانا اعتز بالتعرف الى سماحتكم عن قرب بعد ان كنت اتابعكم واعرفكم عن بعد، مقدرا عمق ثقافتكم الروحية، ورصانتكم الحوارية وغنى رصيدكم المعرفي التقريبي والتوفيقي وموقعكم المحترم والمقدر عميقا من كل اللبنانيين. ويطيب لي يا صاحب السماحة ان اتذكر خطابا لكم القيتموه في مركز الربوة حيث شددتم على حوار الحياة.
صاحب السماحة أنتم لم تتهاونوا في رفع الصوت السلامي وإعمال النيات الطيبة في ميادين إستثمار الأفكار السلامية زمن كانت النزاعات والخلافات المصطنعة والموردة الينا تشظي لبنان إرباً وتفتت ديموغرافيته وتهشم صورته النقية. في الحرب كنتم الصوت السلامي الهادىء وسماحتكم قعدتم في مسيرتكم الروحية ومساركم الفكري والحواري مسؤولية مثلثة: الإيمان العقلي والهدوء السياسي ونبالة الوطنية. وكم عظيم يا صاحب السماحة أن يكون رجل الدين رجل إيمان لكل طيب خيِّر ومرجعية سيادية وطنية يركن اليها ويحتمى بها شكرا لأنكم أنتم حتى يبقى لنا لبنان.
كمواطن واب وجد اتطلع اليكم لأن تصلوا لكل شابات وشباب لبنان وتخاطبوهم بالمباشر بما يعزز الثقة أنهم في قلب المرجعيات وضميرها وبرامجها. رجاء أن تحملو شبابنا مسؤولية الثقة بهم وأن تنشروا الأمل في نفوسهم وتشجعوهم على التقوى بالرجاء وان خلاص لبنان لا بد آت والمستقبل لهم.
وكوزير للشباب والرياضة أقول ان مرتكز(مفهوم الشباب) في قوانين وانظمة الوزارة هو ذو شأن واسع خصوصا متى عرفنا ان الدول والأحزاب تحرص على ان تضع في مناهجها وبيانتها الوزارية بنداً رئيساً هو (السياسة الشبابية) كبرنامج عمل ورؤية إستراتيجية. ما يحل هذه الوزارة منزلة الوزارات المستقبلية وأرقى تصنيفا ومسؤولية من الوزارات الخدماتية والسيادية التي لها علاقة مباشرة مع الواقع المعاش أو المقاسى منه ويشرفني يا صاحب السماحة أن ابلغكم ان لبنان أقر (وثيقة السياسة الشبابية) في الجلسة ما قبل الأخيرة للحكومة، وبذلك نكون قد أعدنا إلى مجتمعنا الشبابي بعضاً من إنتظاراته ووفرنا له سبل التواصل والتعاون لبناء مجتمع سلامي يستثمر بالشباب ويؤمن بقدراتهم على التطوير والتحديث والتألق.
خوفي يا صاحب السماحة أن تنشأ عندنا أجيال شبابية مسيحيون ومسلمون وموحدون لا يعرفون بعضهم ولا يتعارفون مع بعضهم. إذاك يتنامى خطر التفكيك المجتمعي والتحلل الفكري والتغرب الداخلي والإغتراب الخارجي، ويفقد الإنتماء أركانه ويخسر الإلتزام معناه، ويفقد لبنان نكهته المميزة. بهديكم الحواري ومنطقكم الفكري البنيوي ورؤيتكم الصوابية نعيد لبنان إلى قلب الشباب ونستعيد شبابنا إلى قلب لبنان. والخوف اكبر إذا ما بقي النزف الشبابي إلى الخارج، أن نمسي على بلد تكثر فيه بيوت الراحة وتقل فيه بيوت الشباب.
ورجائي الدائم في مقام سماحتكم ان تصلو للشباب وتخاطبوهم بالمباشر وان يبقوا حاضرين في أدعيتكم.
وإسمحوا لي يا صاحب السماحة أن أقول للشباب من هذه الدار الروحية والكيانية أيها الشباب تعاونوا تفاعلوا تحاوروا تلاقوا تفاكروا إبنوا للخير وكونو أبناء السلام وأهلا لأن تعيشوا الفضائل وتنعموا بكرامة الحياة.
واستقبل مفتي النائب الدكتور عبد الرحمن البزري الذي قال بعد اللقاء: اللقاء مع سماحته يأتي في إطار التشاور الدائم معه في الأمور التي تهمّ المواطنين والتي تهمّ البلاد خصوصاً وأننا نعيش في زمنٍ صعب جداً، ونعيش في زمن فيه واقع اقتصادي ومعيشي يعاني منه المواطنون جميعاً. من هنا اللقاء مع سماحته هو دائماً للتشاور بهذه الأمور وبكيفية معالجتها خصوصاً وأننا على أبواب استحقاقات سياسية هامة لا بدّ من الاطلاع على كل المواقف، ولا بدّ من الاستنارة بكل المواقف من أجل أن تكون القرارات التي تتخذ هي لصالح الشعب اللبناني ولصالح لبنان ولصالح المواطنين اللبنانيين.
واستقبل مفتي الجمهورية وفداً من مجلس علماء فلسطين في لبنان برئاسة الناطق الرسمي للمجلس الشيخ الدكتور محمد الموعد الذي قال بعد اللقاء: نحن في مجلس علماء فلسطين نعتبر هذه الدار هي دارنا، ونعتبر سماحته هو الرمز الأول للمسلمين، وباجتماعنا معه سمعنا منه الكلام الطيب تجاه القضية الفلسطينية، شعرنا وكأنه واحد منا، تحدث عنا وبلساننا، وأنه الداعم لهذه القضية على كل المستويات، نحن في مجلس علماء فلسطين في لبنان والخارج نشكر صاحب السماحة على هذه المواقف الطيبة والداعمة لقضيتنا، وفي نفس الوقت إن شاء الله تعالى نعتبر هذا الكلام الداعم لنا هو مفتاح وأمل لنا بالعودة إلى فلسطين، نحن نؤكد على الموقف الداعم لهذه الدار، ونحن في مجلس علماء فلسطين نشكر كل القيمين وإن شاء الله تعالى من هذا الدار المبارك ومن أهل هذا الدار ومن مواقف سماحته سنعود إلى فلسطين مرفوعي الرأس محررين لهذه الديار المباركة، وسوياً نسأل الله سبحانه وتعالى أن نصلي في المسجد الأقصى المبارك ومعنا صاحب السماحة وكل العلماء إن شاء الله تعالى. من هذه الدار نشكر الجميع، ومن هذه الدار نؤكد على وحدة الصف، ونؤكد أننا نحن إن شاء الله نسعى دائماً لجعل البوصلة نحو تحرير فلسطين على كل المستويات.