افتتح قسم الرنين المغناطيسي في مركز التآخي في مشغرة فضل الله: خيارنا ان نكون أحرارا ولا نخضع لإملاءات أحد
تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة لرحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) وبرعاية العلامة السيد علي فضل الله افتتح مركز التآخي الطبي في مشغرة –مركز رندة سليمان – قسم التصوير بالرنين المغنطيسي في حضور عدد من الفاعليات الدينية والبلدية والثقافية والاجتماعية والتربوية والصحية
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة العلامة فضل الله التي عبر في بدايتها عن سعادته بهذا اللقاء الذي يضم هذه الوجوه المتنوعة للتأكيد على قيمة الانفتاح التي تمتاز بها هذه المنطقة، والتي تشكل انموذجا في وجه كل من يسعى لضرب هذا التنوع والتعايش والتلاقي تحت عناوين ومشاريع متنوعة.
وأضاف سماحته: نلتقي اليوم ونحن على اعتاب الذكرى الثانية عشرة لرحيل المرجع فضل الله(ض) لنتابع ما تعهدنا عليه عند انطلاقة هذا المشروع الخيري الإنساني ولنؤكد على مواصلة مسيرة خدمة الإنسان كل إنسان بعيدا من انتماءاته الدينية والسياسية والحزبية والطائفة والمذهبية، هذه المسيرة التي بدأها سماحة الوالد(قده) وحرص ان تكون هذه المؤسسات من الناس وإلى الناس وفي خدمتهم وخدمة المجتمع، وهو لم ينطلق بها من عقل طائفي أو مذهبي أو سياسي مغلق بل أراد لهذا العمل الاجتماعي ان يصب في خدمة الجميع.
وتابع سماحته: كم نحن بحاجة إلى هذه الروحية وهذه الصورة الجميلة التي تفكر بهذا الوطن وإنسانه، ونحن هنا نعاهدكم أن نتابع هذا الخط وهذا النهج ليس أقوالا فحسب بل ان نترجمه مؤسسات إنسانية وتربوية ورعائية وصحية تقوم بخدمة المجتمع في كل المناطق والنهوض به والتخفيف من الآم إنسانه، ولاسيما اننا نمر بمرحلة صعبة وتحديات قاسية.
وأكد سماحته أن هذه المؤسسات قامت على دعم الناس لها، فهي لا تعتمد على هذه الدولة أو هذه الجهة أو تلك بالرغم اننا نعرف ان هذا الخيار ليس سهلا، ولكن خيارنا ان نكون أحرارا ولا نخضع لإملاءات أحد ولا نعمل إلا من خلال المبادئ والقناعات التي آمنا بها وانطلقنا بها تطبيقا لرسالة الله وتعاليمه.
وأكد سماحته اننا ضد عصبية المؤسسات، بل نحن نؤمن بالتكامل والتعاون مع المؤسسات المماثلة، ولذلك كانت وستبقى أيدينا ممدودة لكل سعاة الخير والذين نتشارك معهم في هذا الهم الإنساني، ولاسيما على المستوى الصحي.
ودعا سماحته كل القوى السياسية إلى تضافر جهودها والترفع عن أنانياتها واهوائها وعصبياتها والتفكير بهذا الوطن وإنسانه، فهذا البلد لا يبنى إلا بالتعاون والتلاقي بين أبنائه ومكوناته، ولن يستطيع الخروج من ازماته ومشاكله إلا عندما تمتد الايادي بعضها لبعض وأما إذا بقي كل منا يفكر بمصالحه الخاصة فإن هذا الوطن سوف يكون مصيره الخراب والدمار.
وتابع سماجته: ما زلنا نعاني من التداعيات السلبية للخطاب الانتخابي الذي كان عالي السقف وموترا ومثيرا للغرائز والعصبيات مشدداً على أهمية الحفاظ على ما تتميز به هذه المنطقة من احتضان للتنوع داعيا إلى الحفاظ عليه وعدم السماح للشياطين أن، ينفذوا إليها من اكثر من باب حتى يفرقوا بين أهلها ويضربوا هذه الصورة الجميلة من خلال اثارة مخاوف وهواجس هنا وهناك.
وختم سماحته: لنعمل على تثبيت هذا الوعي في نفوس المجتمع وليكن الحوار المفتوح والجاد والبعيد عن المجاملات هو طريقنا لحل أي خلاف او للتعبير عن أي هاجس او خوف قد يطرح من هنا أو هناك.