المرتضى من قصر سرسق: علينا كلبنانيين تجديد العهد بأن نثبت على مبدأ العيش معاً وذلك لحفظ وطننا
المرتضى من قصر سرسق: علينا كلبنانيين تجديد العهد بأن نثبت على مبدأ العيش معاً وذلك لحفظ وطننا وضمان استمرارنا فيه وعلينا أيضا تعزيز أسباب صموده في وجه الأعداء وما أكثرهم ولا سيما التكفيري والصهيوني العدوين اللدودين للبنان الرسالة وللإنسانية جمعاء.
كلام وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى جاء خلال مشاركته ووزيري الاعلام المهندس زياد المكاري والسياحة المهندس وليد نصار معرضا ثقافيا فنيا نظمته جمعية “Green Cedar Lebanon تحت عنوان “أرسم لي الارزة Dessine moi un Cedre
وبحضور عدد من النواب والسفراء والشخصيات والفنانين الذين رسموا لوحات مستوحاة من الارزة شعار العلم اللبناني في قصر سرسق في الاشرفية حيث يعود ريع هذا المعرض لغرس غابة أرز جديدة وللمساهمة في ترميم قصر سرسق الذي تضرّر من انفجار مرفأ بيروت.
ومما جاء ي كلمة الوزير المرتضى :” الأرزة لوحة في متحف، عنوان جميل وصعب في آن معا. أما جماله ففي أن تكون الأرزة ساكنة العلم، قد نزلت ضيفةَ الثقافة في هذا القصر المُشيد على سُدَّةِ التاريخ البيروتي العريق لابسةً من الصفات أجمل ما أنعمَ به الفن على لون وريشة وقُماشة. وأما الصعوبة ففي أن نحوِّلَ الأرزة من شعار وطني جميل إلى إنجازوطني جليل. ولكن كيف؟
واضاف :” أذكر أولًا بأن أساطين علم الاجتماع فرقوا بين الحضارة والمدنية، فجعلوا الحضارة شاملةً ما هو روحي ومعنوي وفكري وعلمي من منجزات البشرية، وقصروا معنى المدنية على الماديات من مبان ومعالم ومرافقَ وأساليب عيش مرفّه.”
وتابع :” أما الثقافة فتختزن الحضارة والمدنيَّةَ كلتَيْهما، لأنها تجمع إلى حضنِها كل ما هو روحيّ وكل ما هو مادّي من حياة الشعوب. لذلك يتبادر إلي أولاً أن الأرزة كشجرة اختُصّ بها لبنان، لا تؤخَذُ بكيانِها وشكلِها ونوعِها فقط، بل بما تبثُّ في مشاعر المواطنين من معانٍ روحية وبما تبعث فيها من كرامة وطنية.
وشدد وزير الثقافة على ان :” الأرزة تختزن في كنهها الخضرة والرسوخ: الخضرة لتجدد الحياه، والرسوخ للثبات على حفظ الوطن والصمود في وجه الأعداء، ونحن كلبنانيين علينا، لنستأهل رمزية الأرز في بلدنا، أن نعمل على تجديد العهد بالثبات على مبدأ العيش معاً، وأن نعلن تمسكنا بحياة المعيّة، وأن نرسخ على حفظ وطننا وتعزيز اسباب صموده في وجه أعدائه وما أكثرهم ولا سيما التكفيري والإسرائيلي العدوين اللدودين للإنسانية.”
وختم المرتضى :”سوف أكتفي بهذا ولن أطيل أكثر لأن معرضكم ليس للخطب أو للإستماع الى ما كُتب، فمعرضكم لما أبدعته الريشة باللون، هو للتذوق عبر حاسة البصر وما يتركه هذا التذوق من احاسيس وأثر، أتمنى لنا جميعاً وقتاً ممتعاً وأختم بتوجيه الشكر الجزيل لمن نظّم وايضاً للفنانين المشاركين الذين أغنوا هذا المعرض بلوحاتهم وإبداعاتهم.”