المطران ابراهيم في الذكرى الخامسة لغياب المطران حداد: كم يفتقد لبنان اليوم قادةً على مثاله
المطران ابراهيم في الذكرى الخامسة لغياب المطران حداد:
كم يفتقد لبنان اليوم قادةً على مثاله
احيت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك الذكرى الخامسة لإنتقال راعيها الأسبق المثلث ارحمات المطران اندره حداد الى البيت السماوي، فأقيد قداس وجناز تذكاريين للمناسبة برئاسة راعي الأبرشية المطران ابرهيم مخايل ابراهيم الجزيل الإحترام بمشاركة لفيف الكهنة، بحضور دولة نائب رئيس مجلس النواي السابق ايلي الفرزلي، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابوفيصل، روبير حداد ابن شقيق المطران اندره الذي قدم من روم على رأس وفد من العائلة وعدد كبير من محبي الراحل الكبير.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن صفات المطران اندره وحاجتنا الى امثاله في هذا الوقت العصيب ومما قال :
” نعود بالذاكرة إلى يوم صعب في تاريخ زحلة، فلقد كان يومُ الثالثَ عشرَ من شهر كانون الاول من العام 2017 يوماً حزيناً في تاريخ زحلة بانتقال المطران اندره حداد الى الاخدار السماوية. رحمَ اللهُ مُطرانَ الشبابِ وصاحبَ المواقف ِالشجاعة واللباقة في الكلام! زحلة لن تنسى كلماتِه: ” أنتم فرحي وتاجُ مجدي، أنتم أحبائي، إخوتي، أصدقائي، لكل منكم في قلبي مكان وحب كبير “. سيدنا اندره كان أفضل الواعظين في الكتاب المقدس لما يقارب 34 عاماً وهي سنوات رئاسته لأبرشية الفرزل وزحلة، في أدق الظروف وأصعبها كان الرجل الوحيد الذي استطاع في زمانه أن يرفع عصاه في وجه كل المتطاولين على كرامة زحلة وأهلها.”
واضاف “هو تلميذٌ كبير ليسوع نذر حياته لخدمة المسيح بجرأة وشجاعة وتصميم وصدق وكِبَر وشهامة. لا أنسى أيامَ كنتُ في الإكليريكية الصغرى منذ 45 سنة كيف كنا نتمنى أن نراه، أن نلمحه، لأنه صاحب شخصيةٍ متميزة ومزينة بالمواهب وبعفوية معجونة بالجاذبية والكلمة السحرية والنبرة العريضة. كَبُرنا وكبُر فينا تقديرُنا لرمز من رموز رهبانيتنا الباسيلية المخلّصية ولركيزةٍ من ركائز كنيستنا الملكية. هو من روم وجبل شرق صيدون التي في نواحيها بشر المسيحُ وارتاح متأمّلاً بتاريخها وسحرِ جمالها. هو ابن دير المخلّصِ عرينِ المصلّين المتخشعين بصوامع المحبة وهياكل الروح. هو الكاهن الرسولُ والقائد المِقدام الذي ينقلك من عواصف القلق الى قلاع الثبات والإيمان. هو مطران الشباب ومطران العروسِ الأبهى جمالا بين المدائن، جارةَ الوادي التي تعلو قدرا عن قِمَمِ الجبالِ المحيطة بها، زحلة دار السلام. هو القائد بالفطرة، المبدع بجمع القوة مع الحكمة مع التواضع، وهو صاحبُ الضحكة المشعةِ فرحاً نابعاً من قلب يتسعُ للجميع. ارتبط اسمُهُ باسم زحلة ارتباطاً أبدياً لأنه أحب زحلةَ حبا أبديا، وأحبها أكثرَ من ذاته فكان الراعي الصالح الذي كان مستعداً على الدوام أن يبذُل نفسَه عن رعيته.”
وتابع ابراهيم ” المطران اندره كان خبيراً في تدوير الزوايا ويعرف جيداً متى وكيف يأخذ المبادرة ويقول:” الأمرُ لي ” هو المولود باسم “جوزف” ابن منطقتي الغالية، منطقة جزين الذي اختار اسمه الكنسي أندره تيمناً بالقديس اندراوس. “تزحلن” ورفض طلب عائلته التقاعد في بلدته روم قائلًا: “انا لا اترك زحلة”، هو الذي لا تزالُ بصماتُ اعمالِه مطبوعةً في معظم مؤسسات المدينة الاجتماعية والكنسية ولا يزال أسمه في قلوب الزحليين الذين يرددون دوماً “ضيعانو”.
أصاب غبطةُ البطريرك يوسف لمّا قال في يوم تأبينه في 17/12/2017 “إيمان المطران اندره ما كان ليجعله منطويًا على ذاته ولا متعصّبًا، لا بل جعل منه رجلاً جامعًا منفتحًا، كما مدّ يده لجميع الجهات والكنائس الشقيقة رغبة منه في التماسك والتعاون على مبدأ المواطنة. عشق لُبنان وآمن بشدة “أنّ البلد يتّسع للجميع”.
وظّفَ صداقاتِه وعلاقاتِه التي ربطته بجهات فاعلة، من أجل أهل زحلة في أحلك الأزمان، وكان يستقطب الجميع إليه، وما كانت تقع مشكلة حتى المعقدة منها إلاّ وتنتهي بخير وسلام، بفضل تلك العلاقات التي أجاد نسجَها بدماثة أخلاقه وطيبِ معشره وحكمته وإرادته الصالحة.”
وختم سيادته ” كم يفتقد لبنان اليوم قادةً على مثال المطران اندره حداد، قادةً من حجم الأزمات قادرين على مواجهتها بجرأة وحلِّها بجدارة، بدلا من تسببها وخلقها.
نم قرير العين يا حبيب قلوب الزحليين والبقاعيين وسائر اللبنانيين مع الابرار والقديسين إلى الأبد… المسيح قام …. حقاً قام.”