رئيس الجمهورية: لبنان الهوية هو للجميع ولتصب الجهود في مصلحة الوطن وليس في مصلحة الأشخاص والطوائف
رحب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالتوصل الى اتفاق يؤمل ان يؤدي الى نهاية الواقع المأساوي في غزة، مقدراً الجهود الدولية التي بذلت في هذا الصدد. واعتبر الرئيس عون ان الالتزام الجدي من قبل إسرائيل ببنود الاتفاق يحتاج الى متابعة من الدول الراعية والأمم المتحدة، لان العدو الإسرائيلي عوّدنا على التملص من التزاماته والتنكر للقرارات الدولية، ولعل ما يجري في جنوب لبنان من اعتداءات وانتهاكات لوقف اطلاق النار خير دليل على ذلك.
وجدد الرئيس عون التأكيد على حق الفلسطينيين في دولتهم السيدة استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، مشيرا الى ان تطبيق الاتفاق الجديد سوف يسمح ببدء عودة المهجرين الفلسطينيين الى ديارهم بالتزامن مع ضرورة اطلاق عملية إعادة اعمار ما تهدم في غزة المنكوبة.
دعوة لزيارة قطر
وتلقى رئيس الجمهورية دعوة لزيارة قطر من اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نقلها اليه السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي استقبله صباح اليوم في قصر بعبدا. وقد سلم السفير القطري الرئيس عون رسالة من الشيخ تميم جدد فيها تهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا ان يشهد عهده مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار والازدهار.
ومما جاء في رسالة الشيخ تميم:
“أود ان اكرر لكم التهاني بمناسبة انتخابكم رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية والتوفيق، وآملاً ان يشهد عهدكم مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار والازدهار في بلدكم.
كما يسرني ان أوجه الدعوة لفخامتكم لزيارة بلدكم الثاني قطر في موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية، لتتيحوا لنا الفرصة للقائكم والترحيب بكم في الدوحة، وتبادل وجهات النظر معكم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة بدعم وتعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين بلدينا في شتى المجالات لما فيه خير ومصلحة شعبينا”.
تصريح السفير القطري
وبعد اللقاء، صرح السفير القطري فقال:”احب ان ابارك لفخامة الرئيس جوزف عون واليوم قدمت له رسالة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يدعوه فيها للقيام بزيارة رسمية الى دولة قطر. كذلك اكدت ان قطر مستمرة في دعم الجيش اللبناني في العام 2025 ونحن لطالما كنا السباقين في دعم لبنان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية”.
دعوة من ملك الأردن
كذلك، تلقى الرئيس عون دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لزيارة الأردن، نقلها اليه وزير الخارجية الأردني الدكتور ايمن الصفدي الذي استقبله الرئيس عون ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور السفير الأردني في لبنان السيد وليد عبد الرحمن جفال الحديد.
وخلال اللقاء نقل الوزير الصفدي الى الرئيس عون تهاني العاهل الأردني وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية الجديدة وسلمه رسالة خطية جاء فيها:
” يسرني ان أبعث الى فخامة اخي العزيز بأطيب التحيات وخالص التمنيات بدوام الصحة والسعادة وان يوفقكم الله في تعزيز مسيرة التطوير في بلدكم الشقيق، وتحقيق الازدهار للشعب اللبناني العزيز.
وأنني اذ اعبر لكم في هذه الرسالة التي يحملها لكم معالي الأخ ايمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، عن بالغ الاعتزاز بعلاقات الاخوة المتينة التي تربط بين بلدينا، لاؤكد الحرص على المضي قدما في توطيدها وتعزيزها في شتى الميادين.
وانطلاقا من تقديرنا الكبير لفخامتكم، وحرصا منا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فانه يسرنا ان نوجه الدعوة لفخامتكم، لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسبا، اذ ان هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والعافية، ولشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والرفعة”.
وحمّل الرئيس عون الوزير الصفدي شكره الى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة، واعدا بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ثم تناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة. كما تطرق الحديث الى الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد. وكانت جولة افق في عدد من المواضيع التي تهم البلدين.
تصريح الوزير الصفدي
وفي ختام اللقاء مع رئيس الجمهورية، تحدث الوزير الصفدي الى الصحافيين بالآتي:
“تشرفت بنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني الى فخامة الرئيس جوزف عون، اعادت التأكيد على تهنئة فخامته بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، ووقوف الأردن المطلق الى جانب لبنان في هذه المرحلة التي نتفاءل جميعا بأنها ستكون بداية خير للبنان ليتجاوز كل التحديات السابقة ، وليتقدم نحو تحقيق هدفنا المشترك في ان يستعيد لبنان امنه واستقراره، ويبدأ مسيرة إعادة الاعمار. موقفنا في المملكة هو الموقف الذي عبرنا عنه دائما، اننا نقف الى جانب امن لبنان واستقراره وسيادته، وسألتقي الآن مع عدد من الزملاء للتأكيد على إيجاد خطوات عملية لتعزيز التعاون بين بلدينا”.
وأضاف: “نؤكد أيضا على ضرورة التزام إسرائيل بوقف اطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد امنه، واعتقد اننا في لحظة مهمة جدا لأن العالم كله يقف الى جانب لبنان، سواء في المنطقة او خارجها، ويدرك اهمية هذه اللحظة. وكل الدعم لأشقائنا في لبنان من اجل ان يستعيد لبنان دوره الرائد والمتقدم في المنطقة. فهو لم يكن فقط واحة استقرار بل مركزا حضاريا وثقافيا واقتصاديا، ونحن نثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره، وتستعيد بيروت القها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة”
سئل عما اذا كانت الأردن ستواصل تقديم الدعم للجيش اللبناني، فأجاب: ” دعم المملكة للجيش اللبناني عملية مستمرة، وجلالة الملك يتابع شخصيا هذا الموضوع، وقدمنا ما استطعنا من دعم في المرحلة الماضية، وسنستمر في تقديمه وفي الحوار مع اشقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي للتأكيد على ان دعم الجيش اللبناني وتوفير ما يحتاجه من إمكانات وقدرات هو أساسي حتى يستطيع ان يقوم بدوره في لبنان”.
سئل: وهل ستساعد الأردن في عملية إعادة الاعمار في لبنان؟
أجاب: “الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال، وهناك علاقات موجودة أصلا بين مؤسساتنا على الصعيد الاجتماعي والشعبي ومستوى القطاع الخاص، الجغرافيا أيضا تفرض هذا التعاون، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة، سيبحث الوزراء المختصون في كيفية العمل معا من اجل ان نفعِّل التعاون الثنائي. وكنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء، والنقاش ما زال مستمراً، وسنرى الكثير من هذا التعاون”.
سئل: زرتم لبنان منذ شهرين واكدتم انه لا يجب ان يكون ساحة لأحد، هل المنطقة ذاهبة الى انفراجات ام الى التصعيد؟
أجاب: “بالنسبة الى لبنان، تم انتخاب رئيس وهناك رئيس وزراء مكلف، وحالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان. ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة ان تستقر، وثمة الكثير من الأمور التي نتمنى ان تكون مدخلاً لما هو افضل في لبنان، بعد التطورات الإيجابية . نثق بأن القيادة الجديدة فيه قادرة على السير الى الامام وخدمة مصالح لبنان، والاسهام في امن واستقرار المنطقة. ثمة تغيير كبير أيضا في سوريا ونحن نقف معهم لاعادة بناء وطنهم. بالأمس اعلن عن وقف اطلاق النار في غزة، وهذا امر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى. نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد على ضرورة الالتزام به وتطبيقه، وعلى ضرورة ان نتحرك جميعا في المنطقة والمجتمع الدولي، من اجل إيصال المساعدات الكافية لأهلنا في غزة، بعد اكثر من عام من القتل والدمار والخراب. اذا ما عملنا معا اعتقد اننا قادرون على ان نتقدم باتجاه مستقبل افضل. التحديات تبقى بالتأكيد، ولكن كلما عملنا معا ضمن رؤية واضحة تحترم خصوصية وسيادة الجميع وعدم التدخل في شؤون أي دولة، اعتقد ان قدرتنا على ان نسهم إيجابا في اخذ منطقتنا الى ما هو افضل متاحة. نؤكد أيضا على ضرورة ان تلتزم إسرائيل بالاتفاقات التي وقعتها، وبالقانون الدولي، وتوقف خروقاتها لوقف اطلاق النار في لبنان، وتطبق وقف اطلاق النار في غزة، وتنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها، وتسير مع المنطقة باتجاه بناء السلام العادل الذي يشكل تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني بحدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، سبيلها الوحيد. نستطيع ان نسير الى الامام. ثمة بوادر للتفاؤل، مطلوب عمل كثير وجماعي” .
سئل عما اذا تناول البحث مع الرئيس عون قضية عودة النازحين السوريين الى بلادهم، فأجاب: ” قضية النازحين قضية أساسية، نحن في المملكة استضفنا إخواننا السوريين على مدى سنوات الازمة، وعددهم حوالى مليون و300 الف لاجىء. موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة الى سوريا، لأن حل قضية اللاجئين هي في عودتهم الطبيعية والآمنة الى بلدهم، ونعمل جميعا ليس فقط من اجل الاستمرار في توفير الحياة الكريمة لهم، ولكن الاسهام في استقرار سوريا وإعادة بنائها، وإيجاد البيئة التي تقنع النازحين بانهم قادرون على ان يعيشوا بأمن وكرامة ستؤدي الى ذلك. بالتأكيد السوريون يريدون العودة الى وطنهم لكن علينا أيضا ان نهيء الظروف التي تسمح لهم بالعودة”.
شيخ عقل الطائفة الدرزية
واستقبل الرئيس عون شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى على رأس وفد هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية. وضم الوفد: رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، مستشاري محكمة الاستئناف القضاة سليم العيسمي وفؤاد حمدان وغاندي مكارم ، رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ عصمت الجردي، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ وسام سليقة، رئيس لجنة التواصل فادي العطار، امين سر المجلس المذهبي الأستاذ رائد النجار، امين الصندوق الأستاذ حسام حمزة، رئيس لجنة الأوقاف الأستاذ حماده حماده، رئيسة اللجنة الاجتماعية السيدة غادة جنبلاط ، رئيس لجنة الاغتراب الأستاذ جمال الجوهري ، رئيس اللجنة الإدارية الدكتور منصور اشتي ، رئيس اللجنة القانونية الدكتور طلال جابر ، رئيس اللجنة المالية الدكتور عماد الغصيني ، رئيس لجنة الصحة الدكتور نزيه بو شاهين، مستشار شيخ العقل الشيخ رمزي سري الدين، مدير عام المجلس المذهبي الأستاذ مازن فياض، مدير مشيخة العقل الأستاذ ريان حسن ومسؤول الاعلام الشيخ عامر زين الدين .
كلمة شيخ العقل
والقى الشيخ ابي المنى في بداية اللقاء كلمة هنأ فيها الرئيس عون بانتخابه وبخطاب القسم “خطاب الغد، خطاب الميثاق الذي تضمن ما تضمن من امل ورغبة في العمل”. وقال:”ان خطابكم وفي كل مقطع وعبارة كان يحمل معنى الشجاعة والتأقلم مع الواقع والمستجدات وصناعة الامل. فخامة الرئيس تجربتكم غنية والمحبون لكم كثر في قيادتكم للمؤسسة العسكرية والداعمون لكم كثر اليوم في موقعكم في الرئاسة الأولى. ان العهد الذي قطعتموه على أنفسكم وكلامكم الذي دخل الى أعماق القلوب والضمائر ينتظر العمل لتحقيقه والتعاون من الجميع”.
أضاف: “اننا نؤكد على احترامنا وتقديرنا لما تفضلتم به ونقف الى جانبكم واظن ان جميع اللبنانيين سيقفون الى جانب هذا العهد عهد التغيير نحو الأفضل، وهذا يشكل فرصة ذهبية بوجودكم ذلك ان الواقع الجديد الذي وصلنا اليه اصبح يتطلب التغيير والإرادة القوية وإعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم وثقة الخارج بلبنان. وهذا ما حاولتم ان تزرعوه في خطابكم وما سنتعاون لنسقيه معا محبة وتعاونا، وهذا املنا بجميع السياسيين في لبنان ونتمنى على الجميع التعاون مع هذه التجربة الجديدة الناجحة باذن الله”.
وتابع:”ان لبنان يحتاج الى إرادة قوية تجسدها شخصيات كارادتكم وشخصيتكم والى تضافر الجهود لكي نبني دولة القانون والمؤسسات، دولة التعاون والشراكة الحقيقية والخروج من الواقع الذي كان يشرذم الدولة. لقد اتيتم اليوم لتحاربوا الفساد وجاء اختيار دولة الرئيس سلام في سبيل هذا التغيير ليكون لكم اليد اليمنى في عملكم. اننا ننتظر الكثير، كمجلس مذهبي للطائفة التي تتميز بدورها لا بعددها، وهو كان دورا رساليا ووطنيا يحافظ على هيبة الوطن ويعتبر ان الدولة هي المظلة التي تحمي الجميع. نحن معكم والى جانبكم كطائفة، وكموقع ومحبين وأصدقاء، ونأمل ان تسير عجلة الأمور والدولة بسهولة وبدعم ومظلة عربية ودولية جامعة. وهذا ما لفتم اليه باشارتكم الى العلاقات العربية وعمقنا العربي وانفتاح لبنان، وهو بلد ليس منغلقا فهو رسالة كما قال قداسة البابا، وهذه الرسالة تحتاج الى رجال ورسل والى تعاون وشراكة حقيقية. نحن وأصحاب الغبطة والسماحة معنيون بهذا الامر وقد اطلقنا نداءنا في القمة الروحية في بكركي لنصل الى ما وصلنا اليه بانتخابكم ووجودكم على هذا الكرسي ونأمل خيرا ونتمنى لكم التوفيق.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بشيخ العقل والوفد، متحدثا عما قاله وزير خارجية الدانمارك بالأمس من انه يمكن للبنانيين ان يعلموا تجربتهم للاخرين. وقال:” ان لبنان الهوية هو للجميع والتجربة الفريدة كما قال البابا يوحنا بولس الثاني دليل على انه لبنان الرسالة. وكما تفضلتم بالقول هناك ثلاث كلمات أساسية: بناء الثقة بين الشعب، بين الدولة والعالم العربي و بين الدولة والعالم الغربي. لدينا فرص كثيرة لا يجب إدخالها بزواريب طائفية ومذهبية. وقد سلمني اليوم السفير القطري رسالة من امير دولة قطر تضمنت دعوة لزيارة البلاد الا ان هذه الزيارة لا تتم الا بعد تشكيل الحكومة، كذلك الامر بالنسبة للامارات والسعودية”.
وقال الرئيس عون:” لقد تحدثتم عن الإرادة القوية، فعندما تكون هناك إرادة صلبة تزول كل الصعوبات، والجهود المتضافرة يجب ان تصب في مصلحة الوطن وليس مصلحة الأشخاص والطوائف. ان لبنان غني بطاقاته الفكرية والبشرية، وقد صدرنا من هذه الطاقات الى الخارج حيث للبناني هناك وجوده ومكانته ومساهمته فكم بالحري بلبنان. ان المطلوب ان تتضافر جهودنا جميعا لمصلحة البلد وعنوان بناء الدولة” .
أضاف رئيس الجمهورية:”لقد قلت يوما في الكلية الحربية ان لبنان الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي تحمي لبنان. لقد رأينا ما حصل وقد دمر كل لبنان كما الاقتصاد، ولم تدمر طائفة وأخرى لا، ولم تفتقر طائفة وأخرى لم يطالها الفقر، ان ما المّ بلبنان المّ به كله. وهذه مسؤولية مشتركة بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس النيابي ورئاسة المجلس، والمجتمع المدني والروحي، بحيث سيكون لنا جميعا دورتتضافر فيه جهودنا باتجاه بناء الدولة كي نؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. بالأمس ابلغنا الصندوق الدولي عن جهوزيته للمساعدة في ما نحن بحاجة اليه، وكما فعل عدد من الدول العربية فان هناك العديد من الدول الغربية التي أعربت عن رغبتها في ان نقوم بزيارتها كاليونان والاتحاد الأوروبي وقبرص وغيرها التي بدأت بمد اليد لنا وعلينا ان نقابلها، فهي إذا أقدمت على خطوة علينا ان نقوم بخطوتين”.
وقال الرئيس عون: ” نأمل ان يوفق الله رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة”، مشددا على اننا جميعا نتطلع الى تثبيت الشباب في أرضهم هنا، وعودة الذين تغربوا فيستثمروا بفكرهم في وطنهم. فيبقى أولادنا واولاد أولادنا هنا. امامنا فرص كبرى فإما ان نستغلها، او نذهب الى مكان لا نريده، بسبب اننا لم نساعد أنفسنا لكي يساعدنا الآخرون.”
وختم رئيس الجمهورية آملا: “ان يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة امامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. اما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب.”
تصريح شيخ العقل
وبعد اللقاء مع الرئيس عون، ادلى الشيخ ابي المنى، بالتصريح التالي:
“تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس باسم مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لتهنئته وتهنئة الشعب اللبناني بنيله هذا الوسام الارفع بتبوئه سدة الرئاسة الأولى، وباطلاقه خطاب القسم الذي اعتبرناه خطابا، عهداً، وميثاقاً، يؤسس لمرحلة جديدة. تمنينا ان تتحقق الاحلام، والاحلام كثيرة، وان نساهم معا بقيادة فخامته في بناء الدولة والمؤسسات، وفي إعادة زرع الثقة. هو زرع الامل ونحن الى جانبه، ونتمنى ان يكون الجميع الى جانبه ايضاً لري هذا الامل بالعمل، وان تنطلق عجلة الدولة والإصلاح، ويتحقق السلام في هذا البلد، السلام الداخلي والسلام في المنطقة لحفظ كرامة لبنان وحقوقه وحق جميع أبناء لبنان المغتربين لكي يعودوا الى وطنهم ويعززوا الثقة به وطنا ورسالة، وكلنا رسل لحمل هذه الرسالة. رسل محبة وحوار ووئام وبناء وشراكة حقيقية”.
وردا على سؤال عما اذا كان يخشى الا يتحقق خطاب القسم مع أجواء مقاطعة حزب الله، أجاب: ” لست هنا لأحدد موقفا من هذا الامر، ولكن نحن قلنا ونقول ان مسؤوليتنا هي في بث الروح الإيجابية في الوطن والتي اطلقها فخامته في خطاب القسم، ونحن مسؤولون عن تعزيز هذه الروح في مواقفنا وتعاوننا وتجاوبنا. لكل حقه في ان يتخذ الموقف المناسب، واظن ان الجميع دون استثناء سيسيرون في مسيرة بناء الدولة بهذه الروح الإيجابية”.
المفوض السامي لحقوق الانسان
واستقبل الرئيس عون، المفوض السامي لحقوق الانسان السيد فولكر تورك على رأس وفد من المفوضية وممثلها الاقليمي مازن شقورة الذي نقل اليه التهاني لمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية وعرض له ابرز ما تقوم به مفوضية حقوق الانسان في لبنان ودول المنطقة، مؤكدا على التعاون مع لبنان في مجال حقوق الانسان، معتبرا ان خطاب القسم تضمن نقاطا عدة تشكل أساسا لهذا التعاون. وتناول موضوع حقوق الانسان الاقتصادية مشيرا الى أهمية العمل خلال مرحلة إعادة البناء، معربا عن استعداد المفوضية لاعداد تقارير بالاضرار التي لحقت بالمدنيين نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استهدفهم أيضا.
وشكر الرئيس عون السيد تورك على زيارته مع الوفد المرافق مركزا على أهمية الزيارة في هذا التوقيت لانها تعطي إشارة قوية لمدى التزام الدولة اللبنانية بمواصلة الحوار الإيجابي والبناء مع المنظمات الدولية حول مبادئ حقوق الانسان واهميتها بالنسبة الى لبنان. واثنى الرئيس عون على مواقف المفوض تورك خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، وعلى الشجاعة التي ابداها منذ اندلاع الاحداث الدامية في غزة.
وشدد رئيس الجمهورية على استمرار التعاون بين لبنان والمكتب الإقليمي للمفوضية في بيروت لاسيما بعد العمل لاتفاقية دول المقر.
وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشارة الدبلوماسية السفيرة جان مراد والمستشار السياسي جان عزيز ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا..
اتصال من الأخضر الابراهيمي
الى ذلك تلقى الرئيس عون اتصالا من الأخضر الابراهيمي هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية واضعا نفسه بتصرف لبنان لاي عمل يمكن ان يساعد في اطار المسيرة الجديدة التي انطلقت بانتخاب الرئيس عون، انطلاقا من علاقاته العربية والدولية. وشكر الرئيس عون الاخضر الابراهيمي على تهنئته مقدراً الجهود التي بذلها في السابق من اجل مساعدة لبنان في الظروف الصعبة التي مر بها.
تهنئة البروفسور عصمت غانم
على صعيد آخر، هنأ الرئيس عون البروفسور عصمت غانم رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى اوتيل ديو ورئيس قسم جراحة العظام في جامعة القديس يوسف لمناسبة انتخابه رئيسا مستقبليا للجمعية الفرنسية لجراحة العظام عند الأطفال، وبذلك يكون اول طبيب غير فرنسي يتقلد هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجمعية. واعتبر الرئيس عون ان انتخاب البروفسور غانم يشكل تقديرا كبيرا لخبراته الطبية وسعيه الدائم للابتكار الطبي، وان الجمعية برئاسته سوف توفر المزيد من المعلومات والمعطيات الطبية في مجال جراحة العظام للأطفال.
تهنئة بالانتخاب
على صعيد آخر، تلقى الرئيس عون برقية من بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العراق والعالم مار آوا الثالث هنأه فيها بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا له التوفيق في قيادة البلاد وللبنان السلام والازدهار.