” د. امال ابرهيم ” تكتب : العلاج السحري للمشكلات الأسرية “نحن معا”
يؤكد الاختصاصيون العاملون في مجال العلاج الزواجي على أن العامل المركزي في تكوين علاقات إيجابية بين الزوجين هو “الثقة trust “، ولكن ما مفتاح الثقة؟ أن الثقة بين الزوجين يمكن أن تبنى على توجه كليهما إلى تحويل تركيزهما بعيدًا عن التفكير بعقلية ما يقدمه وما يأخذه كل طرف من الآخر، إلى التفكير بعقلية التركيز على ما يمكن تسميته “الوحدة الثالثة” في الغرفة third entity in the room أي العلاقة القائمة على “نحن We-ness معًا”.
ولا تتأسس العلاقات الإيجابية العميقة ببساطة على ما يعرف بالتبادلات المتساوية من قبل كل طرف والتي تعتمد على عقلية إحصاء حاجاتك وحاجاتك شريكك ومدى إسهام كل منهما في تلبيتها، بل تتأسس ببساطة شديدة على كل ما يمكن أن يقوم به الطرفين معًا من أجل بناء العلاقة بتناغم واتساق.
وأفاد جيفرسون سينجر أن الوصول إلى بناء علاقة زواجية قائمة على التقبل والتفهم والاحتواء والإيجابية تتضمن سبعة عناصر أساسية يعبر عنها اختصارًا بكلمة SERAPHS على النحو التالي:
1- S وتشير الأمن Security.
2- E وتشير التعاطف Empathy.
3- R وتشير إلى الاحترام Respect .
4- P وتشير إلى اللذة والمتعة Pleasure.
5- H وتشير إلى الفكاهة وروح الدعابة والحس الفكاهي Humor.
6- S وتشير إلى المعنى والرؤية المشتركة Shared Meaning and Vision.
ويستلزم الأمن توجه الزوجين إلى التأكيد على الرغبة في الاعتراف بأولوية العلاقة في حياتهم وبأولوية الوحدة الزواجية القائمة على “نحن معًا” والحفاظ عليها بتعهد والتزام ذاتي إرادي. بينما من يتطلب التعاطف قدرة كل طرف على التخارج من ذاته وأن ينفذ ويعي ويشار الطرف الآخر آلامه وفرحته، ويتطلب التعاطف أيضًا الصبر والحكمة لرؤية الجرح خلف غضب شريك الحياة، كما أن التعاطف عاملاً أساسيًا في تكوين “نحن معًا We-ness” وهي حالة يشعر بموجبها الزوج أو الزوجة أنه في تكوين أكبر من حدود ذاته/ذاتها الضيقة وأنه داخل We-ness”، وهذا أمر يتطلب بالإضافة إلى ذلك الاندماج الوجداني والمعرفي حراسته بقدر مرتفع من الاحترام والتقدير المتبادل وفي نفس الوقت وجود مساحة للارتقاء الذاتي وللارتقاء معًا في نفس الوقت.
وتوكد..د.ابراهيم علي حتمية التقبل المتبادل بين الزوجين بوصفه العامل الأساس في الوقاية من الانكسار reciprocal Acceptance؛ ذلك لأن التعايش بعقلية “نحن معًا We-ness” وتكاملية الذات بالآخر؛ وبالتالي الاعتراف بأن كل طرف بمفرده غير مكتمل التكوين، وأنهما معًا تكاملية وجود وقوة احتمال.
وتكتمل بنية الثقة في الحياة الزوجية بتحقيق قدر معتبر من السعادة والمتعة في العلاقة، فقوة “نحن معًا We-ness” تستمر حال التأسيس على أنشطة مشتركة، الدفء والحميمية الجنسية، والاستثارة الإيجابية معًا والارتياح من التواجد معًا، والتأكيد على أن تمتع الطرفين بالحس الفكاهي وروح الدعابة والمرح من العوامل المثبت تأثيرها الإيجابي على قوة رابطة “نحن معًا”.
وتختتم دائرة تكوين وتدعيم قوة “نحن معًا” بتأسيس معنى ورؤية مشتركة on Shared Meaning and Vision ” بين الزوجين لا أن يبحر كل منهما في الحياة بتصور وتوجه مغاير لتصور وتوجه الآخر، وقد تكون هذه الرؤية متمثلة في تأسيس أسرة،و العمل معًا من أجل حياة زوجية وأسرية قائمة على الحب والثقة والالتزام الذاتي الإيجابي.