” ليلي الهمامي ” تلقي الضوء علي آفاق القمة العربية الصينية
” ليلي الهمامي ” تلقي الضوء علي آفاق القمة العربية الصينية
كتب – علاء حمدي
القت الدكتورة ” ليلي الهمامي ” الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن ، الضوء علي آفاق القمة العربية الصينية حيث أكدت ان مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة صينية من أجل البنية التحتية العالمية ويُطلق عليها أحيانا اسم طريق الحرير الجديد وهي من أكثر مشاريع البنية التحتية طموحا. وكان قد أعلنها الرئيس الصيني 2013، بإطلاق مجموعة مبادرات للتنمية والاستثمار تمتد من شرق آسيا إلى أوروبا
وأضافت ” الهمامي ” : تتضمن هذه المبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري، مرتكزة بذلك على مشاريع النقل والمواصلات البرية والبحرية، ومن ذلك إنشاء شبكة من السكك الحديدية، وخطوط أنابيب الطاقة، وطرق سريعة. إذ أنها توفر خط حديدي جديد بمليارات الدولارات، يقلل زمن الرحلة من ساحل البحر الأحمر إلى أديس أبابا من 3 أيام إلى 12 ساعة فقط. ومن شأن مشروعات النقل أن تؤدي إلى تعزيز التجارة بنسبة تتراوح بين 1.7 بالمئة و6.2 بالمئة على مستوى العالم، وزيادة الدخل الحقيقي عالميا بنسبة من 0.7 بالمئة إلى 2.9 بالمئة، وفق البنك الدولي. كما أن الصين تخطط لبناء 50 منطقة اقتصادية خاصة، على غرار منطقة شنتشن” الاقتصادية التي أطلقتها بكين عام 1980.
واشارت ” الهمامي ” إلي أهمية هذه المبادرة حيث تسعى الصين لتوسيع تعاونها مع الدول العربية في مجال الزراعة والاستثمار والبنية التحتية وصناعات التكنولوجيا الفائقة والتمويل والغذاء والطاقة. ووقعت أكثر من 60 دولة على مشاريع، أو أبدت اهتمامها بالقيام بذلك فالملاحظ إذا، وجود تشابه كبير بين مبادرة الصين الحزام والطريق وبين اتفاق الولايات المتحدة لسكك الحديد والموانئ في مضمونهما خاصة فيما يتعلق بالنية التحتية. ومن هنا نرى تنافس الدولتين حول هذه المشاريع الدولية.
وقالت استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : مما لا شك فيه أن القمة العربية الصينية مثلت توجها استراتيجيا فارقا فى العلاقة بين الصين والدول العربية، وليس هذا التوجه إلا إحياء وتعزيز لعلاقة تاريخية عمرها أكثر من ألف عام، حين كانت التجارة والقوافل تنتقل على طريق الحرير العظيم بين الصين والمنطقة العربية، وحين كانت السفن العربية تبحر إلى جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى، وحين كانت شرايين تلك التجارة تمتد إلى الموانئ المصرية التى كانت بوابات تجارة الخزف والحرير والتوابل والمنتجات الشرقية إلى أوروبا، قبل أن تتحول دفة سفينة التاريخ بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
مضيفة استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن : الأمر إذا ليس بجديد، والعلاقة القائمة منذ قديم الأزل امتدت إلى العصر الحديث، حيث كانت مصر هى أول دولة عربية وأفريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية عام 1956، كما كانت الصين هى أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وفتحت مكتبا للمنظمة فى بكين ومنحته الحصانة الدبلوماسية الممنوحة للسفارات الأجنبية، واستمرت علاقات الصين الطيبة المناصرة للقضايا والحقوق العربية على الدوام، من جهتهم دعم العرب الصين لاستعادة مقعدها الشرعى فى الأمم المتحدة ودعمها فى قضايا حقوق الإنسان وقضايا السيادة ووحدة الأراضى الصينية. لكن اللافت للنظر أن مخرجات القمة العربية الصينية قد تضمنت التأكيد على التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق، وهى مشروع اقتصادى عملاق لإحياء طريق الحرير التاريخى تحت عنوان «حزام طريق الحرير الاقتصادى وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين»، ويقوم المشروع على إنشاء سلسلة من مشاريع البنية التحتية كأساس لممرات اقتصادية تمتد من الصين إلى جميع أنحاء أوراسيا والشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أن الصّين تعلم أن التجارة الدولية هى شريان الحياة لصناعاتها ومنتجاتها، لذلك ترغب فى إطار هذه المبادرة بالمحافظة على أسواقها التّصديرية وفتح أسواق جديدة، وبالفعل تحقق لها ذلك خلال الأعوام الماضية بارتفاع صادراتها إلى الدّول التى تقع ضمن مسارى الحزام والطريق بنسبة 23٪ وتعززت وتوسعت علاقاتها الاقتصادية بدرجة غير مسبوقة. وإن أحد الأهداف المالية والنقدية لمبادرة الحزام والطريق هو تعزيز التّبادل التّجارى بالعملة الصّينيّة اليوان، وتقليل الاعتماد على اليورو والدولار، وهو هدف يلتقى استراتيجيا مع أهداف العديد من الدول التى أُنهك اقتصادها بفعل تقلبات أسعار الصرف العالمية للعملات وفى مقدمتها الدولار واليورو، وذلك الهدف يتقاطع مع جهود الصّين لفتح بورصة لتداول عقود النّفط والغاز باليوان الصّينى بديلا عن الدولار، وهو ما تحاوله الصين مع كبار الدول المصدرة ولا سيما الدول الخليجية.