الشيخ عبد اللطيف دريان استقبل في دار الفتوى النائب اللواء أشرف ريفي
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب اللواء أشرف ريفي الذي قال بعد اللقاء: سعدت صباح اليوم بزيارة صاحب السماحة لتهنئته بالعودة بالسلامة من الحج ولتهنئته بالحجة، ونقول له: كان دورك أساسيًّا جدًا في إطفاء نار الفتنة التي كان من الممكن أن تندلع في القرنة السوداء، فقد بادر سماحته بالاتصال بالمرجعيات كافة سواء المسيحية والإسلامية، وشكل غطاءً لمنع انتقال أيّ حادثة أليمة جدًا جدًا لتصبح فتنة بيننا وبين أهل بشري.
أهل بشري أهلنا، وأهل بقاعصفرين أهلنا أيضًا، وهم منذ عمر طويل إخوة وجيران، والتعاون بينهم إيجابي، وحتى لو كان هناك خلافات على الماء وخلافه، فلا يمكن ومن غير المقبول أن تؤدي إلى إراقة الدماء، نحن نثق بالجيش اللبناني وبالدور الذي يقوم به، ونثق أيضًا بالقضاء اللبنانيّ، ونأمل في أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي. لقد كان دورنا الأساسي من خلال التحركات التي قمت بها أن نحول دون دفع الأمور نحو مواجهة سنية – مارونية، وبكل أسف هناك أفرقاء لهم مصلحة في ذلك، نعم حلنا وسنحول دون أي دفع بهذا الاتجاه. الوطن حكمًا تعددي، نحن نحترم الشراكة الإسلامية – المسيحية، وصاحب السماحة كان واضحًا تمامًا، نحن والمسيحيين إخوة وأهل وأبناء وطن واحد، حتى مع الشيعة، ومع الدروز، ومع العلوية، وحتى مع كل الناس، التعددية هي قيمة مضافة للوطن علينا أن نحافظ عليها، بأن نحترم الشراكة الوطنية، هناك فريق يعتبر أنَّ سلاحه يسمح له أن يقودنا كلنا إلى خيارات يراها هو أنها لصالحه تمامًا، وهنا أقول وبكلام هادئ: يا إخوان أعيدوا النظر، هذا الوطن تعددي، هو لي مثلما هولك، ولك مثلما هو لي، وأكرر لا أحد يستقوي علينا بالسلاح نهائيًا، هذا الوطن أنا مواطن أساسي فيه، أنا شريك فعلي فيه، بقدر ما هو عليك هو علي، وبقدر ما هو علي هو عليك، وأعود فأقول “اِنزل عن الشجرة، فإذا بقيتَ على الشجرة فنحن سنساعدك بالنزول، لأنه في النهاية لن ندع وطننا يذهب إلى الجحيم ثانية.
نقوم بتسفير أولادنا طوعًا وفرحًا في حين كان أهالينا عندما يغترب أحد أبنائهم يقيمون مناحاتٍ في البيوت، اليوم بكل أسف صرنا نفرح أنَّ أولادنا يسافرون للخارج، لأننا نحس بالأمان عليهم خارجًا، هذا الواقع لا يمكن أن يستمر، واليوم يكفي تذاكيًا بطرح الطرح الأول والثاني والثالث، كله يبدأ بانتخاب رئيس جمهورية، دستورنا واضح، الدستور يقول “ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري”، لا بالحوار، ولا بالتشاور، ولا باتفاقات، ولا بأي شيء، اِفتحوا مجلس النواب، طبقوا الدستور، طبقوا القانون مثلما كان الرئيس فؤاد شهاب يقول، فلنعد إذًا إلى الدستور، كلنا مع اتفاق الطائف من دون أي تردد، ومع تطبيق ما لم يطبق منه، فمن يدعي أنه مع اتفاق الطائف فليطبق اتفاق الطائف أولاً، رئاسة الجمهورية واضحة، الاقتراع السري، نستطيع أن نحقِّقه على حلقات متتالية، يعني دورات اقتراع متتالية، ممكن أن تكون ساعة تفصل بين دورة ودورة أو ساعتين نتشاور في ما بيننا، وإلا في النهاية ستفرض علي من تريد بإطالة أمد الفراغ أو بالتهويل أو بالتهديد، في رأيي هذه اللغة سقطت، أعيدوا النظر في ذلك، أعود فأقول لكم كمواطن لمواطن، يدنا ممدودة لبناء الوطن وحمايته إنما ليس على حساب حقوقنا، ولا كرامتنا، ولا عيشنا الهنيء أبدًا، خلقنا لنتمتع بالحياة، هكذا أمرنا ربنا، لم نخلق لنضحي أو ننتحر إكرامًا لفلان وفلان.
سئل:هل تطالب رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بأن يدعو لانعقاد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية؟
أجاب: الدستور واضح كان يجب قبل انتهاء أي ولاية رئاسية بشهرين الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية، وعندما تنتهي الولاية نصبح هيئة انتخابية، وليس هيئة تشريعية، الدستور واضح.. ثم لماذا علينا أن نفكِّر أنَّ هذا المنصب أو ذاك أصبح شاغرًا، ماذا سنفعل؟
لماذا نتبع سياسة الترقيع؟ علينا أن نجد حلًا جذريًّا يبدأ بانتحاب رئيس للجمهورية.
نعم أتوجه للرئيس بري وأقول له: يا دولة الرئيس نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية وفقًا للدستور، لا نتزاكى علينا، فتدفعنا للذهاب إلى الحوار لتفرض علينا امتيازات حصلت عليها بسلاحك، وتريد أن تكرسها شرعيًّا أو تطبيقًا أو بالنص.
هذا البلد لا يستمر إلا إذا كانت الشراكة فيه متوازية.
أقول للرئيس بري الذي أُكن له كل احترام: علينا أن نعقد جلسات متواصلة، مع علمنا أنَّ الدورة الأولى بحاجة إلى 86 نائبًا كنصاب و 86 للاقتراع، والدورة الثانية بحاجة إلى 86 كنصاب و65 للاقتراع، ويمكن أن يكون هناك فاصل ساعة أو ساعتين – كما ذكرت – لكي يتشاور الفرقاء.
اي حوار يعلم تماما الرئيس بري انها ليست المرة الاولى التي يدعو فيها الى الحوار، ولم يتم احترام نتيجة الحوارات، وقعت بعض الحوارات، وحزب الله بسبب سلاحه، “متل اللي عم بقللك انقعوا واشربوا ميتو”
تجربتنا بالحوار ليست مشجعة، لذلك ليس لدينا حماس للحوار، وكأننا نخالف الدستور بإجرائنا الحوار.
كلنا عباد الله، إله واحد خلقنا كلنا، لم يفوِّض أحدًا ليحكمنا، كلنا مكلفون تطبيق تعاليم ربنا بمحبة الإنسان للإنسان، لذلك لا يقول أحد أنا ربي كلفني، أنت من كلفك؟
أنت بماذا تمتاز عني؟ لديك سلاح، ربنا ما لا بسلاحك، ربنا يعترف بصلاحك، ربنا سيحاسبك ونحن سنحاسبك.
في النهاية هذا الوطن نحن شركاء أساسيون فيه، واليوم المشهد يدفع إلى الأمام هناك توحد سني مسيحي درزي شيعي مستقل، لن نتخلى عن تكاتفنا مع بعضنا، والمعركة تتطلب أن يقف المسلم إلى جانب المسيحي والدرزي والعلوي والشيعة الأحرار، لكنَّ المشروع الإيراني دمَّر بلدي ولن نسمح له بالإكمال.