تحالف متحدون: وقفة أمام قصر عدل بيروت: على القضاء تنقية نفسه وطرد قضاة الفساد
نظّم تحالف متحدون الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم ٢١ حزيران ٢٠٢٣ وقفة أمام قصر عدل بيروت شارك فيها عدد من المحامين والمودعين والمواطنين، رفعوا خلالها الأعلام اللبنانية وشارات تدعو إلى تطهير القضاء اللبناني من الشوائب التي تعطّل قيامه بدوره في المحاسبة حيث “لا قيامة لأي وطن بلا محاسبة”، مشدّدين على ضرورة إصلاح القضاء قبل أي شيء آخر ومحاسبة وطرد “قضاة الفساد” بالدرجة الأولى.
وقد كانت كلمات للمودع الطبيب باسكال الراسي وزوجته فاليري فوييه اللذين جرى “إحضارهما” من منزلهما أمس إلى تحري الجديدة ثم تحري بيروت حيث جدّدا تحفظهما على أي تعهد لا يقابله تعهد من مدير عام مصرف BLC نديم القصار بإعادة الوديعة، إذ دعيا الجميع لا سيما المودعين إلى نفض الخوف عنهم والاتحاد في مواجهة من يسلبهم حقوقهم. أما فوييه فركّزت بكلمتها بالفرنسية على “مستوى العفن نتيجة الفساد المستفحل في لبنان، بما يؤدي إلى التنكيل بالضحية إرضاءً لغرائز المجرم وجعل الإنسان ذليلاً في وطنه”.
كما كانت كلمة للمودع علي الساحلي الذي قال بأنه التحق بقوى الأمن قبل تقاعده طلباً لحياة كريمة له ولعائلته وليس ليكون مكانه في الشارع الآن، متمنّياً تحقيق العدالة بواسطة القضاء في مقابل جهوزيته والاستعداد الكامل لاستيفاء الحق بالذات وتحت سقف القانون بموجب حق الدفاع المشروع سنداً للمادة ١٨٤ عقوبات إن لم تتم الاستجابة، واضعاً قضيته وقضية المودعين برسم رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود.
المحامي رامي علّيق في كلمته أسف لحال القضاء واعتبر بأن كيل الظلم قد طفح ولا بد من مواجهته مضيفاً، “من مسرحيات شربل أبو سمرا إلى ارتهان غادة عون، إلى تواطؤ أرليت تابت أو ندين مشموشي أو ضعف وخضوع نقولا منصور أو كارلا رحال أو سواهم، وصولاً إلى كل قاضٍ أساء للاسم الذي يحمله وللقضاء ككل وللبنان والشعب اللبناني الذي يحكم باسمه: كفى وألف كفى!” مشيراً إلى أن الأمور لن تستقيم بالشكل الذي هي عليه الآن وأنّ “ثورة لبنانية نقية حرة لا بد وأن تشقّ طريقها كطائر الفينيق بهمّة الشعب اللبناني مهما تكالبت عليه الظروف ودارت عليه الدوائر، فالنخوة والعنفوان والكرامة تبقى سماته الأساسية”. وختم علّيق بتأكيد “الثورة على القضاء الفاسد” ودعم القضاء النزيه مهما كان الثمن لتحقيق المحاسبة وإعادة الحقوق على يد القضاة الأخيار، مع الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
بدوره المودع سعيد زويهد تحدّث عما حصل مع الطبيب الراسي البارحة قائلاً، “احتجزوا وديعته فتقدم بشكوى إلى القضاء ولما ذهب إلى منزل صاحب البنك مطالباً ضربوه وكسروا يده وإصبعه وضربوا زوجته ثم ادعوا عليه وسيق المظلوم إلى تحري الجديدة. يا للمهزلة ويا للعار ويا للوقاحة. أحضروا القتيل إلى الاستجواب إكراماً لغرور القاتل وإرضاءً وتشجيعا له على ارتكاب الجرائم بحق الناس. هل هذا هو وطن الأرز؟ وهل أصبحت البلطجة فوق القانون والدستور وهل دخلنا في عصر عبودية حقيقية. إننا نستصرخ الضمائر الحية في الجسم القضائي ونشدّ على أيدي القضاة الشرفاء الذين رفضوا ركوب الحافلة وأصروا على احترام قسمهم وقدسية المطرقة. ودون ذلك لا تبنى الأوطان. لنقُل لمنظومة الفساد كفى ظلماً. كفى قهراً. كفى تدميراً لحياة المودعين”.
وفي الختام توجّهت المودعة فيرونيك مراد، التي ترقد والدتها في مستشفى جبل لبنان بين الحياة والموت لغياب العلاج بسبب حجب وديعتها عنها، إلى قضاة “قصر العدل” باللوم معبّرة عن شديد سخطها للذل والمهانة التي تمر بها عائلتها بعد السطو على وديعتها.