بيان عن حملة «الشط لكل الناس» عن مسيرة تحرير الشاطئ اللبناني من تحوم إلى كفرعبيدا
استُكملَت رحلة تحرير الشواطئ اللبنانية، اليوم الأحد، مع مسيرةٍ حاشدة توقّفت عند عددٍ من التعدّيات على أملاكنا العامة، في منطقة البترون- تحوم- كفرعبيدا. وقد جاء الضغط الشعبي على الأرض، ليُتَمّم عدّة تحرّكات قضائية وإعلامية، استطعنا من خلالها انتزاع قرارات نوعية لصالح تحرير الشاطئ، أو الإضاءة على مخالفات لا تزال قيد التنفيذ.
انطلقت المسيرة من أمام مطعم «مرشاق عالبحر» (المُتعدّي)، ثم مشروع «آزور بلو» لصاحبه جورج يزبك (المتعدّي)، ثم ورشة فرنسوا باسيل (المتعدّي)، وفيلا الإعلامية راغدة درغام (المتعدّية)، وصولاً إلى شاطئ أبو علي حيث توجد مُنشَأة بشعة متعدّية منذ التسعينات.
ومع انتهاء مسيرتنا، تجدر الإشارة إلى التالي:
- تنتهي اليوم مهلة هدم المُنشأة المتعدّية على شاطئ أبو علي، والتي حدّدها قرارٌ صدر عن وزارة الأشغال منذ شهر؛ إلّا أنّ البناء ما يزال موجوداً!
- تعرّض عدد من الأهالي للضغط لعدم المشاركة بمسيرة اليوم، ومع ذلك حقّقت المسيرة أهدافها وأظهرت الالتفاف الأهلي حول الملك العام وحقّ التصرّف به.
- لاحظنا في الأيّام الأخيرة تسارع وتيرة العمل في أكثر من ورشة متعدّية، ما يشكلّ اعترافاً ضمنياً من قبل أصحاب الورش بأنّهم بالفعل متعدّون، وأنّهم خائفون على إحقاق القانون بوجههم.
- نحمّل رئيس بلدية تحوم مسؤولية وقف التعدّيات على الأرض التي إئتُمِن عليها، خاصّةً مُحيط ورشة المدعو جورج يزبك. فماذا ينتظر؟ ولمَ السكوت؟ كما يتحمّل وزير الأشغال مسؤوليةً بصفته وصيّاً على الملك العام؛ ووزير البيئة باعتبار المنطقة تخضع لموجبات القانون 444 لحماية البيئة ومرسوم أصول الأثر البيئي 8633 وتهدد الأشغال نظامها البيئي المتميز؛ ومفرزة الشواطئ والقائمقام والمحافظ ومن خلفهم وزير الداخلية. وعليه، نستغرب استكمال العمل بالتعدّيات، ونضع علامة استفهام على تواطؤ كل من المذكورين مع صاحب التعدّي ومنفعتهم المباشرة أو غير المباشرة من المشروع.
وبعد المسيرة، وبعد أن تقدّمنا سابقاً بالشكاوى المطلوبة أمام المراجع المعنية، نعتبر كل غضّ نظر رسمي عن التعدّيات بمثابة تقاعس عن المسؤولية، لا بل بمثابة تواطؤ ومشاركة بالجرم.
ودحضاً لبعض الحجج التي تبرّر التعدّيات ربطاً بمنفعةٍ اقتصادية مزعومة، يهمّنا أن نوضّح أنّ هذه المنفعة لا تحرّك اقتصاد المنطقة بل اقتصادات خاصّة لقلّة قليلة من المستثمرين والمحتكرين. كما أنّ هذه العجلة الاقتصادية تقضي على نفسها بنفسها، فمع تمادي التعدّيات، يُشَوَّه المنظر الجمالي القاطب، ويتحوّل إلى دغلٍ اسمنتيٍّ لا يجذب أحد.
معركتنا للحفاظ على أملاكنا البحرية إذاً تحرّك اقتصاد المنطقة ككلّ وتحمي القيمة الاقتصادية المُختَزَنة في هذه البقعة عوضَ تشويهها.
في الختام، تشكر الحملة كل من شارك بمسيرة اليوم، على أن تُستكمَل مسيرة تحرير الشاطئ اللبناني من جنوبه إلى شماله. من حقّنا ومن واجبنا رفض هذه البشاعات، ورفض الإجرام المُرتَكب بحقّ البيئة وبحقّنا في استخدام ملكنا العام.