حوزة الرسول الاععظم تكرم العلامة الخطيب
أقامت حوزة الرسول الأكرم(ص) عشاء تكريميّا لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب في قاعة المرتضى في حارة حريك، بحضور الحاج حامد الخفّاف ممثّل المرجع الديني آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني و سماحة الشيخ علي بحسون ممثّل آية الله العظمى سماحة الشيخ بشير النجفي، وسماحة السيد حيدر الحكيم مسؤول المؤسسة الخيريّة للسيد الحكيم والممثّل السابق للمرجع الديني الراحل آية الله العظمى سماحة السيد محمد سعيد الحكيم(قده)، والقائم بأعمال السفارة الإيرانيّة في بيروت السيد خليلي، والمستشار الثقافي لها السيد كميل باقر زاده، ورئيس الجامعة الإسلاميّة د.حسن اللقيس، وجمع من أعضاء الهيئة الشرعيّة للمجلس الشيعي الأعلى والقضاة والمفتين، ورئيس بلدية الغبيري الحاج معن الخليل ونائب رئيس بلديّة حارة حريك الحاج أحمد حاطوم.
رحّب مدير عام الحوزة سماحة الشيخ محمد حسين مقداد مهدوي مهر بالحضور الكريم ولا سيّما صاحب المناسبة والتكريم العلامة الشيخ علي الخطيب، ثم أشاد بالدور التاريخي الكبير للمجلس الشيعي الأعلى في كونه منصّة جامعة للشيعة في لبنان منذ تأسيسه على يد الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، امتدادا للعلّامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والعلامة الشيخ عبد الأمير قبلان قبلان. وشكر سماحته الشيخ الخطيب على تعاونه الدائم مع الحوزة العلميّة في تقديم الخدمات الجلّى لأساتذتها وطلابها وموظّفبها، وتسهيل أمورهم القانونيّة اللازمة، مع الشكر الموصول لسابق الإدارات التي أبدت كلّ التعاون لهم أيضا.
توجّه الشيخ مهر بالشكر الجزيل إلى كل من دعم حوزة الرسول الأكرم(ص) وقدّم لها الخدمات والتسهيلات الممكنة من ممثّلي المراجع العظام، والشخصيّات العلمائية الفاعلة، والسفارة الإيرانيّة، والجامعة الإسلاميّة، والبلديات.
والقى العلامة الخطيب كلمة توجه فيها بالشكر الجزيل لحوزة الرسول الأكرم(ص) على إقامة هذه الدعوة الكريمة، ثمّ تطرّق إلى دور الحوزات العلميّة وسائر المدارس الدينيّة على مرّ العصور في صنع الاستقرار الإنساني في قبال الفكر الغربي الذي انتهج الديلاكتيكيّة المادّية بالرغم ممّا أنتجه العلم التجريبي من الحداثة والاختراع والتطوّر التكنولوجي، إذ زاد من معاناة الإنسان وسلبت منه الاستقرار والأمن، لتجرّد هذا النهج عن القيم والأخلاق المطلوبة في بناء التكامل الإنسان المعنوي والروحي، التي في سببيلها استشهد أئمّة أهل البيت(ع)، ولم تكن فلسفة المدرسة الغربيّة لتصوير بناء السعادة من خلال تكريس مفاهيم مثل حقوق الإنسان والحرية إلا غطاء قشريا، مع بقاء الجوهر على ما هو عليه، وهو الدفع إلى انقسام العالم إلى معسكرين، وحصول النفوذ الأمريكي العالمي.
وأضاف سماحته : أنّ حركة الإصلاح هذه تتحمّلها الحوزات الدينيّة من خلال إنتاج العلوم الإسلاميّة المختلفة التي تساهم في تربية الإنسان والمجتمع، إلى جانب اهتمامنا بالجامعات وكل العلوم العصريّة في شتى اختصاصاتها، وإنّ أيّ تخلّف عن ذلك يكون عمل بلا جدوى ومن غير ذي فائدة، وتحمل في جذورها الهدم والخراب، بل تكون أداة لهيمنة الآخر ين ونفوذهم في خضمّ الصراع الحاصل اليوم.
وقال: أنّ ما نشهده اليوم من حرب بين روسيا وأوكرانيا هو في واقعه حرب من الغرب على روسيا والصين، وهناك أمل وكوّة نور فجّرتها الثورة الإسلاميّة في إيران التي استطاعت أن تواجه الاستكبار العالمي في إيران ولبنان والعراق، وما كانت حركة الإمام الصدر في لبنان إلا تعبيرا عن رؤية إسلاميّة في مواجهة قوى اليسار التي تسيطر على المنطقة، وخاصة الاتحاد السوفياتي آنذاك. وهو أيضا ما ترجمته واقعا مؤلّفات السيد الشهيد محمد باقر الصدر التي واجه فيها الفكر الإلحادي، وخطر العدو الإسرائيلي الذي شُخّص مبكرا، سواء في قم المقدّسة أو النجف الأشرف، إلى أن كانت الثورة المباركة في إيران وما أنتجته من مقاومة إسلاميّة في لبنان وفلسطين والعراق، والأخير الذي عانى كثيرا من محاولة لسلب ثرواته النفطيّة، تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل وإسقاط نظام صدّام حسين، الذي طالما دعم من الأنظمة الخليجيّة ضد إيران الثورة منذ انطلاقها.
وأردف سماحته … إنّ إيران والمقاومة تصدّت لكل أنواع الحروب التي تشنّ عليها سواء اقتصادية أو ثقافيّة، مثل ما شهدناه مؤخّرا من إثارة الشغب تحت عنوان حقوق المرأة والحريّة لمواجهة ما ستصل إليه الجمهوريّة من انتصارات إن شاء الله.
و ختم سماحته بأهميّة الاستمرار في تحمّل المسؤولية من الحوزات الدينية والمدارس الثقافيّة وكل العاملين على هذا نهج أمير المؤمنين(ع)، وفي ظل الأوضاع المعيشيّة الصعبة يجب أن تعطى اهتمامات أكثر لإراحة الناس، ونحن نشكر حوزة الرسول الأكرم(ص) على ما تقوم به من جهود علميّة وعمليّة، التي أنتجت سمعة طيّبة وتركت أثرا بالغا في مسيرة الكثيرين، وفي رفد مجتمعنا بالطاقات والكوادر والشخصيّات العلميّة.