تتداول مُختلف وسائل التواصل الاجتماعيّة على مدى الأيام الماضية خطابات ودعوات مُشجّعة على “تقبّل” مُمارسات “المثليّة الجنسيّة” في لبنان
صدر عن حركة بادر البيان الآتي:
تتداول مُختلف وسائل التواصل الاجتماعيّة على مدى الأيام الماضية خطابات ودعوات مُشجّعة على “تقبّل” مُمارسات “المثليّة الجنسيّة” في لبنان، وقد أدّى تكثيف هذه الدعوات إلى تنظيم مسيرة مُؤيّدة لهذا السلوك في بيروت – تمّ تأجيلها إلى تاريخ يُحدّد لاحقًا؛
إن إحترام الحريّات الشخصية في لبنان هو حق مُقدس لكل المواطنين، إلا أننا نرفض رفضاً قاطعاً أي ممارسات تُصَنَّف في خانة الإخْلال بالأخلاقِيات والآداب العامة التي يمْنَعُها القانون اللبناني والأديان السماوية على اختلافها، ولن نرضخ لأي ضغوطاتٍ تحت أي مسمّياتٍ عن “الحريّات” و”الديمقراطيّة”، مع تأكيد رفضنا لأي تعدٍّ أو تهجّمٍ لفظي أو جسدي أو معنوي، أو أي مُمارساتٍ خارجةٍ عن القانون، تجاه أيّ مواطنٍ لبناني؛
لقد أوصَلَنا التمادي في الدعوة إلى “تقبّل الاختلافات” فيما يخصّ الميول الجنسيّة – وقد يكون الخطأ المُجتمعي الأوّل الذي تمّ ارتكابه – إلى مرحلة “التثقيف” و”التشجيع” و”الدفاع” عن هذه المُمارسات، لا بل والدعوة إلى “تقبّل” مثل هذه المُمارسات في المجالات العامّة، وهي بكليّتها عبارة عن ضغوطٍ لخرق خطوطٍ حمراءَ لن نسمح بتخطّيها بأي شكل من الأشكال؛
إننا واعون تمامًا لخصوصيّة المُجتمع اللبناني عمومًا، ومجتمعنا البيروتي خصوصًا، وإنّنا إذ نعتبر مدينتنا بيروت مدينةً مُنفتحة على التطوّر والتقدّم العلمي، وهي مدينةٌ جامعة لكل أبنائها بمُختلف أديانهم وطوائفهم، فنحن لن نقبل بأن تُخترق أيٌ من تقاليدها ومُعتقداتها المُحافظة، ولن نتساهل بأي خروج عن قواعد هذا المجتمع؛
كما أنّنا نعي أنّ الضجّة المُبالغ بها التي يحظى بها موضوع “المثليّة الجنسيّة” اليوم والمسيرات المُؤيّدة له، والمُحاولات الصارخة لفرضها عنوةً على مجتمعنا المُحافظ المُتوازن، الذي سبق أن رفضها ولا يزال يُعبّر عن رفضه لها بكل الوسائل المُتاحة، تُشير بشكل جليّ إلى مُحاولاتِ استغلالٍ سياسيّة مرفوضة بكل المعايير؛
إنّنا في “بادر”، كحركة سياسيّة بيروتيّة، نعي خطورة هذا التداول وتقاذف المسؤوليّات في هذا الوقت بالتحديد، ونحذّر أي جهة تُحاول استغلال هذا الموضوع سياسيًّا، لأنّنا لن نتنازل عن أولويّات حقوق هذه المدينة، وندعو جميع المُنخرطين في هذا الجدال إلى إعادة توجيه البوصلة إلى المكان الصحيح، وتوظيف طاقاتهم الفعّالة في تسليط الضوء على المشكلات الحيويّة التي يُعاني منها المواطنون، واستعادة حقوقهم المهدورة من قبل سلطة عاجزة سياسيًّا، تُعاني انهيارًا اقتصاديّا يزيد في ثقله يومًا بعد يوم.